- سائرون والفتح - .. تعددت الاجتماعات والنتائج معطلة


علي عرمش شوكت
2019 / 3 / 10 - 15:40     

يسير العمل السياسي الرسمي في عراق اليوم بخطى وئيدة مراوحة. متوازياً مع خراب متصاعد على مختلف المسارات و يمكن ان توصف حركته بالمقيّدة. وهنا تكمن عقد المحنة السياسية المستعصية في بلادنا. ومن الفيد القول بان هذه القيود قد فرضتها الخلافات التي هي الاخرى جاءت بها الاجندات الخارجية على الاغلب الاعم، غير انها لن تمر بيسر. وذلك بفعل تصدي قوى الاصلاح لها، معلوم هنالك فعل " محنّك " ذو قدرة على التعطيل، قطعاً انه ليس من صناعات محلية فحسب لما تعلنه ايحاءاته وتضليل وجهته الماكرة، لتعويق ما تتمخض عنه الاتفاقات حيال مقاربات الحلول لاشكالات الكابينة الحكومية وملحقاتها، التي تعنى بالاصلاح وتغيير النهج السياسي العليل الذي مد حاله على عموم مفاصل الدولة العراقية الخاوية.
ان قوى الاصلاح قد تلقت موقفاً صادقاً من جماهيرها التي جعلتها في صدارة الفائزين في الانتخابات البرلمانية، وبملموسية اكبر قد وضعتها على سكة سالكة نحو الاصلاح والتغيير، رافق ذلك تفاؤل جماهيري واسع، في استكمال مسيرة معالجة ما تبقى من هيكل العملية السياسية وتطهير مضامينها من الفساد والفشل، وكذلك انهياراركان السيادة الوطنية التي اخذت تأكل ما تبقى من الدولة العراقية. وفي الحصيلة اكسب قوى الاصلاح الارجحية لتكون الكتلة البرلمانية الاكبر صاحبة الحق في تشكيل الحكومة. ومن البديهي ان تستفز الاوساط والدوائر المتمسكة بالسلطة ومواقع النفوذ ونهب المال العام.فراحت تستنفر كافة ادواتها ومفاعيلها واستنهاض حلفائها الداخليين والخارجيين على حد سواء، بغية تعطيل دواليب عجلة الاصلاح.
وتتكامل صورة التعطيل المقصود من قبل اعداء الاصلاح جلية في سد المنافذ امام حركته الماضية، من خلال ما يسمى بالتوافق الذي يتجلى في كثرة الاجتماعات بين اكبر كتلتين دون ان تُلمس اية نتائج عنه، تواصلاً مع الالتفاف الذي ابعد كتلة "سائرون" عن ان تأخذ حقها في النهوض بمهمة الكتلة البرلمانية الاكبر. وان سائل من انصار "سائرون" يسأل بحرص : عما الذي جعل كتلة سائرون لم تتشبث في حقها الدستوري بكونها هي التي حققت اعلى الاصوات في الانتخابات، فضلاً عن انضمام كتل سياسية وطنية واسلامية اخرى معها، في اطار " تحالف الاصلاح والاعمار " ؟!.
وبذلك قطعاً ان تتمكن من الاستجابة لطموحات جمهورها خاصة والشعب العراقي بصورة عامة الذي بنى امالاً على فوزها لغاية تحقيق الاصلاح الجذري لاوضاع البلاد المتداعية، علماً لايوجد اي معوق دستزري اوقانوني يمنعها عن الثبات على ممارسة دورها ككتلة اكبر، بدلاً ان "تستدرج" تحت ضلال ما سمي بالتوافق. وبالتالي تقبل بان تكون " نصف " كتلة اكبر، عذراً لهذا التعبير، لتشارك في تكليف رئيس وزراء. بات يميل حيث ما مال ضغط الكتلة التي يراها تمتلك تاثيراً اقوى في البرلمان. بسبب انه غير منتم لكتلة نيابية معينة. بصرف النظر عن ان ذلك سيبرر مواقفه المقبولة لدى طرف دون رضا الطرف الاخر ام لن يبرر.
ومن تعدد الاجتماعات بين، سائرون، والفتح، والتي لم نر نارها ماعدا دخانها، هي تلك الاجتماعات الاخيرة ذات الطابع المعطل والتخديري على الاكثر، والتي قيل عنها في وسائل الاعلام، بانها تعقد بهدف تقاسم المناصب والوظائف بين الكتلتين. الامر الذي دفع بعض حلفاء الطرفين الى التعبير عن عدم رضاه بل والتمحور المعاكس. وهنا خلقت ثغرة جديدة اضافية من شأنها زيادة تعكير المناخ السياسي، مع ذلك كان ومازال الامل معلقاً على قوى الاصلاح وليس غيرها ان تعالج الانهيار الحاصل في عموم الدولة العراقية، فهل من نهاية لهذه المطاولة التي لاتبدو نهاية لها، ما عدا تواصل الاجتماعات غير المنتجة والتي صعد مستواها الى الرئاسات الثلاث والتي افصحت هي الاخرى مقدماً عن كون الاجتماعات " تشاورية" ليس الا ، لتنأى بنفسها عن اية استمرار للابقاء على خراب البلد. اذن اقتضت المكاشفة وتحديد المسؤولية التاريخية بعهدة من ؟ . الذي يعيق عملية الاصلاح والتغيير.