أمّ المهازل ما نحن فيه...!

أمّ المهازل ما نحن فيه...!
.
مهزلة ما بعدها مهزلة أن نعيش في شعوب كلّ همّها البحث والتّنقيب في حياة الآخرين الخاصّة والنّبش في بروفايلاتهم على مواقع التّواصل الإجتماعي وإصطياد التّصرفات والتّصريحات والبحث في النّوايا والتّفتيش في الزّوايا ورفع القضايا بتعلّة الأخلاق أو العادات أو حماية الدّين وحماية الله، إلخ. شعوب تهزّها ساقا ممثّلة عاريتين (رانيا يوسف) وتغضبها إطلالة حلمة ثدي ممثّلة ثملة (غادة عبد الرّازق) ويشعل جنونها تعرّي إمرأة (علياء المهدي، أمينة تايلر، نادية الفاني، إلخ) وتجعلها صورة شخص قابَلَ إسرائيليّين تخرج عن طورها (توفيق عكاشة، منى برنس، قاسم كافي) وتزعجها فيديوهات أناس حاولوا التّعبير عن آرائهم بحرّيّة (إسلام بحيري، حمزة كشغري، رائف بدوي، ألبير صابر، شريف جابر، إلخ)... شعوبٌ لا تستفزّها قطّ لا جرائم التّحرّش الجنسي والإغتصاب ولا الجرائم ضدّ المسيحيّين والإيزيديّين والكورد ولا هدم الكنائس والمعابد والآثار التّاريخيّة ولا التّحريض على الكراهيّة والقتل الذي يقوم به الشّيوخ في المساجد وعلى شاشات التّلفزيون، ولا تستفزّها صور اليمنيّين والسّوريّين الذين يُقتلون بأيدي عرب مسلمين مثلهم، ولا نسمع لأحد منهم صوتًا حين يتمّ قتل أو محاولة قتل أو التّحريض على قتل كاتب (فرج فوده، ناهض حتر، نجيب محفوظ، سلمان رشدي، إلخ) أو رسّام أو فنّان أو صحفي، ولا تتحرّك في رؤوسهم شعرة واحدة لآلاف الأشياء الأخرى كالرّشوة والمحسوبيّة والكذب والسّرقة وإهدار المال العام ولا تنبس ببنت شفة أمام فساد الشّيوخ وجرائمهم وفساد حكّامهم ورؤسائهم... شعوب ينخرها التّخلّف وتقطر منها الرّجعيّة، شوارعها مليئة بالقمامة، مثل عقول أفرادها... شعوب لا ترى الخشبة التي في عينها ولكنّها تُنصّب نفسها وصيّة على الآخرين ومسؤولة عن نزع القشّة التي في عين فلان أو فلانة، بإنتقائيّة واضحة المعالم...
هل هناك أيّ أمل في مستقبل إنساني لهذه الشّعوب المنافقة؟ شخصيًّا، لا أعتقد.
.
-----------------------------
الهوامش:
1.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://ahewar.over-blog.com
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلاميّة":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix