عن الاوهام الستالينية


وليد يوسف عطو
2019 / 2 / 21 - 15:45     

عن الاوهام الستالينية

كتب الباحث في الانثروبولوجيا د .فالح مهدي في كتابه الحديث الاصدار :
(مقالة في السفالة :نقد الحاضر العراقي )- ط 1 – 2019 –الناشر :دار سطور للنشر والتوزيع – بغداد – شارع المتنبي ,عن اوهام النظام السوفييتي السابق حيث قام بحروب داخلية ضد الاوكرانيين تسببت بحدوث مجاعة والى مقتل عددكبير منهم ,اذ اجبروا على ترك اراضيهم ,وطبق النظام نفس الاسلوب مع جماعات سكانية اخرى.

تحدث الدكتور فالح مهدي عن رواية دكتور زيفاكو ,لبوريس باسترناك حيث عبر كاتب الرواية عن الماساة الروسية في ظل النظام الجديدالقائم على التخويف والتجويع والابتزاز والنفي والسجن .تصف الرواية الواقع في روسيا في الاعوام (1903 – 1929 ) .

يتحدث بطل الرواية عن قصة الثورة البلشفية من وجهة نظر بطل الرواية.ركزت الرواية على الدمار الذي اصاب الناس البسطاء دون ان تكون لهم القدرة على تغيير الاوضاع .لقد كان بطل الرواية طبيبا وشاعرا فذا .اضافة الى قيامه بترجمة معظم اعمال شكسبير الى اللغة الروسية .ومن غرائب الصدف كما يقول د .فالح مهدي ان يقوم طبيب روسي اخر وفي نفس تلك الفترة التي حكم فيها ستالين ذلك البلد بالحديد والنار بنفس الدور الذي قام به باسترناك ,اذعبر ميخائيل بولغاكوف عن نفس الهموم . ففي رواية(قلب كلب )التي كتبها عام 1925 وتم الافراج عن الرواية عام 1987 حيث تتركز احداث الرواية التي قام بها البروفيسور بريوبراجينسكي بنقل الغدة النخامية من رجل قتل حديثا الى دماغ الكلب شاريك ,فيتحول ذلك الكلب الوديع الى رجل ذي هيئة دميمة .

لقد تعثرت عملية اعادة تربية الكلب وعجز البروفيسور من تعليم الكلب قواعد السلوك الحسن وفي التعامل مع الاخرين .اراد كاتب الرواية نقد الشعار الثوري السائد تلك الايام :
(من كان لاشيء ,سوف يصبح كل شيء )!
ارادصاحب الرواية ان يقول ان اصحاب السلطة الجديدة هم الخطر الحقيقي لقيام مجتمع حديث وسليم .فبعد ان تصبح السلطة بايديهم تظهر حقيقتهم على العلن .

ان محاولة بناء مجتمع عادل ومحاولة تربية الانسان عن طريق الثورة ,اي بوسائل قمعية وعنيفة لايمكن ان تؤدي الا الى نتائج كارثية وسيكون مصيرها الفشل.اما اعظم اعمال صاحب الرواية هي رواية (المعلم وماركريت ),فقد كتبها عام 1930 , ولما لم يستطع نشرها قام باحراق المخطوطة .

وفي الاخير كتب المخطوطة الرابعة عام 1940 وهو نفس العام الذي مات فيه .نشرت الرواية عام 1967 من قبل زوجته على شكل حلقات , اي بعد موت المؤلف بسبعة وعشرين عاما . يعلق الباحث د .فالح مهدي على الموضوع:
(هذه الحقيقة تكشف عن ان ثاني اكبر قوة في العالم والرمز الاول لمستقبل البشرية الذي تبشر به الاحزاب الشيوعية في العالم , كانت مرعوبة من عمل ادبي مات مؤلفه منذ مايقارب الثلاثين عاما ).هذا هو الوجه الحقيقي للاتحاد السوفييتي ,الذي افاد كثيرا طغاة العالم الثالث واولهم صدام حسين ,فاعاد التجربة السوفييتية وكان من اشد المعجبين بالرفيق ستالين !وبالرفيق بيريا .

طرح الباحث الدكتور فالح مهدي السؤال التالي :ماهي الانجازات التي جاءت بها ثورة اكتوبر ؟ فسنجد دون صعوبة من انها لاتنتمي الى عالم الارقام ,فالنظام الذي وضع قواعده لينين ووطده ستالين , وخلق امال من اجل مستقبل افضل , كان نظاما بيروقراطيا , قائم على مفهوم الحقيقة الواحدة التي ينطق بها الرفيق ستالين وما عداها باطل .