في الذكرى العطرة ال (85) لميلاد حزبنا الشيوعي


حزب اليسار الشيوعي العراقي
2019 / 4 / 1 - 09:40     



بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
في الذكرى العطرة الـ (85) لميلاد حزبنا الشيوعي
لمناسبة هذه الذكرى العطرة نجدد عهد الوفاء لمبادئ التحرر الوطني من اجل الاستقلال والسيادة الوطنية التي ناضل وضحى في سبيلها الرفيق الخالد فهد ورفاقه المؤسسين وجموع كبيرة من الشيوعيين الأبرار طيلة السنوات الـ 85 الماضية. تلك المبادئ العظيمة التي عززت في وعي العراقيين إدراك العدوان والاستغلال الذي يقوم به المحتلون، ورسّخت في ضميرهم مفاخرَ وعهود التضحية من اجل الحرية والاستقلال الوطني.
إنّ تجديد عهود الوفاء هو التأكيد الراسخ لحزبنا في استلهام تلك المبادئ العظيمة في نضالنا الوطني التحرري الراهن ضد الراسمالية المعولمة بقيادة القوة الأعظم الوحيدة في عالمنا، الولايات المتحدة، التي تحتل العراق وتنتهك سيادته الوطنية وتلغي استقلاله الفعلي وتقيم فيه قواعدها العسكرية وتتواجد فيه صنوف عديدة من قواتها بذرائع شتى للتمويه والخداع مثل ذريعة تدريب قواتنا المسلحة ومكافحة داعش والارهاب وغيره، بينما تقوم احتكاراتها بنهب ثروتنا النفطية، وتقرر سفارتها في بغداد أياً من المتنافسين من خونة الشعب يحوز قصب السبق في خدمة مصالحها والعمالة لها، ومن منهم ينبغي وضع مقاليد السلطة بايديهم وإحلالهم في مواقع تمكنهم من نهب المال العام مقابل تنفيذ املاءاتها في تفكيك الصناعات الوطنية وتخريب امكانيات التنمية والاعمار او إعادة بناء البنية التحتية، والمضي في تخريب الزراعة والري وتجفيف انهار العراق العظمى وتكبيل العراق بديون مرهقة بشروط مذلة وأساليبَ لا يمكن معها سداد الديون بل تكرّس الخضوع التام لعقود طويلة قادمة لقيود البنك الدولي الاسترقاقية التي تهدف لاجتثاث امكانيات نهوض الاقتصاد العراقي وتطوره واعادة هيكلته ولتفرض عليه تبعية تامة تُبقي على تشوهه كاقتصاد ريعي متخلف وتابع يعتمد اساساً وحصراً على مداخيلَ النفط مع خضوع هذا الاقتصاد التام لاستغلال الاحتكارات العالمية.
ما نريده في هذه المناسبة هو أن نقف أمام حقيقتنا النضالية التاريخية لمراجعة الماضي والكشف عن الحاضر بعين نقدية لفضح الخطط الامبريالية ضد شعبنا وكشف هذه الخطط للجماهير، والعمل على رص الصفوف الوطنية لمواجهة الامبريالية الجديدة التي لم تكن يوماً ظاهرة عابرة كما يدعي البعض بل هي متأصلة في الرأسمالية ومن جوهر الاستغلال الرأسمالي.
فمنذ انفراد الامبريالية الامريكية بالهيمنة على العالم بعد انهيار الدولة السوفييتية ورؤوس الاموال الضخمة والشركات العملاقة تسعى لجعل العالم امريكياً. وامريكا في سعيها لتحقيق هذه الخرافة بالقوة المفرطة أغرقت العالم بالدم وعممت الحروب والقتل والصراعات ودمرت البلدان بأسم الديمقراطية وحقوق الانسان والدفاع عن الحلفاء وحماية حقوق الأقليات، وهي دائماً تبتكر الذرائع للعدوان وانتهاك استقلال وسيادة الشعوب.
نحن نشهد اليوم تطور الصيغة الإمبريالية بوضوح فقد أمست تعتمد اساليب أخرى، لمعالجة ازماتها ومشكلاتها الهيكلية إضافة الى العدوانات االعسكرية السافرة، فهي اليوم:
- تعتمد آليات التبادل غير المتكافئ مع دول الاطراف والدول النامية.
- وتغرق الدول النامية والفقيرة بالديون وتحوّل هذه الديون بشكل مدروس الى ديون غير قابلة للسدادعن طريق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
- وتضع البلدان النامية تحت ضغط سياسة التبعية التكنولوجية، لمنعها من التقدم.
فضلاً عن تشجيعها هجرة العقول من الاطراف الى المراكز الامبريالية، وتعجيز الدخل الوطني من النمو في الاطراف لاضعاف قدرتها على لاستثمار الداخلي.
لقد سبقت هذه الهجمة وأثناء العودة للعدوانات السافرة على الشعوب، هجمة إعلامية واسعة روجتها الاجهزة الايديولوجية للامبريالية، تحت عنوان (ما بعد الحداثة والعالم ما بعد الصناعي) لتشويه الثقافات، واغراقها برموز وعلامات وإشارات ومعاني غريبة ومقالات وخطابات مفتعلة، بقصد تغييب العالم الواقعي عن ادراك الناس والاستعاضة عنه بعالم وهمي من المفاهيم الايديولوجية الامبريالية القائمة على تعظيم الفرد والغاء الجماعة، في صورة من صور الاستشراق الجديد الذي ظل يصّور الشرق بأنه لايحتكم للعقل ويتحكم به الاستبداد والخرافة، وأنه غير مؤهل للتطور التقني، وعليه فهو بحاجة إلى من يقوم بمهمة رعايته والوصاية عليه.
ولقد ساعد في إذاعة هذه الايديولوجيا الخطيرة ونشرها جيش من المنتفعين؛ مثل الحكام وانصاف المثقفين والخونة وضعاف النفوس وكل من تواطأ ضد التأريخ الوطني وتنكر لهويته الانسانية. ولا ننسى ما خلفته الانظمة الحاكمة في منطقتنا من حياة قائمة على الاستبداد وتسلط الجهل والخرافة التي أرستها الحكومات السابقة بطغيانها وعنفها وسلطاتها القمعية.
وفي هذه المناسبة العظيمة يتطلب منّا تفحّص الواقع السياسي لبلادنا والكشف عمّا يجري في العملية السياسية التي تتحكم بخيوطها امريكا. ونفضح التراخي في سلطات الحكومة من الانفلات الأمني وتحكم المليشيات بمقدرات الناس، إلى تسلط العشائر وانتشار الجهل وتردي التعليم وهيمنة الفساد الذي اصبح يشكل قوة للحاكمين ومورداً لدعم سلطاتهم.
كما يهمنا أن يعرف ابناء شعبنا السياسات الخطيرة التي تنتهجها الحكومة في اصدار القوانين والقرارت التي تصدر عادة تلبية لرغبات الامبريالية الأمريكية ورغبات المتغلغلين من دول الجوار؛ مثل قانون شركة النفط الوطنية وقانون الجنسية الجديد وغيره من القوانين التي تصدر تحت الضغط الخارجي لتثلم السيادة الوطنية وتهدد الاستقلال الوطني.
ولا بد في هذه المناسبة ان نبيّن موقفنا السياسي المبدأي؛ فحزبنا يعمل على مكافحة السياسة الامريكية وهيمنتها في العراق وفي المنطقة والعالم أجمع، ويفضح سياسات الحكومة الكومبرادورية الخادمة والسمسار لمصالح الشركات الاحتكارية وبنوك الامبرياليين، ويعلن عن سياسته هذه وموقفه الوطني بوصفه فصيل من فصائل حركة التحرر الوطني عبر العالم. خصوصاً وهو يرى سياسة الهيمنة المنفلته التي ترجمها مؤخرا الرئيس الأمريكي ترامب بقراره نقل سفارته الى القدس مرورا بشتى المؤامرات في المنطقة في سوريا وليبيا والعراق واليمن، وانتهاءً بقرار ضم الجولان الذي سنَّ به شريعة الغاب ومبدأ الأقوى. ناهيكم عن السياسة العدوانية ضد شعوب العالم ومحاولة تجويعها واذلالها كما يحصل ضد فنزويلا اليوم، بفرض الحصار عليها ومحاولات اغتيال قادتها.
المجد لنضال الشعوب من اجل التحرر الوطني ومحاربة الامبريالية.
عاش حزبنا الشيوعي.
عاشت الشيوعية.

حزب اليسار الشيوعي العراقي
31 آذار 2019