يدعى سعدي يوسف


داود السلمان
2018 / 12 / 8 - 14:11     

الانسان الذي يبدع في أي حقل من حقول الابداع، الادب، الفلسفة، الفن، علم الاجتماع، وسوى ذلك، ويتيقن من أنه فعلا اثبت ابداعه وقدم ما استطاع أن يقدم من نتاج فكري، وجهد ذهني، يفتخر به وسط عوالم الابداع الثقافي، وصار له جمهور من متذوقين ونقاد، لا يجب عليه أن يضيع تلك الجهود ادراج الرياح، وينسفها كما تنسف الامواج العاتية كل ما يمر امامها ويقف ازاءها.
فالإنسان الذي يفعل ذلك ما هو الا: اما غبيا او جاهلا، واما قد اصيب بلوثة عقلية، فبالأولى قد يكون معذورا، وبالثانية ليس بمعذور، نعذره لأنه يتصرف بأمور خارج نطاق عقله، باللاوعي، لأنه صار مجنونا، ولا على المجنون من حرج، بل يجب عليه أن يذهب الى اقرب مصحة عقلية، فمستشفى الامراض العقلية خير مأوى وملجأ له.
اتحدث، هنا، عن رجل اسمه (سعدي يوسف) يكتب قصائد نثرية وترجم بعض الكتب الاجنبية، واعتقد- في قرارة نسفه- أنه وصل قمة الجبل وصار المنحدر عنه بعيدا، ولا يدري- هذا المسكين- أنه لازال يخوض في المنحدر، وأن القمة باتت عنه عالية وبعيدة، تقدر بمئات الاميال، لكن مرض الغرور هو من اوحى اليه بأنه قد وصل القمة حتى امسكها من تلابيبها، ولوى عنقها!. ومرض الغرور هذا خطير جداً، وليس له شفاء ابداً. وياليت سعدي اكتفى بهذا الغرور فحسب، بل راح يتكلم في نفس طائفي مقيت، ويفترض بالمثقف، المبدع، أن يكون بعيدا – كل البعد – عن جميع النعرات الطائفية، والعنصرية، والا فهو ليس بمثقف، وانما يدعي الثقافة ويتعكز على الابداع.
فسعدي، لو فرضنا جدلا، ان له تاريخ، فهو بهذه الخزعبلات والترهات التي يكتبها، هنا وهنا، هدفه منها يريد أن يمحو ذلك التاريخ المفترض، وهذا ما يسمى في الادبيات الدينية الشرعية بـ (سوء عاقبة الامور)، لذلك يدعون في الدعاء: اللهم اجعل لنا حسن عاقبة الامور.
وهو من باب آخر يدعي أنه شيوعي، وتارة اخرى أنه ملحد، وهل الشيوعية والالحاد تعنيان لدى سعدي مصادرة حق الآخرين، وطمس تاريخهم الابداعي، والتكلم بكلام لا يليق برجل يدعي الثقافة ويكتب في مجال الشعر والادب؟!.
والذي يحز في القلب، ثمة من يدافع عن هذا (السعدي) من هم على شاكلته، من الذين ملطخ تاريخهم بالعار والشنار، ودفاعهم عن جهل واكثر طائفية، لا عن عقل وحنكة وقناعة برأيه، وهذا من سفاسف الامور.
لا أدري ما هو الهدف وما هو المبرر، حينما يظهر لنا هذا الرجل البائس في كل مرة، بكلام غريب عجيب، يتهجم به على شعراء ومثقفين ويتهمهم- جزافاً- بتهم واهية، يريد من ورائها تمزيق شخصيات اولئك المبدعون، ليس الا، ولكي يرضي مرضه النفسي، لأن برأيه هو هذا العلاج الناجع، ونقول: المثقف الحقيقي لا يصادر تاريخ غيره، مهما اختلف معه في وجهات النظر، فيلتجئ الى لغة التسقيط بدل لغة الحوار.