الكهنوتية سهلت طريق ستالين في السيطرة على رقاب الشعب السوفييتي


كريم الزكي
2019 / 1 / 8 - 15:48     

الكهنوتية سهلت طريق ستالين في السيطرة على رقاب الشعب السوفييتي

كريم الزكي
2019/1/8
عبادة الفرد فكر ديني لاهوتي، ستالين التجربة والمأساة
الكهنوتية الستالينية وما حّلَ بالبلاشفة
كان ستالين يقضاً في تطلعاته ومركزاً كل السلطات في يديه، وبالعكس كان تروتسكي مهتماً بالظهور على منصات الخطابة وعدم الاكتراث بخصمه الذي خطط بذكاء ودهاء مميز، حيث جرد ستالين خصمه من وظائف هامة مستغلاً غياب الرفيق لينين بسبب مرضه، وكانت خطوات ستالين ممنهجة وتدريجية في البداية أعفاً حلفاء تروتسكي من وظائفهم لينفرد فيما بعد بخصمه، وكل ما أستطاع فعله تروتكسي لوقف هجوم ستالين عليه وعلى حلفائه، هو القاء خطاب هنا أو هناك أو توجيه اللوم أو الخيانة أو كتابة مقال في الصحافة، أما ستالين فكان يعمل بصورة دؤوبة ومدروسة للقضاء نهائياً على خصومه.
وبدأ بإفراغ كل اللجان الحزبية القيادية من كل أنصار تروتسكي، وخاصة اللجنة المركزية ولجنة الرقابة المركزية.
في حين كان ستالين يرفد هذه الأجهزة الحزبية القيادة بأنصاره حصراً. وخاصة أنه عمل على فتح أبواب الحزب لمن هب ودب وبشكل خاص من اشخاص أميين ومن المصفقين له. عمل ستالين على إضعاف خصمه وبكل الوسائط ومنها إيهام الحزب وبقية القيادة أنه ليس لديه اشكالية مع تروتسكي في حين تحالف مع خصوم تروتسكي كامنييف وزينوفييف وهم أعضاء في المكتب السياسي لحزب البلاشفة المكون من سبعة أعضاء

أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي البلشفي أثناء مرض الرفيق لينين هم: (1-ستالين 2- زنوفييف 3- كامنييف 4-تروتسكي 5-وريكوف الذي كان نائب لينين في مجلس مفوضي الشعب 6- وتمومسكي القائد النقابي 7- الرفيق لينين والذي لم يحضر أي اجتماع بسبب المرض).
وشكل مجلس استشاري قيادي حزبي جديد في العام 1924 مكون من سبعة أشخاص وجميعهم من أعضاء المكتب السياسي عدى تروتسكي الذي حل محله مفوض الشعب للرقابة العمالية الفلاحية الرفيق كوبيشك.
وكان هذا المجلس الجديد يجتمع لينسق كل الخطوات التي تتطلبها سياسة ستالين على انفراد ويتخذ قراراته ومن ثم يجتمع المكتب السياسي للحزب ليقر كل الاتفاقات المسبقة قبل الاجتماع، وتميز ستالين بهذه الطريقة بذكاء لا حدود له حيث جرد كل خصومه خطوة خطوة من كل صلاحياتهم الحزبية ووجدوا أنفسهم يقومون بالخطب الرنانة هنا وهناك وهو أي ستالين في يديه كل السلطات التي تتيح له اتخاذ أي قرار يحتاجه.
حيث أوهم خصومه أنه رجل بسيط ويعمل ويتعب ويسمح لهم بالتعبير عن آرائهم بكل حرية، ومنهم من كان يعتبر نفسه بديلاً عن لينين (زينوفييف) يفكر أنه الوريث الشرعي للرفيق لينين بعد وفاته.
كان ستالين عبقرياً في عملية التآمر على رفاقه والتخلص منهم أو استعمالهم ضد بعضهم إذا تطلب الأمر ذلك.
فالمثلث الذي ناهض وبكل الوسائل تروتسكي والذي يضم ستالين وكامنييف وزينوفييف، حقق ستالين كل شيء من خلالهم، في الوقت الذي كان تروتسكي مشغولاً في خطبه الرنانة واطروحاته عن ثورة أكتوبر، أعطى المجال واسعاً لمثلث ستالين وخاصة زينوفييف الذي يعتبر نفسه خليفة لينين، في الهجوم على تروتسكي باعتباره مرتد عن الثورة ويجب التخلص منه والإطاحة به وأقالته من جميع المناصب التي كان يشغلها في قيادة الجيش الأحمر والبحرية والمكتب السياسي للحزب، فطالب زينوفيف بإقالة تروتسكي من جميع مناصبة وحتى عضويته في المكتب السياسي. أما ستالين فلعب لعبته بذكاء، حيث لم يتفق مع حلفائه (كامنييف وزينوفييف) في المكتب السياسي، على اقالة تروتسكي من عضوية المكتب السياسي وجعل تروتسكي يحس أن ستالين يقف الى جانبه، ووافق ستالين على إقالة تروتسكي من قيادته للجيش الأحمر باعتبار أن قيادته للجيش تتعارض مع أفكاره وطروحاته التي يعلنها في خطبه ومقالاته في الصحف. وبهذا لعب ستالين أقذر لعبة سياسية في جعل رفاق الأمس يصدقون ما يصرح به ، وهو في نفس الوقت يبيت لأقالتهم جميعاً بعد بضربهم ببعض وهذا ما حصل سنة 1925 وبعد أن جعل الحزب وكوادره تقف الى جانبه (ستالين) وهنا حانت الفرصة له لمهاجمة حلفائه المكون من كامنييف وزينوفييف باعتبار أن أفكارهم ضد الثورة وأعتبرهم من رواد الثورة المضادة ، بحيث دفعهم دفعاً للتحالف مع تروتسكي، وفعلاً نجح ستالين و لجأ هؤلاء للتعاون مع تروتسكي وتشكيل تحالف معه، ولكنهم لم يدركوا أن ستالين عزز دوره في قيادة الحزب من خلال الاهتمام بالكوادر الحزبية الجديدة التي تبوأت مراكز حزبية جديدة بفضل ما سعى اليه ستالين وجعلهم يدركون أنهم لولاه (ستالين) لما صعدوا الى هذه المراكز الحزبية ( سبق وأن تطرقنا وحسب الوثائق التي أفرج عنها مؤخراً) (وبهذا اصبح الحزب البلشفي يعج بمجموعات تعتبر أن ستالين صاحب الفضل عليها في صعودهم ككوادر متقدمة في حزب البلاشفة)، وهو أي ستالين كسب معركته التي لا زال يخوضها ضد رفاق دربه حباً بالزعامة والسلطة. ومن خلال جيش من الكوادر التي تقدمت للهيئات الحزبية الجديدة وجلهم مجموعات من الأميين وبهذا أستطاع ستالين تحويل الحزب الى هيئة دينية لعبادته (ستالين)، فمن ناحية أستطاع إزاحة الكوادر المؤيدة الى تروتسكي وباقي رفاق كامنييف وزينوفييف، وجعل مجموعات تروتكسي وكامنييف وزينوفييف تتضارب فيما بينها، وهو يتفرج كي تحين له الفرصة لتوجيه ضربته القاتلة لكل الكوادر القيادية التي تختلف معه ولا تؤمن بعبادة الفرد وأكثرهم من البلاشفة الذين قادوا الثورة ومن رفاق لينين المقربين.
كان ستالين يمثل دور الإنسان البسيط الوديع الذي لا يستطيع التخلي عن رفاقه. وبمكره ودهائه تحققت كل طموحاته.
ونرى من الجانب الآخر والذي يسمى كتلة تروتسكي كامنييف وزينوفييف وبوخارين وغيرهم من قادة البلاشفة، كان تصورهم خاطئ وحتى يرقى الى درجة البلادة في تصورهم لما يقوم به ستالين، فخلال ثلاث سنوات من مرض الرفيق لينين، استطاع ستالين السيطرة بشكل كامل على الحزب والسلطة. وهذا مما أثار غضب الرفيق لينين وأرسل رسالة أو كلمة تم قراءتها في مؤتمر الحزب وألقاها نائبه الرفيق ليف كامنييف، حيث حذر لينين في رسالته من أن سياسة ستالين وسيطرته على الحزب والدولة ووضعها جميعاً تحت سيطرته.
ونصاً أقتبس من رسالة لينين الى المؤتمر.
يقول لينين حول مشروع دستور الاتحاد السوفييتي الذي أعده ستالين
(وفي الحقيقة كان مشروع ستالين لا يختلف في جوهره عن حكم القياصرة الروس)
نصاً يقول لينين ما يلي: -
(لا شك أنه كان من الواجب التريث بوضع مشروع الدولة الجديدة لحين ما نتمكن من القول إننا نتكفل بجهاز للإدارة البلشفية الجديد كما نتكفل بأنفسنا. علينا الآن بموجب الضمير أن نقول العكس، ما نسميه إدارتنا هي في الواقع إدارة لا تنسجم ومعتقداتنا وتمثل خليطاً برجوازيا وقيصرياً) أنتهى الاقتباس.

في تقارير لاحقة للحزب الشيوعي البلشفي بعد مؤتمر الحزب في ديسمبر 1925 أن نسبة الكوادر المتعلمة والمؤهلة علمياً تقدر في نسبة 1% أما نسبة ذوي الدراسة الابتدائية والأميين بحسب أحصاء الحزب الشيوعي تقدر بنسبة 70%،
أي أن نسبة الأميين تغلبت على المتعلمين من أعضاء الحزب البلاشفة. هذا هو الجيش الذي تغلب به ستالين على خصومه من المتعلمين الثوريين وهم رفاق لينين الحقيقيين وهنا لا بد من القول وحقيقة تاريخية أن تروتسكي كان منشفياً
والى عهد قريب من الثورة كان من أنصار المناشفة ومن المناهضين للثورة وأفكار لينين حسب تاريخ ووثائق الحزب البلشفي. أما رفاق لينين الأوائل فتم أزاحتهم من الحزب نهائياً. ((وبطريقة التخوين والإذلال!))

والجدير بالإشارة إلا أن لينين لم يفكر يوماً في إعدام وقتل رفاقه ولصق تهم الجريمة والخيانة بحقهم وتصفيتهم وإعدامهم لاحقاً وتصفية عائلاتهم.
وحتى جرى ملاحقة زوجاتهم وأبنائهم وحتى أحفادهم وقتلهم جميعاً. وهذا مستحيل أن يحدث لو كان لينين حياً. ولسنين طويلة كان لينين يناقش ويثور وبحدية بوجه الآراء والاختلاف في التقييم، ولكنه كان يسميهم بالرفاق على الرغم من كل الأمور التي يختلف معهم بها، وهذا مسجل تاريخياً. حيث كان يجلس حتى مع من يختلف فكرياً معه ويناقش وبثبات يعبر عن أفكاره وبجرأة.
أي أن ستالين لم يكن لينينياً أبداً وإنما رجل ركب الموجة الثورية لكي يصل الى السلطة وبكل الوسائل الدنيئة والتآمر على رفاق الطريق وتصفيتهم.

حتى سنة 1927 كان الصراع حاداً جداً في أعلى هرم السلطة السوفيتية والحزب الشيوعي البلشفي.
حيث تم طرد تروتسكي من الحزب الشيوعي ونفيه الى الحدود مع الصين.
في عام 1929 تم طرده نهائياً من الحزب الشيوعي
السوفييتي وإسقاط الجنسية عنه.
وبعد طرد تروتسكي أتهم ليف كامنييف وكريكوري زينوفيف ونيكلاي بخوارين بالميول التروتسكية لكنهم ظلوا لفترة قصيرة شيوعيين معروفين كرفاق لينين حيث تغير كل شيء في الأول من ديسمبر في العام 1934 عندما قتل محافظ لينينغراد (سيرجي كيروف)، وهنا ضرب ستالين ضربته القاضية بحق رفاق لينين وكانت وفاة كيروف ذريعة للقضاء على كل رفاق لينين وبما يسمى بحرس الثوار اللينيني، وأعلنت الصحافة أن أعداء الشعب هم قتلة كيروف!

وحسب ما مكتوب وثائقياً أعلن نيكولاي نيتشوف المكلف بالتحقيق في قضية مقتل كيروف أن ستالين قال له ابحثوا عن قتلة كيروف بين أنصار تروتسكي وهذه دعوى صريحة لإلقاء التهمة على المعارضين لسياسة ستالين. بحث الحزب، في بداية الأمر، عن الجناة في أوساط أعدائه التقليديين، البرجوازيين، وقد أعدم عدد منهم، ومن ثم عثر البوليس على دفتر يوميات القاتل نيقولاييف. وكان خالياً من أية إشارة إلى منظمة معارضة كانت وراء الاغتيال، وتوصل التحقيق المزيف أخيراً إلى نتيجة مفادها أن مجموعة زينوفييف كانت ((قد مارست تأثيرها)) على نيقولاييف وأصدقائه. ولكنه لم يعثر على أي دليل يثبت تورطاً مباشراً من قبل زينوفييف، والوثائق تؤكد أن القاتل مطرود من الحزب بسبب أعماله السيئة وبقى يحتفظ بهويته الحزبية التي استطاع الدخول فيها الى غرفة كيروف وقتله كونه هو (كيروف) المسبب بطرده من الحزب لا أكثر ولا أقل حسب الوثائق.
وأعتقل زينوفييف وكامنييف وتعرضا للإهانات والتعذيب وانتزعت الاعترافات منهم جراء التعذيب لفترة طويلة. واتهموا بمؤامرة مزعومة حيث لفق لهم الاتهام وجرى إعدام رفاق لينين رمياً بالرصاص في أغسطس العام 1936.
وبعد عام تم اعتقال نيكولاي بوخارين على أنه وحسب شهادة مزيفة لكامنييف وزينوفييف المعدومين أصلاً وأعدم أيضاً بوخارين.
في عام 1938 ووفقاً لقانون الاتحاد السوفييتي الذي وضعه ستالين حول أفراد عائلات المعدومين (خونة الوطن حسب زعم ستالين) تعرضت للاعتقال والسجن والقتل عائلات بوخارين وزينوفييف وكامنييف وغيرهم من رفاق لينين المتهمين ظلماً، ونسرد حسب الوثائق والصور من الأرشيف البلشفي، مثال على ذلك عائلة واحدة هي عائلة تروتسكي وتروتسكي نفسه عاش لفترة قصيرة بعد مقتل أبنائه الأربعة حسب قانون السوفييتي الذي وضعه ستالين وتم إعدام رفاقه وتم قتله هو أيضاَ إذ قتلوه 1940 في المكسيك كما أعدمت كذلك في عام 1938 زوجته الأولى والتي كان قد أنفصل عنها قبل ثلاثين سنة وفي عام 1936 أعدم زوج بنت تروتسكي الكبرى وعام 1941 أعدم حفيد تروتسكي من أبنته الصغرى واختفت حفيدته الأخرى دون أثر، كما توفي أبن تروتسكي الأكبر من زوجته الثانية في عام 1938 في المهجر في ظروف غامضة بينما أعدمت زوجة الأبن في العام نفسه في موسكو كما أعدم أبن تروتسكي الأصغر الذي ظل في الاتحاد السوفييتي وكان ذلك في العام 1938 وأخيراً تم 1940 إعدام شقيقته مع طفليها وزوجة ليف كامنييف أولكا.
ولماذا الإعدامات وخاصة أن أعداء ستالين بدون مخالب وهم مجموعة مثقفة ومن البلاشفة الذين رافقوا مسيرة لينين ويعتبرون من البلاشفة الأوائل وأصدقاء لينين المقربين
وحسب التاريخ اللينيني كان يتصف لينين بحرية التعبير والتساهل والتسامح مع كل الذين يختلف معهم داخل الحزب. وهذا على الرغم من تشدده مع أعدائه السياسيين من داخل الحزب وخارجه. ورغم التبرير في سياسات ستالين حول الحفاظ على الوطن الاشتراكي وعدم مهادنة الأعداء، أتضح أن ستالين وأيتامه الذين خلفوه كان هدفهم ليس الحفاظ على الوطن الاشتراكي وإنما الحفاظ الى سلطتهم القمعية الفاشية.
وبدون حرب أو جهد تبذله الرأسمالية تفكك المعسكر الاشتراكي برمشة عين، وأصبح تحت وصاية الرأسمالية العالمية، وضاع هدراً وقتل أكثر من 27 مليون إنسان سوفييتي في الحرب العالمية الثانية نتيجة اتفاقية ستالين- هتلر في 1939، وسقطت الجمهورية الإسبانية نتيجة المساومة عليها من قبل ستالين (وهنا بالنسبة الى اسبانيا قصة مأسوية طويلة حيث لعب ستالين لعبة قذرة حيث لم يزود الثوار بالعتاد والسلاح الى أن أعطوه كل الذهب في الخزينة الإسبانية وبعد أن فات الوقت وحقق الفاشستي فرانكو تقدما هائلاً في جبهات القتال).
وإعدام رفاق قيادة الحزب الشيوعي العراقي في 14 شباط سنة 1949 فهد ورفاقه الأبطال في حين كان ستالين في هذا الوقت حليفاً للرأسمالية.
وضياع جمهورية مهاباد الكردستانية التي غدر بها ستالين ولم يهتز له جفن عندما تم ذبح الجمهورية الكردستانية وحدودها ملاصقة للحدود الاتحاد السوفييتي !!!!.
وضياع دولة فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه. الذي توج باعتراف ستالين بإسرائيل ودعمه لها من اليوم الأول لتأسيس هذه الدولة العنصرية الفاشية.
وتدمير الحركة الشيوعية العالمية بانقسامات لا طائل منها ولم يكن في جوهرها أي خلاف فكري أو منهجي والكل يرفع زوراً راية الشيوعية الحمراء. مما سهل للرأسمالية أن تغرز مخالبها برقاب الشعوب. وأصبح اليسار في مهب الريح، وعلى عدد أشهر السنة تجد تأسيس أحزاب شيوعية وحسب توجيهات الممولين في هذا البلد أو ذاك. ينشقون ويؤسسون أحزاب كارتونتية (كارتونية أنترنيتية) والخلاف في جوهره على التمويل......وليس على الفكر الماركسي!
أين أنت يا ماركس
والكلام له بقية
كريم الزكي
8 يناير 2019
متابعة إخبارية وأرشيفية من أرشيف الحزب الشيوعي السوفييتي.
صور من ارشيف الحزب الشيوعي السوفييتي عن ضحايا عائلة فقط من مئات العوائل الشيوعية المنتمية للحزب التي تم إعدامها وشمل الإعدام حتى الأحفاد وأزواج البنات والأولاد.