الزخارف المحارية في منشأت العصور الوسطي بمدينة القاهرة(دراسة آثارية فنية) ج7


وليد فتحي
2019 / 4 / 13 - 13:44     

(5)مشهد يحيى الشبيه :-
الموقع : شارع الإمام الليثي - جبانة الإمام الشافعي(القرافة الجنوبية)- حي مصر القديمة .
تاريخ الإنشاء : 545 هـ / 1150 م .
المنشئ : الخليفة الظافر بالله الفاطمي..
رقم التسجيل : 285 .
الوصف المعماري :
ويحيى الشبيه نسبة إلى(يحيى بن القاسم الطيب بن محمد المأمون بن جعفر الصادق بن محمدالباقربن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب),وسمي بالشبيه لأنه كان شديد الشبه بالرسول (ص)،ويتألف المشهد من غرفة مربعة تعلوها قبة،وتحيط بالغرفة الضريحية ثلاثة إيوانات من الشرق والشمال والجنوب؛وفي منتصف كل ضلع من الغرفة يوجد باب،حيث الباب الشمالي للمشهد يؤدي إلى داخل الضريح يعلوه قبة ترتكز على قبة مثمنة. .
والإيوان الشمالي مفتوح على صحن مستطيل؛وينقسم الصحن إلى ثلاثة أروقة تكونت من صفين من البائكات تتكون كل بائكة من ثلاثة عقود وترتكز علي عمودين,ورواق الصلاة يشغل الجانب الجنوبي الشرقي من القبة الضريحية,ويطل عليه بعقد كبير منفرج يرتكز على زوجين من الأعمدة في كل جانب,ويتكون بيت الصلاة من بلاطة واحدة,ويغطي هذا الرواق في الوسط قبة صغيرة مرتفعة تقوم على حطتين من المقرنصات تشبه حطات القبة الرئيسية.
- المناطق المحارية بمشهد السيد يحيي الشبيه[545هـ /1150م]:-
أولاً:الأشكال المحارية بخوذة القبة من الخارج للمنشأة:
تتبين الأشكال المحارية في القبة الضريحية للمشهد من الخارج,وهي تشبه خوذة القبة بمشهد السيدة رقية [527هـ /1133م],ومن حيث الضلوع البارزة-والتي تنبثق من مركز القبة من الأعلى,وهي تشبه في تكويناتها الفنية نبتة الصبار,وتأخذ الشكل المحاري المشع من الخارج,حيث أن القبة من الخارج من مادة الآجر المغشي بطبقة من الملاط ذات قطاع مدبب,وتتسم بدنها الخارجية بأنها تتشعع منها( أربعة وعشرون)ضلعًا,ومن الجدير بالذكر أن رقبة القبة مثمنة الشكل فتح في كل ضلع من أضلاعها الثمانية نافذتان قالبية الشكل,حيث أن التضليعات في القبة من الخارج متأثرًا بالقباب في جامعي الزيتونة والقيروان بتونس,ويقول (د. عبد الناصر ياسين)أن لهذا المشهد قبة كبيرة مضلعة من الخارج وأيضًا من الداخل ,وهي سمة تبين أنها من التأثيرات المغربية.
ولكن يلاحظ أن الضلوع أكثر سُمكًا - كما أن قطاعها ليس مقوّسًا,ولكنه يميل إلى التحدب,وتستدق الضلوع كلما اقتربنا من قطب(مركز)القبة,وعدد الضلوع البارزة والتي تشع من مركزية القبة من الداخل(أربعة وعشرون)ضلعًا,وتمتد حتى استدارة القبة أعلى منطقة الانتقال .
ثالثًا:الأشكال المحارية بالمحراب الرئيسي في رواق القبلة للمنشأة :
ويوجد بجدار القبلة في محراب المنشأة بالضلع الجنوبي الشرقي من الداخل,وبجداره ثلاثة محاريب ,حيث محراب في المنتصف وهو أكبر المحاريب الثلاثة يبلغ اتساعه (2.75م)وارتفاعه (4.80م) ويتوسط جدار القبلة في بيت الصلاة بالمشهد محراب كبير مجوف,ففي باطن المحراب جامة مستديرة الشكل(ميدالية مستديرة)بهازخارف هندسية؛عبارة عن شكل نجمي سداسي الأضلاع,بإطارها دائرتين متحدتي المركز.
ففي الدائرة الداخلية مزخرفة بزخارف هندسية الشكل قوامها تضليعات نجمية سداسية الشكل متداخلة,ومتقاطعة,ومتشابكة بخطوط بارزة مخرمة مابين الفواصل,في حين أن الدائرة الخارجية فارغة بدون أي زخارف يحيط بها إطار دائري,وتنبثق من هذه الجامة المستديرة ضلوع بارزة مشعة,يفصل فيما بينها قنوات غائرة؛تنتهي بأذرع(ضلوع)مشعة مجوفة وعددها (ستة عشرة)ذراعًا ذات رؤوس مدببة؛بالتناوب مع أشكال مثلثات بارزة,وتغطي طاقية المحراب أربعة صفوف من المقرنصات ذات كنن(حنايا مجوفة صغيرة)من العقد المنكسر(العقد المدبب المستقيم),أومسننات مقرنصة في أربعة مستويات متدرجة من الداخل إلى مستوى واجهة المحراب,ويلاحظ أن عدد المسننات المقرنصة يصل إلى أربعة مستويات,وليس ثلاثة كما في المحراب الرئيسي بمشهد السيدة رقية ,ومن الجدير بالذكر أن المحرابين الجانبيين الأخريين متشابهين جملة وتفصيلاً؛وتزخرف لكل منهما طاقية بها ضلوع مشعة محارية الشكل,وبذلك تصبح المحاريب الجصية في داخل المشهد أكثر تطورًا من مثيلاتها في داخل مشهد السيدة رقية .
ثالثًاً:القبة(الضريح):
والقبة كما هو ثابت ومعروف تعد من أعظم الابتكارات المعمارية التي أسهمت بدور بارز وخطير الشأن في تطور نظم العمارة بصفة عامة,ويرجع هذا الابتكار إلى قبل العصر الإسلامي بقرون عديدة،وفي العصر الإسلامي تطورت القباب تطورًا عظيمًا لم تشهده من قبل,سواء من حيث أشكالها وهيئة قطاعها وتناسب تكوينها المعماري - أو من حيث مناطق انتقالها من الداخل أو الخارج أو من حيث ما يكسوها من زخارف,ومن حيث استخداماتها العديدة في العمائر الدينية والجنائزية, وكانت بعض الأضرحة على شكل قاعة مربعة لها باب في كل جانب كما في أضرحة السبع بنات و تعلوها قبة,وعلى الرغم من التنوع الكبير في أحجام,وزخارف القباب إلّا أنها تكاد تتفق عمومًا في التكوين الأساسي لعناصرها,فهي تتكون عادة من ثلاثة أجزاء,فالجزء الأول وهو القاعدة المقامة عليها القبة,وهي عبارة عن متوازي مستطيلات مسقطه الأفقي مربع الهيئة,والجزء الثاني وهو منطقه الانتقال التي يتحول من خلالها المسقط الأفقي المربع إلى هيئة دائرية الشكل,والتي يقام عليها إطار القبة المستدير,ومنطقة الانتقال عادة تتكون من عدة حطات من المقرنصات بأشكالها المتنوعة؛ثم يعلو ذلك الجزء الثالث والأخير ويتكون من القبة ذاتها المقامة على رقبة اسطوانية الشكل.
(1)قبة وضريح الحصواتي :
الموقع : حارة درب البسطي - جبانة الإمام الشافعي - حي مصر القديمة.

تاريخ الإنشاء : 520هـ : 545 هـ / 1126م : 1150 م .
المنشئ : الخليفة الحافظ لدين الله .
رقم التسجيل : 315 .
الوصف المعماري :
تتكون كمعظم الأضرحة من قاعدة مكعبة’ حيث أن القبة من الآجر المكسو بالجص,وهناك فتحة معقودة كبيرة في منتصف كل واجهة عدا جهة المحراب ،بحيث أن الفتحات المعقودة زينت بالعقد المنكسر،ويلاحظ أن القبة التي تعلو الحجرة المربعة المسقط بدون رقبة ،والقبة مفصصة الشكل والمحراب يشبه إلى حد كبير محراب مشهد السيدة رقية.
المناطق المحارية في قبة(ضريح)الحصواتي[520هـ -545هـ / 1126م – 1150م]:-
أولاً: المناطق المحارية بمربع القبة من الخارج للمنشأة :
تتبين المناطق المحارية في مربع القبة وتظهرمن الخارج,وهي عبارة عن حجرة مربعة المسقط ويتوسط كل جدار من جدرانها الثلاثة الغربية والشمالية والجنوبية فتحة كبيرة معقودة بالعقد المنكسر,وهذه النافذة المعقودة لوظيفة الإضاءة والتهوية وخالية من أي زخارف,وعلى جانبيها تزدان دخلة أو حنية مجوفة محارية الشكل تشبه المشكأة,في حين يزدان طرف كل ضلع من أضلاعها الثلاثة الغربية والشمالية والجنوبية بدخلة مجوفة أيضًا؛بصدرها أضلاع مشعة,وبهذا يصبح عدد الدخلات المجوفة محارية الشكل عشرة دخلات محارية؛تقع في أضلاع وأطراف المربع من الخارج,ومن الملاحظ أن الطواقي المشعة بهذه القبة الضريحية من أبرز العناصر المعمارية الزخرفية,ففي,تتبين الأشكال المحارية التي تزين مربع القبة الضريحية بواقع دخلتين محاريتين في كل ضلع من أضلاعها الثلاثة الغربية والشمالية والجنوبية,وهي عبارة عن دخلة محارية تشبه المحراب وبطاقية ذات العقد المنكسر من الجص,وبصدرها حشوة صغيرة من الجص ودائرية الشكل وبسيطة في تكوينها الزخرفي,وتشع الأخاديد منها فهي عبارة عن ثلاثة دوائر متحدين المركز,ففي الدائرة الداخلية الأولى من مركزها -قوامها نقطة بارزة يحيط بإطارها الخارجية دائرة أخرى ذات مساحة قطرأكبر؛ثم الإطارالثالث من الخارج دائرة تحيط بمحيط الدائرتين الداخلتين وفارغة بدون أي زخارف,وتنبثق من هذه الدوائر الثلاثة والتي تشترك جميعًا في نقطة مركزية واحدة عدد من الضلوع الجصية البارزة,وعدده(ثمانية)ضلعًابارزًا,تفصل فيما بينها قنوات غائرة على أرضية صماء وفارغة من أي زخارف,وتنتهي كل قناة من هذه القنوات الغائرة وعددها(تسعة)من القنوات برؤوس ذات منحنى منكسر؛وتشبه كثيرًا الكنن المجوفة الغائرة أو المقرنصات .
ومن الملفت للنظر أن هذه القنوات الغائرة والتي تنتهي بصف واحد من المقرنصات؛قوامها من الداخل غائرة بداخل الدخلة المجوفة,ثم سرعان ما تنتقل إلى مستوى البروزعند حافة العقد المنكسر,وتفتح نافذة ذات طاقية مزينة بالعقد المدبب للتهوية والإضاءة,تقع فيما بين دخلتين مجوفتين محاريتين الشكل,وهذا على مساحة كل ضلع من الأضلاع الأربعة بمربع القبة الضريحية( قبة الشيخ محمد الحصواتي) .
وبهذا المربع لا يوجد به أي زخارف(كتابية أو نباتية أو هندسية),وتفتقر من الزخارف الثرية مثلما في مشاهد السيدة رقية والسيدة أم كلثوم وغيرها من المشاهد الفاطمية,وتتبين في نموذج آخر من الأشكال المحارية في قبة وضريح الحصواتي,وهذا بطرف كل ضلع من الأضلاع الأربعة للقبة الضريحية؛وبواقع أربعة دخلات مجوفة أو حنيات وقوامها - حنية مجوفة من مادة الجص,وتشبه كثيرًا حنية المحراب بحيث يحتويها إطار من العقد - نوع (حدوة الفرس),وبصدرها جامة صغيرة مستديرة الشكل,وفي باطنها حشوة بيضاوية الشكل بمركز الجامة,وتنبثق منهما ثمانية أضلاع مشعة,والتي تشبه أنصاف المراوح النخيلية ومجوفة وغائرة من الداخل,ثم تصبح بارزة عند حافة العقد ,وتفصل ما بين الضلوع الثمانية قنوات غائرة وعددها (سبعة) تنتهي برؤوس ذات قمم مدببة .
ثانيًا : الأشكال المحارية بالمحراب الرئيسي للمنشأة :
وهو يشبه في تفاصليه الفنية والزخرفية المحارية بمشهد السيدة رقية[527هـ / 1133م],فإن اتساع صدره (ثلاثة أمتار)وارتفاعه(خمسة أمتار ونصف),وعمق الحنية (متر واحد),وهو عبارة عن دخلة مجوفة من الجص بمنتصفها جامة بيضاوية الشكل بداخلها زخرفة من الكتابات الكوفية قوامها تتضمن لفظ الجلالة (الله),ويحيط بها كلمة(محمد)مكررة سبع مرات,بالإضافة إلى زخارف هندسية ونباتية قوامها - خطوط متشابكة,ومتماوجة,ومتقاطعة,وأفرع نباتية مجدولة,ووريقات,وأنصاف مراوح نخيلية,بحيث تنبثق من هذه الجامة البيضاوية من داخل حنية المحراب الرئيسي أضلاع بارزة محارية؛وعدد أضلاعه ثمانية عشرة ضلعًا مشعًا فيما بينها قنوات غائرة وعددها تسعة أذرع(ضلعا)مشعة,بحيث يتقابل كل ضلعين بشكل متتابع من الأضلاع (الثمانية عشرة)ضلعًا,وتنتهي برؤوس ذات العقد من النوع المدبب,وهذه الأذرع(الأضلاع)المشعة البارزة التي تزين باطن,أو تجويف المحراب تزخرفها أشرطة من زخارف نباتية محورة وأشرطة على هيئة دوائر صغيرة,وتشبه إلى حد كبير كلاً من المحراب الرئيسي لمشهد السيدة رقية ومحراب يحيى الشبيه,ومن الملفت للنظر أن التفاصيل الفنية بداخل حنية المحراب الرئيسي مميز من حيث أشكال الضلوع المشعة البارزة وقنواتها الغائرة فإنه يشبه كثيرًا محارة البحر,فهي عبارة عن زخرفة من ثلاث حطات من المقرنصات؛تتدرج في الاتساع من الداخل إلى الخارج,ويقول(د. عبد الناصر ياسين )لقد استمر في هذا الضريح ظهور بعض العناصر المعمارية والظواهر الزخرفية التي تتصل بغرب العالم الإسلامي,ومنها طاقية المحراب الرئيسي من(النوع المحاري),والذي ينتهي بصفوف من المقرنصات,ويتميز الشريط الكوفي فوق هذا المحراب بانحناء حافته إلى الأمام,وجميعها تعد من التأثيرات الفنية المغربية الوافدة على مصر منذ العصر الفاطمي.
(2)قبة أبو الغضنفر "قبة سيدي معاذ ":
الموقع : حارة سيدي معاذ - امتداد شارع جوهر القائد - حي الدرّاسة .
تاريخ الإنشاء : 552 هـ / 1157 م .
المنشئ : أبو الغضنفر أسد الفائزي الصالحي – وزير الخليفة الفائز بالله .
رقم التسجيل : 3
الوصف المعماري:
قبة الضريح هي مفصصة من الخارج،والمئذنة من مادة الآجر
وخوذة القبة في المئذنة قسمت إلى ضلوع بارزة أو فصوص ،ومن الجدير بالذكر أن(سيدي معاذ)هو من آل البيت حيث ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب,وتتكون من بدن مربع الشكل يعلوه قاعدة مثمنة؛بني فوقها طابق مثمن وبكل ضلع من أضلاعه فتحة مستطيلة الشكل للإضاءة و التهوية،وتشبه مئذنة مشهد الجيوشي بالمقطم مع اختلاف بسيط هو أنها في مشهد سيدي معاذ(أبو الغضنفر)تخلو من الطابق الثاني..
- المناطق المحارية في قبة أبو الغضنفر"سيدي معاذ"[ 552هـ / 1157م]:-
الأشكال المحارية بالطابق الأول لمئذنة المنشأة :
تتبين المناطق المحارية في قبة أبو الغضنفر(سيدي معاذ)في المئذنة, فيوجد في الطابق الأول منها دخلتين مجوفتين تغطيهما طاقية ذات العقد المنكسر,ومنفذة بمادة الجص,وتوجد في باطن كل دخلة حشوة صغيرة من الجص أيضًا بأضلاع مستقيمة من ثلاثة جهات,في حين الجهة الرابعة تغطيها العقد المنكسر من الأعلى؛وتتشعع منها الضلوع البارزة؛يفصل فيما بينها قنوات غائرة تمثل الأخاديد,وتنتهي برؤوس من الكنن(الحنايا المجوفة الصغيرة)مزينة بطواقي من النوع العقد المنكسر,أوصف واحد من المقرنصات نفذت بالجص. .