التدريس، وليس التلقين - فيدل كاسترو


شريف الزهيري
2018 / 12 / 19 - 06:09     

فيدل كاسترو
2 ديسمبر 1961
ترجمة/ شريف الزهيري

إنها ليست مسألة تلقين -- ينبغي علينا إسقاط هذا المصطلح.
لماذا؟ لأن كلمة "التلقين" تعني غرس شيءٍ ما في شخص ما، لملء رأس شخص بشيء ما. إنها ليست مسألة التلقين أو ملء الناس بشئ، ولكن تعليمهم أن يحللوا، تعليمهم التفكير. لا أحد يستطيع أن يغرس الماركسية اللينينية في داخلي، وأفضل دليل على ذلك هو أنهم حاولوا غرس عكس ذلك في داخلي، وفشلوا تماماً.
ربما قاموا بزرع بعض الأحكام المسبقة في داخلي، بعض الأشياء، لكن في الحقيقة، لم يكن أحد يستطيع غرس الروح الرجعية والفاشية والعداء للثورة والأنانية والاستغلالية في داخلي. ويجب أن تتذكر أنه لمدة اثني عشر عاماً كنت تلميذاً في المدارس الضيقة. وفي تلك الاثني عشرة عاماً، لم يكن باستطاعتهم غرس الروح المعادية للثورة في داخلي، الروح المحافظة، روح المُستغِل، لكنني كنت أقرأ وأحلل وأفكر بأمانة.

أعتقد أننا يجب أن نُعلم المواطن أن يفكر، أن يحلل؛ ليبحث بين مصادر التاريخ حيث يوجد العديد من الدروس؛ للبحث بين مصادر الحركة الثورية العالمية حيث يوجد الكثير من الدروس؛ للبحث بين مصادر الحركة العمالية العالمية؛ للبحث بين مصادر النظرية وتوضيحها.

لا تقل أن الشخص يمكن أن يصدق شيءٍ لا يفهمه. أنت تخلق الأوهام بهذه الطريقة. أنت تخلق العقول الغامضة والعقائدية المتعصبة بهذه الطريقة.

وعندما لا يفهم شخص ما شيئاً ما، لا تتوقف عن المناقشة معه حتى يفهم؛ وإذا كان لا يفهم اليوم، سيفهم غدا أو في اليوم التالي، لأن حقائق الواقع التاريخي واضحة جداً، ومن الواضح جداً أن كل عقل صادق يفهمها عاجلاً أم آجلاً. إذن، ليست مسألة تلقين.

لا أحد يذهب إلى أي مدرسة ثورية ليتم تلقينه. لا أحد يدع نفسه ليتم تلقينه، لا أحد يقبل على الإطلاق بشيئاً لا يفهمه.
هو يذهب ليدرس، ليتعلم التفكير، ليتعلم التحليل، ليُعطى عناصر الحكمة لكي يفهم ويناقش أفكار البرجوازية، أكاذيب البورجوازية، أكاذيب الإمبريالية، أكاذيب الرأسمالية؛ حتى يتمكن من تعلم التشريح، والتحليل والفهم والصبر لفهم الماركسية اللينينية، متيقناً أنها لن تكلف شيئاً لتعليم الناس الحقيقة.

- مقتطف من حديث عن الماركسية اللينينية
- رابط الحديث: http://www.walterlippmann.com/fc-12-02-1961.html