حزب دعم العمالي - دعم قدّرني كامرأة عاملة

وفاء طيارة
2006 / 4 / 28 - 12:35     

وجدت في حزب دعم مساحة ومتسعا للنساء، ايمانا منه بقدرة النساء على العمل والعطاء. وجود امرأة على رأس القائمة الانتخابية شكّل نقلة نوعية في الساحة السياسية، مما زادني قوة واستقطب عددا لا يستهان به من النساء الفعالات. خلال الحملة الانتخابية، ذابت وتلاشت كل الفوارق الدينية والقومية بيننا واصبحت هويتنا عمالية بحتة.

وفاء طيارة

ما الدافع الذي يجعل امرأة عاملة تعود من عمل يوم شاق، لتكمل يومها بدعم حملة انتخابية تحتاج العديد من الطاقات والوقت؟ لا انكر ان المشوار كان صعبا، تتطلب جهدا بعد جهد جسماني تحت اشعة الشمس الحارقة، الا ان التعب كان يتبدد ازاء ما آمنت واقتنعت به. دعمي للحزب لم يأت صدفة بل كان حصيلة تجربة غير طويلة ولكنها غنية.

مشواري مع حزب دعم بدأ مع جمعية معًا النقابية من خلالها حصلت على عمل منظم يكفل لي كامل الحقوق. وكان هذا نقطة تحول في حياتي خاصة اني كنت قبلها اعمل عن طريق شركات القوى البشرية المعروفة باستغلالها للعمال. هكذا انتقلت من عمل عنوانه هضم الحقوق الى عمل عنوانه حماية حقوق العامل مع الحفاظ على كرامته. هذا التحول في حياتي جعلني اجد ضالتي وهي اطار حزبي يلائمني كامرأة وكعاملة.

صحيح انه من الصعب ايجاد حزب ترضينا جميع طروحاته ويكون متكاملا، لكن كان علي ان ابحث عن حزب من بين الاحزاب الموجودة على الساحة السياسية، يرضيني ويرضي تطلعاتي بنسبة كبيرة. وبصدق اخترت حزب دعم لاننا، اذا سألنا انفسنا، ماذا عملت الاحزاب الاسرائيلية للعامل، عربية كانت ام غيرها؟ الجواب نجده عندما نرى ان الحق بالعمل قد سُلب من العمال المحليين وتم استبدالهم بعمال اجانب. فماذا فعلت هذه الاحزاب؟ ألم تقف متفرجة وشاركت بذلك في ظلم العامل؟ من هنا قررت المساهمة في حملة حزب دعم، الحزب الذي يقدّرني كامرأة عاملة.

الامر المهم الذي اثار احترامي لهذا الحزب هو نظرته للمرأة كانسان مستقل وكشخصية قادرة على ان تقرر لمن ستعطي صوتها. اما الاحزاب الاخرى، فكانت تنظر اليها كتابعة لزوجها او والدها او اخيها، ولا تملك الحق في ان تختار وان تكون جزءا من العملية الديمقراطية.

وببساطة، وجدت في هذا الحزب مساحة ومتسعا للنساء ايمانا بان المرأة، النصف الآخر من المجتمع، قادرة على العمل والعطاء. وجود امرأة على رأس القائمة الانتخابية كان نقلة نوعية في الساحة السياسية. وكان هذا ترجمة واقعية للمكانة المرموقة التي تحظى بها المرأة في الحزب، الذي يتطلع الى تحقيق هذه المكانة للمرأة في المجتمع بشكل عام. وقد زادتني حقيقة ترشيح امرأة قوة واصرارا على العمل دون كلل، كما استقطبت عددا لا يستهان به من النساء الداعمات والفعالات.



يوميات نشيطة

كيف كان يمضي يوم امرأة عاملة ناشطة في حزب دعم خلال الحملة الانتخابية؟

مع انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية لحزب دعم في 11 شباط بحيفا، بمشاركة العديد من العمال والعاملات والفنانين الذين جاءوا لدعم فكرة بناء حزب عمالي، تحمست للانطلاق بحملتي لتجنيد واقناع عاملات وربات بيوت بدعم الحزب والتصويت له.

كانت حملة التجنيد عبارة عن حلقات بيتية مع العاملات. الخط السياسي للحزب لاقى آذانا صاغية، ولاحظت اهتماما وتقديرا كبيرين لعمله اليومي بين العاملات من خلال جمعية معًا.

نحن، العاملات اللواتي نشطن معي في الحملة الانتخابية، كنا نعود من عمل يوم شاق، نؤدي الواجبات العائلية، ثم نتوجه رأسا الى مقر الحزب في القرية. هناك كنا نرتب الزيارات والحلقات البيتية، بمساعدة الرفيقات العربيات واليهوديات.

عملنا معًا باجواء كلها محبة واحترام وتفاؤل. وقد ذابت وتلاشت كل الفوارق الدينية والقومية واصبحت هويتنا عمالية بحتة. واصبح لنا هدف واحد محدد هو استقطاب العمال الذين لم يتعرفوا علينا بعد، لبناء القوة العمالية المنظمة الواعية لمصالحها.

المشوار كان صعبا والمهمات كانت جبارة. كان علينا ان ننقل ايماننا باهمية ان يكون حزب للطبقة العاملة الى مئات العائلات العمالية. وكان علينا اخراج بعض العائلات من حالات اليأس والاحباط النابعة من الوضع الصعب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

كان علينا ان نبشر بفجر جديد، مؤكدين اننا نحتاج لقوة ووحدة عمالية لنمثّل انفسنا ونسترد حقوقنا. وكان شعارنا "نعم لبناء القوة العمالية المنظمة الواعية لمصالحها وحقوقها"، "نعم لحزب دعم عنوانا سياسيا لحفظ حقوق العمال".

رغم ان نتائج الانتخابات لم تسمح لنا بعبور نسبة الحسم، وهي نتيجة كانت متوقعة، الا ان الحزب استمر بطريقه ونهجه. خطابه للعمال بقي "إن كنت عاملا فانت دعم". الجديد اننا حققنا انجازا عظيما يشرّف كل حزب، فقد اصبحنا معروفين ونحظى بتقدير على الساحة الاعلامية والسياسية.

لم نعد نحن العمال في جيب احد! لنا حزبنا ولنا قوتنا، وسننتزع حقنا بوحدتنا العمالية وبمساعدة حزبنا، وقد بدأنا العمل للانتخابات القادمة.

* الكاتبة عاملة زراعة ترشحت في قائمة دعم الانتخابية