كلمات بلا عنوان

إبراهيم إستنبولي
2006 / 4 / 19 - 11:07     

لماذا مات الماغوط الآن .. كيف سنعيش من دونه وحيدين مع خزينا و بلادتنا . أخذ فرحه و غادرنا .
***
طالما أن الفرح ليس مهنة الماغوط ، فهل يمكن أن يكون الفرح موجوداً عند ناديا خوست و فرع فلسطين ...
***
يستيقظ صباح كل يوم على نغمات " جواله " ، يلعن الزمن ، يطبخ فنجان قهوته كيفما كان ، يرتشفه بسرعة مع سيجارتين و يذهب إلى ... قبره . يعمل موظفاً في وطن تم اغتياله .
***
كيفما نظرت من حولك ترى العنف و الدمار و الدماء . هل لأننا ازددنا تديناً أصبحنا أبالسة ؟
***
الهواء ملوث ، و القمامة مليئة بالصحف الرسمية. الإحساس بالعجز يصفعنا في كل لحظة ... و أطفال فلسطين و العراق ... يحتقروننا كل نشرة أخبار .
***
الوقت : مساءَ يومٍ ربيعي. المكان : حارة رسمية للثقافة . الدعوة عامة .
وصلت متأخراً بعض الشيء . كان الهدوء أول ما لفت انتباهي . سكون مألوف . فيسهل الاستنتاج : المناسبة أدبية ... صوت يصدح متسللاً عبر الباب المفتوح للقاعة . دخلت . الحضور لا يتجاوز الثلاثين نفراً . توزعوا بشكل عشوائي كبقع الوسخ على جسم جميل لفتاة تتسول . أغلبهم يتردد على المركز الثقافي في كل المناسبات . حيث يمكنهم تمضية بعض الوقت هناك بعد أن صارت التسلية أمراً ضرورياً من الناحية النفسية .
إنه صوت الأستاذ حاء ، الذي صار ناقداً أدبياً كما يحلو أن يعتبر نفسه . كان يقرأ قصاصات ورقية – لا بد كتبها لإرضاء الكاتب صاحب المجموعة . " يلعلع " صوت الناقد معلناً عن اكتشافه الفذ : يوجد بين ظهرانينا أهم كاتب للقصة في حارتنا . إنه الكاتب واو ، الذي تمتاز أعماله بالجرأة ، بالعمق ، بشمولية المواضيع التي يتناولها – قضايا اجتماعية ، أخلاقية ، تاريخية ، سياسية تفضح زيف الدكتاتور و تفقأ عين الجلاد .
ينساب صوت الأستاذ حاء كما لو أنه يلقي خطبة في مؤتمر للفلاحين .. يعدد المواصفات الجيدة لأشجار الشيح في دعم الاقتصاد الوطني نظراً لأن العنزات ترعاه . و يؤكد على فوائد ثمار البلوط في معالجة المغص عند أبناء القرى المصابين بالتخمة من كثرة النعم ، التي هبطت عليهم مع بروز الإقطاعيين الجدد .
يسرد الأستاذ حاء الأفكار الغامضة في قصص الكاتب المُلهَم .. و خصوصاً كيف أن شجاعاً تزوج سراً من زلفة .. فأنجبت لـه طفلاً يشبه زعيم الضيعة .. و يكرر : من يعرف ، ربما سيصبح الصغير ملكاً .. و ستكون لنا فيه عزة .. لأنه ابن غير شرعي . و الأبناء غير الشرعيين هم بالضبط مَن يجتازون المرض الغريب ، الذي راح يجتاح أبناء منطقتنا فيدفعهم للجنون و ممارسة العادة السرية بكثرة عجيبة .
يصفق الحضور . و تخرج فتاة أو امرأة و تبدأ الزعيق من جديد مكررة عبارات سبق و سمعتها من قبل .. في هذا المكان و لكن في مناسبة أخرى تمجيداً بالملك ...
يخرج الملك من الصورة ... يغتصب المرأة .. ثم يعود إلى مكانه على الحائط . تنتاب الحضور نوبة داعرة فيبدؤون الصراخ : عاش الملك .. عاش الملك .
ثم يبدؤون بالخروج من الثلم الصدغي لنصف مخي الأيمن . لاستيقظ و قد قذفت ما تجمع في مسالك ذكورتي على مدى عقد و نصف من إقامتي في هذه الحارة .