الزخارف المحارية في منشأت العصور الوسطي بمدينة القاهرة(دراسة آثارية فنية) ج8


وليد فتحي
2019 / 4 / 13 - 16:02     

- الزخارف الإشعاعية في المنشآت الدينية بالقاهرة في عهد الدولة الأيوبية [567هـ - 648هـ / 1171م – 1250م]:-
&وتشتمل الدراسة على ستة من المنشآت الدينية بالقاهرة كالآتي :
1. قبة وضريح الإمام الشافعي[608هـ / 1211م].
2. تربة " إيوان "الثعالبة"[613هـ / 1216م].
3. المئذنة الأيوبية بالمشهد الحسيني[634هـ / 1236م].
4. قبة الخلفاء العباسيين[640هـ / 1242م].
5. مدرسة وضريح الصالح نجم الدين أيوب"المدرسة الصالحية"[ 641هـ - 647هـ / 1243م – 1249م].
6. قبة شجر الدر[648هـ / 1250م].
(1)قبة وضريح الإمام الشافعي :
الموقع : القرافة الصغرى – ميدان الإمام الشافعي – حي مصر القديمة .
تاريخ الإنشاء : 608 هـ / 1211 م .
المنشئ : السلطان الكامل محمد بن العادل.
رقم التسجيل : 28
الوصف المعماري :
يتكون الضريح من الخارج من طابقين يعلوهما قبة ،ويشغل الضريح مربعًا طول كل ضلع من أضلاعه 15 مترًا,ويحيط به أربعة جدران سميكة ترتفع إلى ما يقرب من عشرين مترًا فوق سطح الأرض،بني النصف الأدنى منها تقريبًا من الحجارة،والنصف الأعلى من الآجر،وجوفت بجدارالقبة ثلاثة محاريب ،أما القبة من الخارج فهي قبة خشبية مكسوة بألواح من الرصاص،وترتفع القبة لأعلى بشكل مكور على هيئة قطاع مدبب،كما فتح في رقبتها ستة عشرة نافذة معقودة للتهوية، وتنتهي القبة في أعلاها بالقائم النحاسي والعشاري والهلال.
- المناطق المحارية بقبة وضريح الإمام الشافعي[608هـ / 1211م]:-
الأشكال المحارية بتربيع الجدران الخارجية بالطابق الثاني للمنشأة:
تعتبر قبة الإمام الشافعي من أجمل القباب في مصر الإسلامية على الإطلاق وتزينها خوذة خشبية ومكسوة بمادة الرصاص,وقد كسيت جدرانها الداخلية بالرخام,وتتضح الأشكال المحارية بجلاء في القبة من الخارج,ولاسيما بتربيع الجدران الخارجية بالطابق الثاني الذي يرتكز عليه القبة الضريحية الضخمة بالواجهة الشمالية الغربية,وهو يمثل منطقة الانتقال الخارجية للمنشأة,فالطابق الثاني قوامه من الناحية الزخرفية تحتوي على عدد من الدخلات المصمتة من مادة الآجر,وعددها ستة دخلات مجوفة مشعة بشكل غير عميق,بواقع ثلاثة دخلات مصمتة في كل جانب حيث أن هذه الدخلات على هيئة المحاريب ذات عقود مثلثة بزخارف جصية,وتوجد في المنتصف دخلة محارية مشعة أيضًا بهيئة مجوفة ولكنها غائرة وليست مصمتة وتقع كخط فاصل مابين الدخلات الستة من الجانبين,وقدراعى الفنان المسلم(السيميترية)أوالثنائية فضلاً عن الجذب الجمالي بشكل زخرفي,وهذه الدخلات المصمتة عبارة عن إطار بارز بهيئة المحراب يغطيه طاقية ذات العقد المنكسر,وفي باطن العقد توجد حشوة دائرية صغيرة وبارزة بمنتصف باطن العقد تشع منها ضلوع بارزة,وعددها سبعة ضلوع(أشرطة)بارزة تفصل فيما بينها ستة قنوات غائرة تنتهي برؤوس ذات المقرنصات بهيئة أو إطار عقدي من نوع العقد المنكسر,وممتدة إلى الحد الداخلي لإطار الدخلة المصمتة,كما يوجد نموذج آخر من الزخارف الإشعاعية المتميزة بالطابق الثاني من هيكل القبة الضريحية من الخارج وهو عبارة عن حنية مجوفة ذات فتحة وظيفية للإضاءة والتهوية, وهذه الحنية بإطار خارجي تبدو كهيئة المحراب ذات طاقية من نوع العقد المنكسر أيضًا,حيث زخرفة الحنايا المجوفة سواء الغائرة أوالمصمتة كانت تتزين بطاقية من العقد المنكسر طوال العصر الأيوبي .
وقد زخرفت هذه الضلوع الإشعاعية البارزة ذات ثمانية أشرطة بزخارف نباتية دقيقة نفذت بطريقة التفريغ في مادة الآجر,وبأشكال زخرفية متقاطعة ومتشابكة,ومتداخلة كزخرفة الأرابيسك أو التوريق,مثلما نجدها في بعض الفنون التطبيقية كالحفر أو التفريغ على الخشب,وعلى جانبي هذه الحنية النافذة توجد دخلة مصمتة أيضًا ذات أشكال إشعاعية متماثلة مع الجانب الآخر,وبصدرها حشوة صغيرة بارزة بإطار خارجي مزينة بطاقية على هيئة عقدية من نوع العقد المنكسر,وتبدو مثيل المحراب الصغيروتتشعع منها ضلوع بارزة ممتدة أو أشرطة بامتدادات إشعاعية ,بحيث عدد ضلوعها سبعة أضلاع بارزة,ومن الملاحظ أنه حدث تطور في هاتين الدخلتين المصمتتين بأن الضلوع البارزة الممتدة تفصل فيما بينهم قنوات غائرة,وتنتهي برؤوس ذات أذرع(أضلاع ممتدة)تحتوي على نهايات مقرنصة,ولكن بصفين من المقرنصات وليس صف واحد فقط كما في النموذج السابق,حيث أن الأذرع(الضلوع)امتدت بشكل منكسرليبرزالصف الثاني من المقرنصات,ويحددها إطار الحنية المصمتة بطاقية من العقد المنكسر .
(2) تربة الثعالبة :
الموقع : شارع سيدي عطية - قرافة الإمام الشافعي – حي مصر القديمة .
تاريخ الإنشاء : 613هـ / 1216م .
المنشئ : الأمير فخر الدين أبو منصور إسماعيل بن ثعلب .
رقم التسجيل : 282
الوصف المعماري :
لم يتبقَ منها سوى البوابة الحجرية والإيوان ذو القبو الأسطواني,ويبلغ ارتفاع المدخل الرئيسي (4.17م),ويقع في حنية ترتدعن الواجهة بمقدار(16سم),ويعلوه عتب مكون من صنجات معشقة,ويحيط بالصنجات مربعات زخرفية,تبدأ زخارف البوابة بشريط يمتد أسفل العتب ويكتنف المدخل,وشغل هذا الشريط بكتابة بالخط الثلث على أرضية من الزخارف النباتية,وله إطار من حبات لؤلؤ متماسة,ويقع النص التأسيسي للتربة فوق عتب المدخل
داخل حنية ذات عقد منكسر,أما الإيوان فهو عبارة عن قاعة مستطيلة عرضها- ستة أمتار- وطولها -عشرة أمتار,وهي مسقوفة بقبوة مبنية بالآجر؛ ويبلغ ارتفاع القبوة تسعة أمتار فوق أرضية البناء,ويوجد محراب جصي ضخم في صدر الإيوان,وهي معقودة بعقد منكسر وحنية المحراب مجوفة وعميقة يتوجها طاقة مشعة (محارية) تنتهي إشعاعاتها بأربع حطات من المقرنصات.
- المناطق المحارية بتربة الثعالبة[ 613هـ / 1216م]:-
الأشكال المحارية بطاقية المحراب الرئيسي بالمنشأة :
لم يتبقَ الآن من تربة أو(مدرسة)الثعالبة سوى البوابة الحجرية والإيوان ذو القبو الأسطواني,وهو إيوان القبلة الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية,ولذلك يطلق الآن على هذه المنشأة اسم- إيوان الثعالبة,بحيث يوجد بصدر هذا الإيوان(القبلة)محراب جصي كبير مجوف الشكل, يتوجه طاقية من نوع العقد المنكسر بهيئة محارية الطراز بحيث تذكرنا بمحاريب المشاهد(القباب)الفاطمية,والمحراب حاليًا خالي من أي زخارف في بدنه المجوف ولكن طاقيته الجصية مزخرفة بالزخارف الإشعاعية , وقوامها خطوط أو أشرطة مستقيمة أفقية من الجانبين ورأسية من أعلى,وممتدة ويأخذ كامل مسار طاقية المحراب المجوف,وهذه الأشرطة الإشعاعية تتشعع من داخل حشوة صغيرة مستطيلة ذات قمة على هيئة العقد المنكسرتقع بمنتصف طاقية المحراب الجصي,وهذه الضلوع المشعة ممتدة خارج مدار طاقية المحراب وتنتهي برؤوس ذات أذرع عبارة عن خمسة صفوف من المقرنصات,وهذا يعتبر قمه النضج والثراء الزخرفي لإبراز العناصر الفنية لهذه الزخارف المشعة بتزيين طاقيته بهذا العدد الكبير من صفوف المقرنصات.