انتفاضة الشعب السوداني ستنتصر


محمد جواد فارس
2019 / 2 / 26 - 09:50     


السودان كما متعارف عليه انه سلة غذاء افريقيا ، حيث انه زراعيا وبفضل النيل العظيم بوجود النيل الأزرق والنيل الأبيض يسقي مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة ووجود الثروة الحيوانية هو حقا اعطى للسودان تسميته بسلة الغذاء ، ولكن وجود أنظمة رجعية ودكتاتورية تلاحقت على حكم الشعب السوداني ، مما جعلت كل الخيرات في هذا البلد ان تكون للسلطة الحاكمة و الاعوانهم ، اما السواد الأعظم من الشعب السوداني فهو يعاني الامرين في تدبير لقمة العيش الكريم والسكن والمدرسة والعناية الصحية .



وقد حكم العسكر بالنار والحديد وشعب السودان يناضل من أجل حياة برلمانية يصل بها ممثلي العمال والفلاحين الى البرلمان لإقرار القوانين التي تطور البلد ، وكان للمنظمات المهنية والنقابية دورا كبيرا في تأجيج وتأهيل الشارع السوداني للتظاهر من اجل المطالب المشروعة في العمل والحياة الحرة الكريمة ، وهذا ما شاهدناه في التظاهرات التي قادها الشيوعيين السودانيين وعلى رأسهم النقابي المعروف الشفيع احمد الشيخ ولا ننسى الدور الذي لعبته المرأة السودانية وهذا الدور لعبته المناضلة النسوية العالمية فاطمة أبراهيم التي تبوئت مركز في الحركة النسوية العالمية .



ففي السبعينات من القرن الماضي ظهرت حركة مناهضة لحكم جعفر محمد النميري المرتبط بتوجهات الامبريالية ، هذه الحركة كانت تظم كل القوى الوطنية السودانية واعتقل النميري وفر من المعتقل ، وكان للعقيد معمر القذافي الدور الكبير في فشل الحركة الانقلابية التي لو قدر ان تنجح لكان السودان طليعة الامة العربية وحركة التحرر الوطني ، وعند عبور الطائرة الأجواء انزلت الطائرة وسلم القائدان هاشم العطا وأبو بكر النور الى حكم الطاغية النميري ، واقدم النظام على اعتقال الشيوعيين والقوميين والديمقراطيين ، وأقام محكمات صورية بحجة اعلان حالة الطوارئ ، وأصدرت هذه المحكمة بأحكام الإعدام بحق خيرة أبناء الشعب السوداني وقيادته ومنهم هاشم العطا وأبو بكر النور والقائد الشيوعي عبد الخالق محجوب الذي وقف امام جلاديه موقف الشيوعي المؤمن بأفكاره النيرة لبناء السودان الاشتراكي المستقل ، وشملت الاعدامات القائد النقابي المعروف والذي قاد مظاهرة مليونيه من عمال السكك الحديدية وهو عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني الشفيع أحمد الشيخ و عضو المكتب السياسي الاخر هو جوزيف قرنق واخرين . وقدم جعفر نميري اكبر خدمة للصهيونية حيث قام بترحيل الفلاشة اليهود الأفارقة من خلال تنظيم رحلات من الخرطوم الى تل ابيب ، وحصل على الأموال الكبيرة على هذا العمل الذي كان موضع اعتزاز الصهيونية العالمية .



وبعد ان قاد انقلاب ضد الدكتاتورية العقيد سوار الذهب وسلم السلطة لقوى إسلامية حسن الترابي والصادق المهدي وبعد ذلك جاء الى الحكم عمر حسن البشير معتمد على العسكر وعلى تنظيم أخوان المسلمين ، أقدم البشير على العمل من أجل انفصال جنوب السودان عن السودان وإقامة دولة حليفة للإمبريالية والصهيونية ، علما بان جنوب السودان لديه الامكانية الاقتصادية حيث النفط والمعادن ،

ومن خلال سياسته في مجال توفير العيش الكريم للشعب السوداني راح يرفع سعر الرغيف وكما يسميه السودانيين (العيش ) مما اثار الشعب السوداني للتظاهر من أجل وقف التدهور ، ومنذ 9كانون الأول عام 2018 انطلقت في الخرطوم وعمت كل مدن السودان تظاهرات تطلب بسقوط نظام البشير والذي حكم السودان بالحديد والنار وسبق له ان قمع كل التظاهرات التي كانت سلمية وتطالب الحكومة برفع مستوى حياة المواطن السوداني ، ولكن دون جدوى حيث ان هذا النظام المتمسك بالسلطة منذ ثلاثون عاما والمعاناة تزداد يوما بعد أخر ، جرت حملات اعتقالات شملت النشطاء من المتظاهرين وقيادة الأحزاب المشاركة ومن بينهم السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني وقيادات من الأحزاب القومية والاسلمية والتجمع المهني ، ولم يتورع البشير بل أستخدم القنابل المسيلة للدموع وكذلك أطلاق النار على المتظاهرين مما سبب استشهاد عدد من المتظاهرين السلميين المطالبين بإسقاط النظام وتشكيل حكومة أنقاظ وطني .



واليوم نجد ان البشير يقوم بإجراءات وذلك بإعلان حالة الطوارئ في البلد وتكيف العسكريين من أعوانه بمسك السلطة في المحافظات وقمع حركة التظاهرات ، ولكن الشعب السوداني مستمر في حركته السلمية في التظاهر ولا يقبل الى بنهاية الدكتاتور البشير وسلطته القمعية .



الشعب السوداني وقواه الوطنية مستمر وسينتصر