ما السر وراء الغزو الأمريكي للعراق


وصفي أحمد
2019 / 4 / 18 - 23:06     

ما السر وراء الغزو الأمريكي للعراق ؟
احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق متحججة بحجج وذرائع واهية أهمها امتلاكه نظامه لأسلحة الدمار الشامل , خلافاً لما التزم به في خيمة صفوان وقرارات الأمم المتحدة للعام 1991 , والحجة الثانية تتمثل في تحرير العراق من نظامه الاستبدادي لانتهاكه لحقوق الإنسان على نطاق واسع خلال خمسة وثلاثين عاماً مما يجعله يقع تحت طائلة العقاب , وأخيراً علاقة النظام مع التنظيمات الارهابية .
لكن الحقيقة أن هذه الذرائع تدين الولايات المتحدة قبل ادانتها للنظام السابق , لأنها هي التي أجازت امتلاكه للسلاح المحرم إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية ومن ثم استخدامه ضد إيران وضد الشعب العراقي الذي ثار عليه لرفضه لنظامه , وهي كانت تشير عليه وتدعمه وتتسر على هذه الانتهاكات عن طريق تسخير وسائل إعلام كثير من الدول للدفاع عنه والدعاية له . ولو سلمنا جدلاً أن النظام السابق بقية من هذا السلاح الذي امتلكه بعلمها وموافقتها , مما يجعلها تحت طائلة الادانة هي الأخرى , علماً بأن لجان التفتيش التي أرسلت إلى العراق للتأكد من وجود بقية هذا السلاح لم تعثر عليه ونفت وجوده .
وهكذا الأمر فيما يتعلق بانتهاكه لحقوق الإنسان وجرائمه التي وضعته في مرتبة متقدمة في قائمة الطغاة في التاريخ , إذ أن أمريكا هي التي كانت قد دبرت انقلاب 1968 الذي أوصل صدام حسين إلى السلطة , وقد شاركها في ذلك حكومات دول مجاورة للعراق بين ممول ومخطط للانقلاب .
أما عن علاقته بالتنظيمات الارهابية , خصوصاً في ما يتعلق بحادثة الحادية عشر من سبتمبر , فلا يوجد أي دليل على وجود مثل هذا التعاون , لا بل أن النظام كان يعادي هذه التنظيمات لأنها بدأت أفكارها تنموا في الوسط الاجتماعي الذي يعتقد صدام أنه المجتمع الداعم له , مما جعل صدام حسين يعتقد أن بإمكانه الحصول على دعم الولايات المتحدة للوقوف بوجه هذه التنظيمات .
إن حقيقة الأمر , أن الإدارة الأمريكية تمتلك مشروعاً عدوانياً يشمل العالم الإسلامي ككل , لا البلاد العربية فحسب , وأرادت أن يكون العراق بداية ومنطلقاً للعدوان على أقطار اخرى تتناولها الأخرى وفق جدول زمني إذا ما تمكنت من تثبيت أقدامها فيه كي تجعله قاعدة انطلق لتغيير الخارطة السياسية للدول الإسلامية أو لنقل تشكيل سايكس ـ بيكو جديدة تحل محل سايكس ـ بيكو القديمة التي شكلت الكيانات السياسية الحالية , والهدف من هذا التغيير انتاج كيانات هزيلة تبنى على أسس طائفية وعنصرية أكثر عدداً وأضعف شأناً حتى يسهل السيطرة عليها وسرقة خيراتها وجعلها سوقاً مفتوحة لتصريف منتجاتها .
ودليلنا على ذلك طبيعة الكيان السياسي الذي شكلته في العراق ـ دولة المكونات ـ وهو كيان هزيل منتج للأزمات . ثم لابد من الاشارة إلى ما حدث في سوريا عندما سرقت التنظيمات الإرهابية للثورة السورية بتآمر أمريكي تركي سعودي خليجي وما نتج عنه من تشكيل كانتون كردي أغاظ اردوغان ليدفعه كي ينسق مع روسيا .
ويبقى نفط العراق ثروة تسيل لها لعاب الحكومتين الأمريكية والبريطانية , فقد تحدثت تقارير عديدة عن التحريض على غزو العراق من قبل مسئولي شركات نفط أمريكية من بينها مثلاً مجموعة هالبيرتون النفطية التي كان تشيني نائب الرئيس الأمريكي آنذاك يتولى ادارتها حتى عام 2000 .
المصادر :
1 ـ الأهداف الحقيقية للاحتلال الأمريكي للعراق nqde, almoslim.com .
2 ـ جون نكسون , استجواب الرئيس , ترجمة أياد أحمد .
3 ـ الغزو الأمريكي للعراق ـ مبررات واهية ونتائج كارثية ـ الجزيرة نت .