سألبسُ حرمانكَ .. ليزورني العيدُ


مرام عطية
2018 / 12 / 1 - 16:06     

سألبسُ حرمانكَ .. ليزورني العيدُ
__________________________
كم تحبُّك السَّماءُ يا أخي !!
لأنِّي نسيتُ أنْ أسكنكَ أبراجَ عينيَّ، جفَّت أشواقُ الزيتونِ في وريدي ، اغرورقَتْ بالدمعِ نخلتي، و تلاشتْ وعودُ الربيعِ الوارفةُ لأقاليمي اليابسةِ ، ولأنَّكَ رحلتَ عن أطالسِ ساعاتي غابتْ سحبُ الفرحِ عن حقولي ، غامَ قلبي ، وغارتْ عيونُ ينابيعي، أبرقَ الشتاءُ لهضابي وسهولي، وسطا الخريفُ على كنوزي، تجمَّدت دماءُ أزاهيري ، وانهال عسسُ الأسى يصفعُ وريقات عمري ، تشقَّقتْ شفاهُ موطني ، واستبدَّتْ مطارق الأخاديد في جبيني ، جزرُ الزمردِ بعيدةٌ ، وخلجانُ اللؤلؤِ تاهتْ عنِّي ، بالرغم من غنى العصر بأجهزةِ الاتصالِ ووسائل المواصلات والنقلِ ،لاسبيلَ للقياكَ ، على مشارفِ موطني أرسلُ الفقرُ جيوشهُ ، هاجتْ أمواجُ الوحشةِ ، و عصفتْ بي رياحُ القهرِ، فعلا جسدي زبدُ الأوجاعِ ، تشرين الحنونُ ودَّعنا ، وهاهو كانونُ الأبيضُ يهرولُ مسرعاً، يلبسُ عباءةً ثلجيةً وعيناهُ دامعتانِ ، ياللهولِ !! أخافُ أنْ يلوِّح العيدُ لأحلامي من بعيدٍ ، فلا أكتحلُ برمشهِ الجميلِ، أو أسمعُ بلابلَ صوتهِ العذبِ ، الْيَوْمَ تدعوني مدرسةُ الجمالِ تلميذاً نجيباً ، تعلَّمني دروسَ الرجاءِ ؛ سأتلو أسفارَ الحبِّ على مسامعِ الورى ، أصغي إلى صهيلِ بردكَ ، و ألبسُ ثيابَ حرمانكَ ، أرنو للطفولةِ المسفوحةِ على ضفافكَ ، و أطعمُ روحي تراتيل جوعكَ؛ لتخضرَ أناشيدي ، تصفو مشاربي ، و يزورني العيدُ .
_______
مرام عطية