الطور القادم من مسار الانتقال الديمقراطي في تونس: الباب المفتوح لهمينة قطب -هيبة الدولة- الحداثي


بشير الحامدي
2019 / 4 / 7 - 04:08     

الطور القادم من مسار الانتقال الديمقراطي في تونس: الباب المفتوح لهمينة قطب "هيبة الدولة" الحداثي
الإعلان الصريح اليوم 6 أفريل 2019 للسبسي في افتتاحه مؤتمر نداء تونس بعدم رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة وحديثه عن ضرورة ترك المجال للشباب واستهجانه مسالة التوريث وتأكيده على ترك الباب مفتوحا لمن ذهبوا عن نداء تونس ودعوته لسحب تجميد يوسف الشاهد من نداء تونس فيه مغازلة صريحة للشاهد وتلميح واضح ودعوة ليكون خلفه في الرئاسية وفي تفس الوقت محاولة منه لإرباك جماعة أمل تونس وهم على أبواب إقامة مؤتمرهم الأول. في كل الحالات حتى و إن لم تثمر مناورة السبسي لتفكيك هذه المجموعة الندائية في الأصل فهي وخصوصا بعد تلميحه للروافد الأربعة التي يقوم عليها نداء تونس قد تسفر عن تحالف انتخابي واسع سيكون أقطابه هذه المرة نداء تونس وأمل تونس والاتحاد العام التونسي للشغل وهو ما سيربك بشكل كبير حسابات حزب النهضة التي ستلجأ بدورها لتشكيل تحالف مواز وقد يسقط نهائيا سعيها نحو قصر قرطاج والتركيز على الانتخابات للبرلمان للمحافظة على موقع القوة الثانية الموحدة في البلاد.
ثماني سنوات بعد الانقلاب لم تجعل اليمين اللبرالي "الحداثي" يضعف إنها فقط جعلته يتشتت ويتشظّى ولكن وهذا أمر موضوعي ستدفع مصالح أطرافه السياسية وقوى الظل التي تقف وراءها للتوحد لتقاسم النفوذ وهذا أيضا أمر طبيعي باعتبار أن أطرافه كلها تعرف أنه لا يمكن مواجهة حركة النهضة وهم مشتتون.
انتخابات 2019 سيسيطر عليها طرفا الانقلاب الأقوى حركة النهضة من جهة ولفيف اللبراليين من جهة أخرى ولكن قد لا تكون شبيهة في نتائجها بانتخابات 2014 فهي لن تفضي لتحالف جديد بين هذين الطرفين وهو واقع جديد لا أعتقد أن حركة النهضة قد أعدت العدة لمواجهته.
الجبهة الشعبية وحركة الشعب والمجموعات التي ستظهر هنا وهناك باسم "مستقلين" بمناسبة الانتخابات البرلمانية القادمة سوف لن تجني شيئا يذكر وستخسر كل رهاناتها على مسار الانتقال الديمقراطي فالاستقطاب الثنائي لم يعد يسمح للقوى الهامشية على شاكلة الجبهة أو حركة الشعب أو غيرهما بأن يكون لها دور سياسي إلى جانب قواه الأكبر.
في كل الحالات يبدو أن الطور الجديد للانتقال الديمقراطي سيفضى لهيمنة قطب "هيبة الدولة الحداثي" وهو ما يعني وبالملموس هيمنة "الدولة البوليسية" وعسكرة الحياة الاقتصادية والعامة وضرب الحريات ومسك الأغلبية المسحوقة من سياسات الانتقال الديمقراطي بالقبضة الحديدية إنها بكل بساطة ستكون عودة ومن جديد لدولة بن علي ولسياسة بن علي ولأساليبه في الحكم.
...
كثيرون ستتهاوى أوهامهم حول مسار الانتقال الديمقراطي ودولة المواطنة ودولة الحريات والتغيير بالانتخابات والمعارضة الدستورية ولكن وقتها سيكون الوقت قد تأخر كثيرا وتجاوزتهم الأحداث...
ـــــــــ
بشير الحامدي
06 أفريل 2019