|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
رؤية في الشخصية العراقية
نتناول في مقالنا هذا بأختصار شديد الشخصية العراقية وطبيعتها الاجتماعية، فبعد مرور فترات طويلة على فرضيات رواد علم الاجتماع كالدكتور علي الوردي والدكتور عبد الجليل الطاهر وغيرهم، نرى الكثير من المتغيرات والتحولات حصلت في الفترة التي تلت فرضياتهم، من الحروب العبثية التي تسبب بها النظام السابق، الى الحصار الاقتصادي المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي على الشعب العراقي عقب أزمة الخليج التي نتجت بعد غزو الكويت، ما أفضى الى محاولة رصد الطبيعة الاجتماعية للفرد العراقي ومراجعتها بعد مرور هذه الازمات، كذلك شهدت فترة مابعد الاحتلال الامريكي صعود تيارات الاسلام السياسي وشيوع أيدلوجيتها بشكل كبير، ومما ساعد هذه التيارات في إنتشار أفكارها وأخذ مداها الواسع بالتجذر في البنية الاجتماعية، الانحسار الواضح لدور القوى الديمقراطية طوال فترة حكم حزب البعث، وكذلك الوضع الاقتصادي المتردي الذي مر على العائلة العراقية، فضلاً عن غياب وسائل التعبير عن الرأي وحرية الانتماء السياسي، كل هذه وغيرها من الاساليب التي أستخدمتها السلطة الحاكمة آنذاك هيأت المناخ المناسب للعقل الجمعي، حتى يرتمي في احضان قوى الاسلام السياسي للتنفيس عن ما يعتمل في الصدور من ضيق سببته سياسات النظام، ففرضت هذه التيارات أراداتها وأفكارها على شخصية الفرد العراقي، وقد أدت كثرة التابوات في مناهج هذه القوى الى تقييد حرية الانسان وخصوصاً المرأة واعتبروها عورة، فأدى ذلك الى إبتعادها عن المشاركة في النشاطات السياسية والاجتماعية، وأنعزلت عن الاسهام في محاولة النهوض بالواقع الاجتماعي، وقد أدت هذه الانعزالية الى توسيع الفوارق بين الرجل والمرأة من الناحية الفكرية والثقافية، لذلك تكرست لدى كل من الرجل والمرأة طبيعة غرائزية تجاه بعضهما البعض، بسبب أبتعادهما عن الاحتكاك المباشر.
|
|