حكومة بالتقسيط


فاضل عباس البدراوي
2018 / 12 / 19 - 00:17     

فاضل عباس البدراوي
حكومة بالتقسيط
من أحدث ابتكارات الطبقة السياسية العراقية هو اختراع تشكيل حكومة بالتقسيط
مضت أكثر من سبعة شهور على الانتخابات النيابية وما رافقتها من مناكفات ومشاكل بين الخاسرين والفائزين اضافة لأمتناع ما يقارب من ٨٠ بالمئة من الناخبين من المشاركة فيها
ثم جاءت مسألة تشكيل الحكومة ارتفعت اصوات من يطالب بتشكيل حكومة أكثرية وأخرون بالاغلبية السياسية واخرى بالاغلبية الوطنية لكن كل تلك الاصوات ذهبت ادراج الرياح عندما فاجأت كتلتا سائرون وفتح بصفتهما من أكبر الكتل النيابية الجميع بأتفاقهماعلى ترشيح السيد عادل عبد المهدي لتشكيل الحكومة بأعتباره شخصية مستقلة بالشكل طبعا لكن لا يخفى على أحد ان له توجهات تميل لجهات سياسية معينة واتفق الطرفان حسبما اعلنا ذلك بترك اختيار الوزراء للرئيس الا ان الأمر أختلف بعد أن تنازلت سائرون عن حصتها وهي الوزارات التي كانت من نصيبها وأختار عبد المهدي اربعة وزراء نستطيع انهم من ذوي الأختصاص ومستقلين جاءت المفاجئة عندما تنصلت الكتل الأخرى عن التزامها واصرت عل نيل حصصها بذلك عادت حليمة الى عادتها القديمة بتمسكها بمبدأ المحاصصة التي لعنتها كل الأطراف قبل الأنتخابات وأتفق الجميع على أن معظم مشاكل البلد هو بسبب المحاصصة يبدو ان وعود بعض القوى السياسية لم تكن الا مناورة سياسية ولم تكن نابعة عن موقف وطني حقيقي لذا عادت الى نفس سلوكها السابق في تقاسم الوزارات عل شكل حصص في هذه الحالة سوف يكون السيد عبد المهدي أسيرا بيد القوى المتحاصصة معنى ذلك نعود الى مسلسل طمطم لي واطمطم لك وتبخرت امال المتفاءلين الذين راهنوا على تغيير ولو نسبي والمحاصصة هي التي حالت دون أكمال تشكيلة الوزارة ١٤ وزيرا مرروا في القائمة ثم شابت حول بعضهم تهم الارهاب والمساءلة والعدالة والفساد ثم جاءت جلسة الثلاثاء ليمرر ثلاثة وزراء اخرين ربما سيستمر هذا المسلس لا ادري أهو كوميدي أم تراجيدي يمكن لأهل الفن تفسير هذا
كل هذه المهازل تجري على الساحة العراقية من دون خلق الله انه اختراع عراقي مهين ومعيب بأمتياز انتظروا ايها العراقيين اربعة أعوام اخرى كي تعيدوا نفس الوجوه وتعاد عليكم نفس المسرحية