في ذكرى انتفاضة 17 ديسمبر ‏ وحدة الشعب وتنظيم صفوفه طريق لانتصاره


حزب الكادحين
2019 / 1 / 13 - 18:44     


‏ تحلّ اليوم الذكرى الثامنة لانطلاق ‏انتفاضة 17 ديسمبر 2010 عندما أحرق ‏‏الكادح محمد البوعزيزي جسده في مدينة ‏سيدي بوزيد احتجاجا على القهر الطبقي ‏‏والقمع البوليسي فهبّ الكادحون لمناصرته ‏والمطالبة بالتشغيل والحرية منادين ‏بإسقاط ‏النظام وسرعان ما انتشر الغضب الشعبي ‏في بقية الولايات التونسية ورغم ‏لجوء ‏سلطة بن علي إلى اعتقال المحتجين ‏واستعمال الرصاص الحي مما أدى إلى ‏‏سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى ‏فإن المنتفضين لم يستسلموا بل زاد ‏‏إصرارهم على المقاومة .‏ ‏
‏ وعندما أدركت القوى الامبريالية الكارثة ‏المحدقة بها في حال تحوّل الانتفاضة ‏إلى ‏ثورة وانعكاسات ذلك عربيا تخلصت من ‏رأس النظام ممثلا في زين العابدين ‏بن ‏علي ونفته إلى السعودية بينما أبقت على ‏جسده ممثلا في الرجعية الدستورية ‏كما ‏لجأت إلى استعمال الحركات الدينية ‏الرجعية لحرف الانتفاضة عن مسارها ‏‏وتحويلها إلى " ربيع " رجعي لإعادة ‏ترتيب الأوضاع في الوطن العربي كله ‏وهو ‏ما اكتوت بناره ليبيا وسوريا واليمن ‏بشكل خاص. ونشأ في علاقة بتلك ‏التطورات ‏تحالف بين الرجعيتين الدستورية ‏والدينية وهو الذي لا يزال يحكم تونس ‏تحت ‏مظلة الامبريالية .‏ ‏
‏ وكان حكم الترويكا ثم حكم التوافق نتاجا ‏لتلك السياسة فغرق الشعب في المزيد ‏من ‏البؤس والفقر والبطالة وارتفاع الأسعار ‏وتفاقم المديونية وانهيار الدينار ‏وتفشي ‏الإمراض والإرهاب واحتدّت الأزمة ‏الاقتصادية الاجتماعية وأضحت ‏البلاد ‏وكرا للمخابرات الدولية بما في ذلك ‏الصهيونية وحصلت اغتيالات وقتل ‏‏للأبرياء كان آخرها تصفية الكادح خالد ‏الغزلاني بالرصاص وهو بين أبنائه ‏فضلا ‏عن التفجيرات التي وصلت إلى الشوارع ‏الرئيسية في العاصمة. ‏
‏ ومنذ هروب بن علي لم تتوقف المقاومة ‏وعرفت جهات عديدة انتفاضات مختلفة ‏‏مثل سليانة وتطاوعين وبن قردان ‏المكناسي والرقاب وبوزيّان وتالة الخ... ‏كما ‏عرفت البلاد كلها انتفاضات شاملة ‏مثل انتفاضة الإتاوة وسقط مرارا شهداء ‏‏وجرحى . ‏
‏ واليوم يقوى الإصرار على المقاومة بين ‏صفوف الشعب الذي لم يعد يثق في ‏‏الرجعية الدستورية الاخوانية ولا في ‏ديمقراطيتها الزائفة وقد قاطع بنسبة كبيرة ‏‏انتخاباتها ومؤسساتها مثل الحكومة ‏والبرلمان والمجالس البلدية وهو يطالب ‏‏بحقوقه المشروعة في التحرر الوطني ‏وحكم نفسه بنفسه والسيطرة على الثروة .‏ ‏
وترتعد فرائص الرجعية التي تزداد ‏تناقضاتها وصراعاتها وهي تترقب ما ‏يمكن ‏أن تؤول إليه أوضاع الانتفاض ‏الشعبي في ظل عجزها عن تقديم حلول ‏للأزمة ‏الاقتصادية الاجتماعية وتحاول ‏بشتّى الطرق الظاهرة والخفية تخريب ‏الكفاح ‏الشعبي بما في ذلك تقمص دور ‏المنتفضين من خلال تنظيم احتجاجات ‏وهمية ‏خلال الأيام القادمة تؤدي إلى تقسيم ‏صفوف الشعب ومن ثمة إنهاكه وإضعافه. ‏
‏ وفي ظل هذا الوضع فإن المهمة العاجلة ‏هي توحيد صفوف الشعب والحركة ‏‏الوطنية الديمقراطية وتنظيمها لتقف سدّا ‏منيعا ضد الرجعية الدستورية الاخوانية ‏‏وحلفائها من الانتهازيين الطامحين دوما ‏إلى نيل نصيبهم من فتات الموائد فبتلك ‏‏الوحدة وبذلك التنظيم يمكن تحقيق ‏الانتصار. ‏
‏ ‏ويوجّه حزب الكادحين دعوته مرة أخرى ‏إلى سائر الثوريين للاتحاد والانتظام ‏في ‏حزب ثوري مسلح بالنظرية الماركسية ‏اللينينية الماوية وفي جبهة وطنية ‏‏ديمقراطية معادية للامبريالية وعملائها ‏والدفاع عن الشعب والتخلص من الفئوية ‏‏واللامبالاة والانتظارية وأوهام الفوضوية ‏فقد ثبت مرارا وتكرارا أن كفاح ‏الجماهير ‏مهما بلغت قوته فإنه إذا ما ظل على ‏عفويته مآله الفشل لا محالة وهو ما ‏تؤكده ‏سائر الانتفاضات الشعبية التي عرفتها ‏تونس بينما اذا ما ارتقى إلى مستوى ‏‏الانتظام الثوري فإنّ النصر حليفه مثلما ‏تؤكده تجارب الثورات الظافرة في روسيا ‏‏والصين وفيتنام وغيرها من البلدان التي ‏سارت على طريق التحرر والاشتراكية . ‏
تونس 17 ديسمبر 2018