دخل المسيح قلبي كما دخل أورشاليم


جهاد علاونه
2019 / 4 / 21 - 22:28     

دخل المسيح قلبي مثلما دخل أورشاليم. دخل المسيح قلبي مثلما دخل هيكلا أكل الفساد عليه وشرب حتى ثمل من دماء المتعبين, حين دخل المسيح قلبي كان به صيارفة ينشرون مصائدهم في كل ركن وفي كل زاوية كنتُ محملا بأثقال المرابين والطماعين والنصابين والجشعين وكانت يدي بلا عكازٍ أتكئ عليه, كان الوقت كله لصالح السماسرة والعرصات والقوادين وكان فيه العهر ثقافة يومية نتعلمها جيلا من بعد جيل ولكن بمجرد أن وضع المسيح رجله على عتبت القلب وقلب الطاولة على بطون المتلاعبين بأماني الأمم والشعوب. تبدلت الحياة وتغيرت ملامح البشر وأشكال الطرقات, قلب الطاولة على بطون الذين يبيعونا ويشترونا في اليوم ألف مرة وبسعر خسران.

دخل المسيح قلبي مثلما دخل أورشاليم وكان الشر وقتها قد غلب العالم, الشر والخسة والنذالة والدعارة دائما ما كانت تغلب العالم وتسيطر عليه ولكن بمجرد أن دخل المسيح أورشاليم سحق رأس الحية وغلب العالم لصالح المتعبين والمثقلين الذين حمل عنهم النير,إن لم يدخل المسيح قلبك كما دخل أورشاليم سيبقى العالم غالبا عليك ولسوف تبقى وحدك تطحن الحكايات المأساوية, حين دخل القلب تعلمنا منه الصلاة الربانية وطلبنا الرحمة والرأفة بالقاتل وبالظالم ولم ننشر ثقافتنا بالعنف بل بالاستمالة حين يشاهد الناسُ أعمال الرب على يدينا.. كان الجياع بانتظاره وكان العطاش يتلهفون لشربة ماء, كان الجوع يسيطر على تفكير أغلبية الناس وكنت أنا واحدا منهم, حين دخل المسيح قلبي كان عندي حلم واحد وهو أن أفوز بقلب امرأة, ومع احترامي للمرأة تبدل الحلم وصرت أحلم بأن أعمل المعجزات وأن أفتدي الأهل والأصحاب والأقرباء الذين لم يقدموا لي يوما ولو كسرة خبز يابسة.


دخل المسيح قلبي مثلما دخل أورشاليم وحين خرج يمشي لأبيه باع الصيارفة أواقي الذهب بقصة العذاب وتبعوا خطواته, ترك الملوك عروشهم ومشوا خلفه, ترك أساتذة الجامعات كراسيهم وتبعوه ليتعلموا منه, إنه بحق أول معلم لم يتعلم بالجامعات بل الجامعات ذهبت إليه لتتعلم منه.


دخل المسيح قلبي مثلما دخل أورشاليم نظّفه وطهره من الأوساخ التي عششت به من بعض الكتب, قلب المسيح حياتي رأسا على عقب كما قلب الهيكل وأورشاليم, كان يعشش في قلبي لصوصٌ كثيرون منهم من كنت أنا الذي اختاره ومنهم من اختارني هو, بعت أواني الذهب والفضة واستبدلتها بغسل أرجل تلاميذي وأساتذتي راجيا منهم أن ينشروا ثقافة السلام.
دخل المسيح قلبي كما دخل على أورشاليم قلب التاريخ وموازين القوى في عالمي كله, أحسستُ وكأنني الصخرة التي سيبني عليها كنيستة, رأيت مدنا مضاءة بالحب هنا وهناك مترامية الأطراف, رأيتُ العشارين يتركون عشورهم ويمشون وراءه, دخل المسيح قلبي كما دخل أورشاليم بلحظة واحدة وبمدة قصيرة قلب تاريخا طويلا من الظلم والإحباط, قَلَبَ تاريخا مشوها وكأنه أقام ثورة تصحيحية بيضاء من غير نقطة دم ثم صار الدم قصة فداء ما زلنا نتعلم منها منذ 2000عام.