إسقاط البشير الآن، الآن، وليس غدا.. رسالة مفتوحة


شاكر الناصري
2019 / 2 / 2 - 04:13     

إسقاط البشير الآن، الآن، وليس غدا
رسالة مفتوحة إلى ثوار السودان، وابطال المواجهة مع الديكتاتور عمر البشير وسلطته وقواه القمعية.
إلى تجمع المهنيين السودانيين الذي يقف في صدارة مشهد المواجهة.
لكم كل تحايا التضامن ومشاركة الآمال الثورية
أتابع، ومنذ عدة أسابيع، الحراك الجماهيري والثوري في السودان، وأدرك حساسية وأهمية المطالب المرفوعة في الاحتجاجات التي تعم مدن السودان. أفهم، مثل غيري، من الذين عانوا ويلات الدكتاتورية وجبروتها وعنتها وغطرستها ووحشية أجهزتها القمعية والبوليسية، مطالبكم، لذلك أقف معك، مثلما، يقف معكم الملايين في هذا العالم، وجميعنا، يحدونا الأمل بتحقيق آمالكم بالخلاص من قبضة ديكاتور رجعي متجبر.
منذ انطلاق حراككم العظيم، ونحن نتابع مطالبكم التي باتت تستهدف رأس النظام الحاكم، ورأس السلطة البرجوازية وسطوة رأسمال المال في السودان، كنتم خير معبر عن آمال الملايين الذين يرزحون تحت سطوة الفقر والتجويع والملايين من المعطلين عن العمل.
نفرح كثيراً حين يرتفع سقف مطالبكم، لكننا نسال عن كيفية تحقيق تلك المطالب؟
إن تحقيقها مرهون بكم، وليس بقوى اخرى، خارج السودان، أو ترتبط بعلاقات مع نظام الحكم من داخل السودان. أنتم وحدكم من يقرر كيفية تحقيق تلك المطالب ومتى؟.
لقد مرت عدة أسابيع، قدمتم فيها صور عظيمة للتلاحم والفعل الثوري والحراك الطبقي والاجتماعي، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، وبعد مرور كل هذا الوقت، متى تحققون أهدافكم؟، متى تسقطون نظام عمر البشير بعد أن تحول مطلب أسقاطه إلى مطلب شعبي ملح؟
الوقت ليس في صالحكم يا رفاق. كان عليكم أن لاتتركوا للبشير حرية الحركة داخل السودان، بل محاصرته داخل قصره حتى يقر بهزيمته. أن لا تتركوه يغادر خارج السودان حيث ستتحول رحلاته إلى وبال عليكم، بل جحيم حقيقي ستتلمسونه خلال الأيام القادمة، إن لم توحدوا صفوفكم وتسقطوه. كل لحظة ثورية لاتحقق نتائجها ستجلب الكارثة. إن عامل الوقت مسألة حاسمة جداً بالنسبة للحركات الثورية التي تتطلع لفرض بديلها السياسي والاجتماعي، هذا البديل الذي يجب أن يكون أكثر وضوحاً ومنذ اللحظة الاولى .
الأصل، أن الحركات والاحتجاجات الثورية والاجتماعية، إن كانت تحمل طابعا وتوجهاً سياسياً واجتماعياً محدداً، أو أنها تتركه لما يتحقق خلال مسار الحراك وتطوراته، هو عدم السماح للسلطات الحاكمة باختيار وقت الرد، او تحشيد الانصار واختيار التهديد المناسب وطرح حلول واصلاحات وحوارات وطنية على شاكلة حوار ماكرون الوطني في فرنسا، لمواجهة حراك السترات الصفراء!. ولعلنا، جميعاً، نتذكر وقائع ثورة 25 يناير في مصر، حيث وقفت قوى الثورة على اسوار السلطة ولم تقتحمها، بل تركت قضية حسم السلطة لقوى نظام مبارك والعسكر، فحدث التحول الكبير في مسار الثورة وخسرت الكثير من قوتها.
إياكم والانصياع إلى نصائح التريث والانتظار، والسقوط في فخ وعود الاصلاح والتنمية وفرص العمل، فلن يتحقق منها أي شيئ. ستكون زنازينكم ومشانقكم جاهزة ما أن يستعيد النظام أنفاسه.
لست في وارد تقديم النصائح لكم، لكنها دعوة لمراجعة تجارب مماثلة، دمرها الخدر الثوري وزخم الشارع وانتظار تنفيد وعود السلطة. الإقدام الثوري، وفي لحظة حاسمة ومناسبة هو الذي سيحقق كامل أهدافكم.
أعلم أن تجمع المهنيين السودانيين قوة اجتماعية وطبقية يمكنها أن تحقق الكثير، لكن على هذا الاتحاد أو التجمع أن يتخذ خطوات ثورية لتحقيق أهدافه وأهداف الشارع السوادني الذي سار خلفه وأيد مطالبه. ولعل أول هذه الأهداف أن يبتعد عن القوى السياسية التقليدية التي عرفها الشارع السوداني ويعرف تاريخها المخزي في التعاطي مع السلطات ضد مصالح العمال والكادحين.
أنتم قوة التغيير الاجتماعي والطبقي في مواجهة نظام رجعي ومتخلف في السودان. أنتم أمام فرصة تاريخية لتحقيق نصر كبير، فلا تضيعوها.
إسقاط البشير الآن وليس غدا.