استقالة في مقالة حول العفوية واللاتسلطية والعصمة الحكمتية اللينينية


قاسم محمد حنون
2019 / 3 / 30 - 17:12     

استقالة في مقالة حول العفوية واللاتسلطية والعصمة الحكمتية اللينينية
سبق وان قدمت استقالة وانا عضوا بسيط لاسباب سلوكية سلطوية. وحفرت بذاكرتي وتراكمت بسبب الصدمات التي تمر بالانسان وخاصة بشرقنا الاستبدادي اللانساني واللا مؤسساتي. وبسبب القهر والامتعاض الذي مورس على الفرد بسبب التبعية الراسمالية والبرجوازيات الوطنية الفاشية والدينية. مما تركت اثارا ذاتية تنعكس نثرا سياسيا وثوريا بكتاباتنا وتمدنا بتجربة ما مثل الاخرين. كما حدث للعفيف الاخضر او الفيلسوف الماركسي حينها غارودي وصدمته وهو شاب يجرائم ستالين ومراجعته الحزبية والفكرية ودعواته للانفتاح حول اللامتوقع واللامحدود. وايضا ماحدث لبلانكي الثوري اللاسلطوي من تشهير ودنائة من قبل ماركس نفسه. وهذا يؤكد بشريتنا ومزاجنا اذ لايوجد نبي او زعيم خالي من الاحقاد ولاتوجد مثالية بالتاريخ وحتمية البحث عنها من اجل العدالة والمساواة. وقد ارتكبت جرائم وفضائع وكراهية تحت تلك الشعارات بمضامين برجوازية وباتت الذات الحزبية هي الاداة لتمرير الواقع البرجوازي وتوهم الفقراء والعمال والحفاة بانها مالكة الحقيقة مهما كانت الجمل المبررة.( مثل ماركس لم يتمركس بعد وان البيان هو دليل عمل والى اخره.) وجثث المراحل المقدسة: لكن الواقع والتجربة لغة اخرى وهذا ما تحدث به من خاض تلك التجارب واليكم تجربة صغيرة لشاب بدء يشيخ وهو عاطل بكل الأنظمة وحالم بالمساواة والحرية والاشتراكية. وها انا ذا انصدم كما انصدم الاخرون بدنائة الواقع والحماقات التي اعتقدتها وصدقتها لمجرد الاقوال والشعارات والبرامجيات حتى تبرمجنا وتحولنا الى اداوت لاتفكر بل تردد وتعتقد انها صاحبة المادية التاريخية وغشت قلوبنا وابصارنا كما غشاه االدين وشعارات اخرى صدقها ومات في سبيلها من مات وهي بوضعها التاريخي مفخرة. ولكن عندما تزال القناعات يقف الانسان ضد نفسه ويحتاج هذا الى صدق ومواجهة ذاتية واجتماعية من اجل الجيل اللاحق ومن حولك ومن اجل فتح جدل لمعرفة اين تقف. فالمعرفة هي اخلاق وهي حقيقة متغيرة لاتنفي الحقائق الاخرى والاخلاقيات الاخرى. والاهداف كثيرة والطرق المفخخة كثيرة ايضا. ان العلاقات الحزبية هي انسانية مادامت حزبية ولكنها مهملة وعدوانية اذا تلاشت الحزبية. فكيف سيكون المجتمع بظل تلك السلطات والمقولات وخاصة اللاحزبيين والغير متعاطفيين. هل سيعاد انتاج المقابر الجماعية تارة اعداء الدين والمذهب وتارة اخرى اعداء الحزب والثورة واعداء قائد ما ربما( يسكر ويبول والى اخره). من الذي ومن المسؤل عن ان يحمل الانسان سوطا ضد اخيه او انسان اخر. اي فكرة تجرد هذا الاسير والمخالف كي تجلده وتقطع راتبه تارة اخرى وتهمله تارة اخرى وتوصي بذلك بطرق مختلفة وتتظاهر بوقاحة وتدعي الانسانية والاشتراكية والدين والمساواة.يحدث ذلك عندما تحوله الى لا انسان ثم تعاقبه وتجلده او تقطع راتبه وتارس عليه كل انواع التسلط وبيد العبيد من حولك. لست غاضبا على نفسي فالدنيا بخير كما تقول امهاتنا الرائعات اللامتحزبات. ولكننا نسعى للحفاظ على الجنس البشري فكل الايدلوجيات والحركات الاجتماعية الاخرى الكبرى هي تسعى لخلق حجم تعاون هائل للحفاظ على الحب والتعاون عبر بنى هائلة متراكمة لحركة الحياة نفسها.
لقد نقد ماركس اي سلطة تنبع من مجتمع بدائي ومتخلف رغم ان البرجوزية شوهت مدنية المجتمع
الصناعية الاوربية. واخرجت لنا نموذجين بالغرب... برجوازيات مساومة غير ثورية. حتى تحقق التفاهم الطبقي وجلبت معها بعض القوانين المريحة وحققت الرفاه في وقت ما سمي دولة الرفاه, وجرئت الجماهير على الممارسة الديمقراطية باطارها البرجوازي وليس الفوضوي. ومن الجانب الاخر جلبت الاستبداد والستالينية من الجرثومة اللينينية وتصورماركس السلطوي والمركزي للطبقة العاملة دون اخذ النظر بارادة الفرد داخل الامة او الطبقة او النقابة: وتحقيق التسيير الذاتي من اسفل وليس بارادة مجموعة سلطوية. وتم ذلك حتى ثار كثير من اللاتسلطيين ضد لينين بعدما ادركوا انه لن يتخلى عن الدولة والسلطة بل عمقها ومارس الاستبداد السياسي ضد المعارضيين. ولم تكن هنالك اي حرية سياسية تحت تبرير عودة البرجوازية. ومازال من يدعي وبوهم ودوغامئية انه ثوري وعمالي وماركسي وبديل. بانه يريد اعادة نموذج لفظه الغرب الثوري والثوريين. ان الانحياز والشخصنة والجهل احيانا يجعل الستالينين
الذي توقف التاريخ عندهم ؛عند لينين وماركس رغم ان لينين احيانا يقف بجانب اخركما يقول حكمت. وحاول كما يخبرنا لتتاريخ بمواجهة البيروقراطية الحزبية وموظفين فاسدين من البلاشفة والستالينين .
ما يمتاز به النرجسي من مبالغة في مستوى محبته لنفسه لدرجة أن تصل لمستوى العشق، وما يمتاز به من حكر ينابيع الحب والعطف الفخر والمديح فقط لنفسه، كلها مظاهر سلوكية تؤكد أن النرجسي لا يرى في العالم إلا نفسه فهو أجمل العالمين وأعظمهم وأقدسهم. وقد تعجب أن تعلم أن النرجسي قد يصل عمره الثلاثون ولديه مشاعر الغيرة تجاه طفل يدلل حوله، وقد تعجب أن تعلم أن النرجسية قد تبلغ من العمر الأربعون وهمها الأول والأخير تلميع نفسها للحصول على أكبر قدر من عبارات المديح والثناء.
ان الجماهير وخاصة بشرقنا بعد ان تحررت بطرق مختلفة من الديكتاتوريات باشكالها الشيوعية والقومية والملكية والدينية.لن تنطلي عليها تلك الاوهام والسطحية وعودة التاريخ بشكل ميكانيكي, وهي تنتظم باطار العفوية والممارسة والحاجة الى تنظيم واسع متنوع وليس ضيق ايدلوجيا يبتعد بسبب ايدلوجيته عن الجماهير ويوصفها بالرجعية تارة والدينية تارة اخرى. بسبب انهزاميته او انهزام ايدلوجيته التي تعلقت بشرنقتها وولادتها دون تركها بحريتها وفضائها والتعرف على العالم المتغير.ان العالم لايطاق بدون افكار حرة ومتعددة. ومازالت روزا الثورية التي تصف البلاشفة بالارهاب. وحذرت من تلاشي تلك التجربة منذ كان لينين ببدايته بالسلطة ونظريته التنظيمية التي تتجاهل دور الجماهير وتعتمد على شلة او محفل او مجموعة لجان مركزية يصفق لها الشعب بالاجماع في ضل فقر وحرب وسجون.
ان الفرق بين ماركس وانجلز وبين البلاشفة والمناشفة والتروتسكية.هي انها تعبيرا صريحا عن استحالة الثورة الاشتركية بمفهوم ماركس. فهي ليست استبدال حكومة برجوازية باخرى عمالية .بل استبدال نمط النتاج الراسمالي والحياة البرجوازية بنمط انتاج اشتراكي وحياة اشتراكية. وذات مرة رد لينين, على مشكك مثلي ربما على قدرة الحكومة العمالية. وقال له لينين ان 250 الف بلشفي اقدر من 120 الف مالك عقاري. وهذا هو مضمون الثورة. كما يقول العفيفي الاخضراستبدال الملاكيين بالبلاشفة في ادارة راس المال.وبقت البروليتاريا والحفاة تبيع قوة عملها للدولة بدلا من البرجوازيين. والتاريخ يعيد نفسه ومازالت هناك احزاب وافراد مسجونه بهذا القيد السحري والتعميد من قبل الزعماء. ان التعميد من الزعماء مازال قيد الارسال للاخرين والمطبليين والمتابكين على هذا التاريخ
ان السلطوية ومنها امبراطورية ماركس حتى على العمال والغاء دور الفرد باسم الجماعه هي عبودية معاصرة بثوب جديد
والسلوكيت الهمجية والطرد والاغلبية والاكثرية حسب انظمتهم الداخلية هي برجوازية ايضا ولاتختلف عنها.فحكم الاكثرية وقراراتها خارج اي تدخل للقاعدة والجنود. وكلما تنتقد يكون الجواب جاهزا : قررت تلك المجموعه خارج التاريخ والواقع وهم مهندسين للواقع السياسي وعليك التنفيذ. وتذكرت مقولات البعث التي اتخذها من لينين والشيوعيين. نفذ ثم ناقش ويبرر ذلك بالنظام الداخلي وقرار الاغلبية التي يشوبها المحفلية والمجاملات وغياب النقد القاعدي. اذ ان الجماهير في متاهه حقيقية. وعلى هؤلاء الاولياء ان يعيدوهم الى الصواب. وكلما ابتعدت الجماهير عن التسلح العلمي والنفاق السياسي والاهمال من قبل تلك القادة المتعجرفينن .لاعتقادهم انهم يملكون الثقافة والوعي السياسي. وهذا فعلا منطق. ويسبب للبقرطة وتوسع الفجوة مع الجماهير وبين اؤلائك القاده. وهذا راحة للجميع. حيث العمال لايثقون بمن هم خارج عذاباتهم واحساسهم الطبقي. وحيث القادة يجدون ذاتهم وعلوهم بغياب جماهير مجالسية لن تسمح حينها بقيادة هؤلاء لهم.
كلما تواجد الاله بالسماء تواجد ملك بالارض. وكلما كان هنالك قائد فوق يجب ان يكون عبد بعناوين ثورية ودينية. الحرية هي ان تكون انت الاجتماعية الحب والتعاون والعيش الاجتماعي وخلق اتحاد بشري اممي تعاوني يدء بصدق وبشكل عملي دون نرجسية او تفوق او قال القائد وقال المفكر. كمنا كما نريد احرارا. ونريد ان كون المجتمع حرا بلا دولة او احزاب تتحكم بعقول الناس تحت مسميات مريضة باطار جملي ثوري واخر خرافي وقبلي. لايوجد مناضلين .بل سلطويين بلا اي سلطة وافراد عبيد باسم المراتبية وجواسيس باسم النقد.ومحفليين من اجل مصلحة ما او وهم ما بسبب عقد كثيرة. وموظفيين كل مايهمهم رب العمل اوقائد الحزب او المنظمة.... المركزية الحرة هي كما الدولة الحرة تنفي كلمة حرة كما يقول ماركس. وما يسمى بالتنظيم الثوري البيروقراطي حتما. هو يشبه قيادة اركان جيش كلاسيكي يقرر متى تخوض الحرب. وحينها يتحول الحزب او تلك الدولة الى دين مطاع. وله قيصر ستاليني تكون له الكلمة العليا بالقمة على القاعدة وللحزب على الشعب ويتم خضوع المراتب للقيادة خضوع الجثة ويترك الثوري المعمل ليكون محرضا وموضفا محترفا يبيعون نظالهم لقاء اجر معلوم ويخضع لقيادة اركان من المثقفيين الذين يعتقدون انهم يملكون علم الثورة ومثل هذا النوع من التنظيم اللينيني اذا نجح_ فهو يعيد انتاج نفس الدولة ونفس المجتمع الذين زعم انه جاء الا ليطيح لهما للابد واخرج لنا هذا التاريخ الذي مازال الشيوعيون يتابكون عليه وعلى اصنامهم. ملكا ستالينيا اكثر من اي ملك وقيصر استبداد التاريخ كما اعترف تروتسكي بذلك في: اخلاقنا واخلاقهم. ان السبب الذي يجعل من قبل مايتوهم نفسه طليعي وقائد هو غياب وتراجع جهل الجماهير امام ثقافتها وهذا قد ولى كما تقول روزا ونعتقد به نحن حيث اصبحت الجماهير هي القائد وتبادر وتتحرك وحولت هؤلاء القادة الى منفذين , ولكن النرجسية الصبيانية المترسخة بجوهر تلك التنظيمات هي التي تمنعهم من التواصل مع الجماهير كما حدث الان في فرنسا حيث طردوا اصحاب الستر الصفراء الشيوعيين ومنظماتهم ونقاباتهم الفوقية المامورة لينينيا. اذ لم يتقبلوا ن يكونو ادوات بيد الجماهير بل معلمين كاوتسكيين ينقلون من فوق؛ الوعي المطلوب الذي يتخصصون به. ان البشر هم صانعي ظروفهم وتاريخهم ولكن ليس بحذافيره ويعتمد ذلك على العامل الموضوعي والذاتي. والذاتي ليس الحزب المعصوم وولي الطبقة بل التيار الكهربائي والعاصفة التي لايتوقعها القبطان ولا المنظر بل مزاج الناس نتيجة التحولات وقوانين الحد الادنى كما تقول روزا.... واغلب الاحيان كانت الجماهير اكثر راديكالية من الطليعة واكثر ثورية كما اعترف تروتسكي بان الجماهير بثورة 17الروسية وجدت نفسها اكثر مائة مرة, على يسار الحزب. ان الاحزاب العمالية الحكمتية منها وغيرها بالعراق هي تطحن الماء وتكرره بلا جدوى باسم الشرعية والنظام الداخلي والانضباط الحديدي اللينيني. لا لشيء سوى السيطرة على العقل العفوي والثوري لدى الشباب وسجنه بقالب الفوقية والاوامر تحت تبريرات البناء الحزبي والتنظيمي مما ولد مجاميع ضيقة متنافرة منسلخة من الواقع وغير مؤنسنة وشديدة الكراهية رغم برامجها مقولاتها الانسانية والطبقية والعلمية. تتصارع حول من هو القائد الشرعي والانقى ليمثلها لاسباب انتهازية ونفعية توفرت لهم بغياب العمل الثوري الفعلي. لانهم باجازة ثورية وباستجمام .ولاشيء يحدث من هؤلاء القطيع الى ان ياتي القاده المبشرين بالنظرية ليحتفلوا باعياد وجمل تكرارية وصور ربما للذكرى او للبيع عبر لجان خاصة مجهولة لايذكرها النظام الداخلي. وتركت الساحات والواقع والمعامل وخاضوا ثورة مع بعضهم وصراع غير اجتماعي. ثم انشقوا وانشقوا وكل يدعي الحقيقة المطلقة ومن حوله ولدان مخلدين يحرضون له ولحقيقته ومازالو يبحثون عن خمسة( ليش مو 12 مااعرف كما هو تاريخ السومرين حافل بال12) طبعا للحديث تكملة سيثيرها اكيد من سيطبل الى محفله وقائده ومازال يتوهم انه بالقرب من الرب الاعلى للمكتب السياسي ومسميات فوقية اخطر من صراع الطبقات. وهي من تربي الهيمنة والمرتاتبية والدونية والعبودية بشكل ناعم.