فرنسا : هل تنهض الكومونة من رماد الجمهوريات الخمس ؟ -شبح يجوب أوروبا العجوز اليوم ...-


محمد نجيب وهيبي
2018 / 11 / 24 - 22:17     

"هناك شبح يجوب أوروبا العجوز اليوم ..." أو هل تنهض الكومونة من رماد الجمهوريات الخمس ؟

الأزمة عالمية لأن راس المال ومصالحه عالمية وكذلك تقسيم العمل عالمي وإن فُرِضَ على دول "الاطراف" ، دول "الهامش" أن تدفع أكثر لتقليص مظاهر الأزمة في دول "المركز" ولكن الأزمة تظل عالمية هيكلية في كل نمط الإنتاج وعلاقاته السائدة ، تونس كانت الشرارة الأولى في الزمن الحديث حاولو قتلها ومحاصرتها وتشويهها ، هاهي فرنسا تخطو خطوات اليونان و كاتالونيا ولكن بنكهة تونسية ، الحركة في باريس ام الثورات "الكومونة" العظيمة تتعاظم وما إن تصحوا الأحواز الباريسية وتلتحم بالحركة حتى يتغير وجه فرنسا وربما وجه العالم كله مرة وإلى الأبد ، لا خوف على الحركة من اليمين المتطرف لانها ببساطة من الشارع وللشارع والاكيد أن وعيها وإن كان جنينيا فهو حقيقي يعكس بصدق وبحس طبقي "شعبي" ثوري الواقع السياسي الفرنسي الذي أوصل ماكرون الحكم خارج الأحزاب الكلاسيكية الفرنسية ، شريطة أن لا تتخلف جبهة اليسار وجون لوك ميلونشون برمزيته السياسية عن دعم الحركة والانضباط لها ، الفرنسيون ينبؤون بثورة عالمية تاريخية إن لم تكن الان فهي تطبخ على عجل ، كل أوروبا في مرمى نيران المعركة الطاحنة بين الكادحين والراسمال المالي العالمي ، حيث فشل صندوق النقد والبنك الأوروبي ومنظمة التجارة ... الخ تونس كانت القادح ولكن الثورة حتما ستقودها أوروبا العجوز والكلاسيكية فلا يمكن للانسان أن يتقبل أكثر من هذا تكدس الثروة عند حفنة من أغنياء العالم وتكدس البؤس والخراب والحروب عند الغالبية العظمى من سكان المعمورة شمالا وجنوبا غربا و شرقا ، شبح الأزمة يجوب كل العالم تركيا ، اليونان ، فينيزويلا ، هندوراس ، إسبانيا ، ايطاليا ، بريطانيا ، اليابان ... الخ ستتحد كل اوروبا الرسمية بل كل العالم ضد إنتفاضة السترات الصفراء في فرنسا وسيضيقون عليها الخناق سياسيا وإعلاميا . ولكن شبح الثورة الذي انطلق من هنا من تونس ذات ديسمبر -جانفي 2011 اعاد إلى الواجهة أهم الدوروس التاريخية التي استحضرتها الانتفاضة التونسية منذ 2008 ( احداث الحوض المنجمي ) إن الشعوب لما تنهض لن يوقفها اي نظام مهما كانت ضراوته وقوته .
المجد للكادحين في كل مكان والنصر في وحدتهم العالمية