أوهام الخوف من الثورة وفوبيا هيمنة الحركات الإسلامية والقوى الرجعية الإقليمية والإستعمارية الدولية عليها


بشير الحامدي
2019 / 2 / 24 - 01:45     

أوهام الخوف من الثورة وفوبيا هيمنة الحركات الإسلامية والقوى الرجعية الإقليمية والإستعمارية الدولية عليها
نعم وألف نعم لقد صرنا في عصر أصبحت فيه الثورة عملية مخيفة للجميع حتى لأولئك الذين لا حدث غيرها يمكن أن يشكل لهم بداية الانعتاق من مصاصي دمائهم وجزاريهم.
كم مازالت الأفهام بعيدة عن استيعاب أن ليس للمستغلين والمقموعين والمفقرين والمبعدين ما يخسرون عندما يثورون غير أغلالهم.
خوف الطغاة والجزارين والمرتبطين والطغم العسكرية والمالية قطريا وإقليميا ودوليا من الثورة معروف وأسبابه معروفه ولكن خوف ضحايا "السيستام" "كتلة الأغلبية" من حدث انعتاقهم هو الذي حوله تطرح عديد الأسئلة.
في المائة سنة المنقضية شهد العالم حربين كونيتين كما شهدت عديد البلدان ثورات هزت العالم وشهدت المنطقة العربية حروبا و أزمات وتشكلت عديد حركات المقاومة المسلحة وبغض النظر عن سياقاتها ومالاتها إلا أننا لم نشهد خوفا من "التغيير والثورة والمقاومة" بالدرجة التي نشهدها خصوصا بعد انفجار 17 ديسمبر الكبير في أغلب بلدان المنطقة العربية.
في الجزائر اليوم بداية انفجار جماهيري ضدّ استمرار سياسة الطغمة الحاكمة ومن أجل حياة سياسية تمكن الأربعين مليونا جزائريا من تكريس سيادتهم على قرارهم ولكن مازال الوقت مبكرا جدّا الحكم على درجة تجذر هذا المسار وعلى المدى الذي يمكن أن يبلغه وفي تونس وارتباطا بالحدث وعوض أن نشهد دعما لهذا الحدث ومساندة تعكس بالملموس وحدة جماهير البلدين للتحرر من استعمار الداخل تترجم في تحركات وتعبئات ميدانية مساندة وفي نفس الوقت تؤسس لاستئناف السيرورة الثورية محليا أو لانطلاقها كما هو مطروح في المغرب الأقصى إلا أننا لا نعثر سوى على مواقف مهزوزة مترددة مرتبكة متعللة بان الحدث يمكن أن يقع الركوب عليه من قبل الإسلاميين أو ربما هو أساسا من تدبيرهم ناهيك عمن لا يرى في الأمر سوى مؤامرة من قبل القوى الاستعمارية يجب معارضتها وهي مواقف لا تستند في الأخير سوى على أوهام الخوف من الثورة وفوبيا هيمنة الحركات الإسلامية والقوى الرجعية الإقليمية والدولية الاستعمارية عليها وكأن الثورة بعد 17 ديسمبر وفي منطقتنا غير مطروح عليها مواجهة هذه القوى والإطاحة بها أو كأن هذه القوى سوف لن تلعب دورها الرجعي الكابح لكل تغيير جذري.
فهل ننتظر الجماهير اندثار الحركة الإسلامية حتى تقوم بالثورة أم أن المطروح هو مواجهة هذه الحركة من داخل المسار الثوري وبين الجماهير الثائرة بوصفهم التيار الرجعي في الثورة الذي لا يختلف عن طغمة النظام الحاكم. إن كانت الجماهير ربما ستنتظر نظرا لانتشار هذه الأوهام في أوساطها وتحديدا في أوساط العنصر البرجوازي الصغير الإصلاحي فإن الثورة لا تنتظر فهي كلما فشلت أو اعتلاها أعداؤها سرعان ما تعود من جديد وتنبت أقوى لأن المحدد في عودتها هي أوضاع الجماهير وليست أوهام بعض كتلها الإصلاحية واللبرالية.
ـــــــ
بشير الحامدي
23 نوفمبر 2019