الحزب الشيوعي اللبناني


فؤاد النمري
2018 / 11 / 9 - 20:55     

الحزب الشيوعي اللبناني

هممت أكتب عن العثرات الصعبة على الطريق اليوم إلى الشيوعية فداهمتني فكرة أن أعطي مثالاً لإحدى هذه العثرات كيما تكون شاهداً على ما أقول ؛ فامتثل أمامي في الحال عثرة الحزب الشيوعي اللبناني ثم عثرة الحزب الشيوعي العراقي وهو ما استطلبني أن أكتب مقالين، الأول عن الحزب الشيوعي اللبناني والثاني عن الحزب الشيوعي العراقي .
***********************************
عقب انهيار الإمبراطوريتين الإمبرياليتين البريطانية والفرنسية في الحرب العالمية الثانية وظهور الاتحاد السوفياتي كقوة عظمى وحيدة في العالم وهو يقود ثورة تحررية واشتراكية، تفجرت إذاك ثورة تحرر وطني في شتى المستعمرات والبلدان التابعة ومنها بلاد الشام حيث كانت البورجوازية الشامية المستنزفة قد فشلت في التحرر من الكولونيالية العثمانية بغير مساعدة القوى الإمبريالية البريطانية والفرنسية في الحرب العالمية الأولى .
الثورة الوطنية في بلاد الشام وقد غدت أمراً موفوراً دون عناء يذكر فيما بعد الحرب العالمية الثانية قامت بمشاركة ثلاث قوى إجتماعية متباينة وهي الطبقة البورجوازية الدينامية مؤملة أن تبني اقتصاداً مستقلاً يعمل لصالحها، ثم طبقة العمال الحريصة على تطور الصناعة في البلاد وهو ما ييسر لها فرص العمل والنمو، والطبقة الثالثة وهي البورجوازية الوضيعة التي لا تمتلك مصالح حقيقية محسوسة في ثورة التحرر الوطني حتى وإن كان المثقفون شريحة وازنة منها . هذه الطبقة الغريبة نسبياً على ثورة التحرر الوطني تمثلت بحزب البعث خير تمثيل . فإذا كانت البورجوازية الدينامية الشامية بحاجة للإتحاد السوفياتي لأنه أملها الوحيد في التصنيع، وأن الطبقة العاملة ترى في الإتحاد السوفياتي قائد ثورتها الإشتراكية العالمية، إلا أن البورجوازية الوضيعة ممثلة بحزب البعث كانت ترى في الاتحاد السوفياتي عدوها الطبقي وهي محقة في ذلك فالتصنيع والإشتراكية اللذان توفرهما العلاقة مع الإتحاد السوفياتي من شأنهما أن يمحوا طبقة البورجوازية الوضيعة . ولذلك أفصح مؤسس حزب البعث ميشال عفلق عن هدف حزب البعث في قتل وإعدام جميع الشيوعيين العرب وهو ما خجل حتى هتلر أن يعلن مثل هذا الاعلان الوقح والمنحط .
نادى حزب البعث بالقومية العربية والاشتراكية العربية وسكت الشيوعيون عن هذا النداء الفج والغريب إذ لم يكن في تاريخ العرب أي جنوح قومي قبل ثورة البورجوازية الشامية بقيادة الشريف حسين دون أن تكون في حقيقتها قومية مثلما هي القومية البعثية حيث حصرت قوميتها بآسيا مجال انتشار المصنوعات اليدوية الشامية دون عرب أفريقيا ؛ بل حتى في العام 44 احتجت الدول العربية على مشاركة مصر في محادثات إنشاء الجامعة العربية في حيفا ممثلة بالنحاس باشا باعتبار ذلك تدخلاً بريطانياً في شؤون "الأمة" العربية – مفردة القومية لم تتواجد في القواميس العربية قبل الثورة الشامية .
الشعاران الزائفان، الوحدة العربية والاشتراكية العربية، حيث لا وجود لكليهما، إنما كان الهدف من رفعهما بإلحاح شديد من قبل حزب البعث هو الفصل التام بين ثورة التحرر الوطني الشامية من جهة والثورة الإشتراكية في الاتحاد السوفياتي من جهة أخرى وهذا من الفنتازيا المعاكسة للتاريخ .
لا يجوز الإفتراض أن المستنيرين من أعضاء حزب البعث لا يعون أن قطع العلاقة مع الإتحاد السوفياتي من شأنه أن ينعكس بالضعف والهزال على ثورة التحرر الوطني وعجزها عن مواجهة الإمبريالية التي ما انفكت بقيادة الولايات المتحدة تحاول العودة إلى البلدان المستقلة .
إزاء مثل هذا الإشكال الخطير برز عدد من المتثاقفين القوميين في حزب البعث وقد أدركوا زيف ما يسمى بالإشتراكية العربية فأخذوا يتبنون سياسة جديدة تقوم على ما يمكن تسميته "تعريب الماركسية" وبرز على رأس أولئك المتثاقفين في السبعينيات ياسين الحافظ ساعده في ذك نفر من الشيوعيين منهم صديقه إلياس مرقص . هوسة القومية العربية للبورجوازية الشامية وقد افتضح زيفها عندما عجزت عن تمويل جيش الحسين بن علي المتجه لتحرير الشام من الكولونيالية العثمانية وبرك في تبوك بلا ماء ولا غذاء دون أن يستطيع الحركة قبل ايفاد المخابرات البريطانية رجلها المعروف "لورنس العرب" لينقذ جيش القومية العربية من جوعه وعطشه، مع ذلك لم يتعظ حتى الشيوعيين من زيف الهوسة القومية للبورجوازية الشامية فكان أن آمن معطمهم إن لم نقل جميعهم وصولاً للأمين العام للحزب الشيوعي المصري محمود أمين العالم بالجنوح القومي وفكرة الوحدة العربية وهو أمر لا يتفق مع حقائق التاريخ .
تعريب الماركسية كان يصب في ذات الإتجاه إذ يقول ضمنا للسوفياتيين لئن حررتكم الماركسية السوفياتية فالعرب ستحررهم الماركسية العربية ولسنا بحاجة إلى ماركسيتكم !!
مثل هذه المراهقة السياسية لا يجوز أن تمر دون الإشارة إلى أن الماركسية الروسية، حتى وإن كانت بقيادة لينين بكل عبقريته، فالسوفييت لم يتحرروا بفعل الماركسية اللينينية فقط بل بفعل جملة شروط اجتمعت في لحظة عابرة فكانت عبقرية لينين هي التي التقطت تلك اللحظة وقامت بالثورة . ومن جملة تلك الشروط هي التالية ..
1 . هزائم الجيوش الروسية المتلاحقة في مختلف الجبهات أمام جيوش ألمانيا
2 . جيوش مختلف الدول المتحاربة وصلت حدود الإنهاك فكان أن فضلت ألمانيا تحييد روسيا
3 . إضراب الفلاحين الروس لأول مرة في التاريخ واستمراره لستة شهور
4 . قيام البورجوازية الروسية الهشة بالثورة وتحطيم هيكل القبصرية في شباط 1917
5 . قرار الأممية الثانية في بازل 1912 بأن القيام بالثورة البورجوازية في روسيا يقع على كاهل الإشتراكيين الروس
6 . كان حزب البلاشفة هو أكبر الأحزاب في روسيا – 240000 عضوا دون الأنصار

تفشي النزوع القومي والبحث عن قوى التحرر والتطور الذاتية ظهر أيضا في لبنان وفي الحزب الشيوعي اللبناني وتنظيرات عضو مكتبه السياسي حسن حمدان الذي سمى نفسه " مهدي عامل " وأسَرَت مساحة واسعة من نشاطات الحزب الشيوعي اللبناني . يبدو أن السيد حسن حمدان ذهب أبعد من ياسين الحافظ وإلياس مرقص في تعريب الماركسية فقام بتوطينها كيما تعمل في الإقتصاد الكولونيالي في لبنان وليس كما تعمل الماركسية في البلدان الرأسمالية المتقدمة . الكولونيالية جوهر الإمبريالية لا تشبه بشيء الكولونيالية في الإمبراطوريات القديمة التي اعتمدت على نمط الإنتاج الأسيوي . فاضت جيوش انجلترا وفرنسا على بلاد الشام في العام 1918 ورحلت نهائيا في العام 48 وخلال 30 عاما فقط لم تبنِ الإمبريالية الأنجلو فرنسية في بلاد الشام أية إقتصادات كولونيالية تتكامل مع الإمبريالية كالتي أشار إليها ستالين وهو من قال في شرح أسس اللينينية .. " تضطر الإمبريالية أن تمد السكك الحديدية في البلدان المستعمرة والتابعة وتقيم المصانع والمطاحن والمراكز الصناعية والتجارية وهو ما ينجم عنه ظهور طبقة البروليتاريا كما طبقة المثقفين مما يوقظ الوعي الوطني وتنامي حركة التحرر " .
كذلك هو الإقتصاد الرأسمالي يتكون من حلقة واحدة تتشكل من نصفين غياب أحد النصفين يؤدي بالضرورة إ‘لى انهيار كامل الحلقة ولا يعود نصف الحلقة يشكل حلقة بذاتها .
مما لا مشاحة فيه هو أن ظهور مثل هذه التنظيرات السقيمة ظهرت، وما كان لتظهر إلا بعد أن ارتد الحزب الشيوعي السوفياتي على الثورة الإشتراكية العالمية وقرر في مؤتمره الحادي والعشرين في العام 59 وضع خط فاصل بين الثورة الإشتراكية وثورة التحرر الوطني خلافاً للمبدأ اللينيني القاضي بالوحدة العضوية للثورتين حيث ادعى خروشتشوف بأن ثمة مغامرين يقودون ثورة التحرر الوطني ويجلبون متاعب خطيرة للإتحاد السوفياتي وكان يعني عبد الناصر بالتحديد، وانتقد بشدة القيادة السوفياتية التي غامرت بمصير الاتحاد السوفياتي بتوجيه الإنذار النهائي لدول العدوان الثلاثي على مصر في نوفمبر 56 وإنذار كل من اميركا وبريطانيا مشترطاً سحب قواتهما من لبنان والأردن في يوليو 58 . ولذلك انتهزت الإمبريالية الفرصة في الستينيات ودبرت الانقلابات العسكرية الرجعية في العديد من الدول المستقلة حديثاً راح ضحيتها مئات ألوف الشيوعيين والتقدميين، كما دبرت الولايات المتحدة الحرب على ناصر في مصر بمشاركة خفية من السوفييت كما أشارت الأحداث .

ما جعل من تنظيرات حسن حمدان وسابقيه ياسين الحافظ والياس مرقص ليست إلا حراثة في البحر ليس هو أن الماركسية نسق من الأفكار التي ابتدعها ماركس بظن المتطفلين على الماركسية بل هي جملة قوانين في الطبيعة والحياة أكتشفها ماركس وكانت موجودة ونافذة قبل بدء التاريخ، ما جعلها حراثة في البحر هو أن شعلة الثورة الإشتراكية كانت قد انطفأت في المركز موسكو حال اغتيال ستالين في 28 شباط فبراير 1953 واستيلاء العسكر وليس الحزب الشيوعي على كامل السلطة في الاتحاد السوفياتي . مع انتهاء الثورة الشيوعية في مركزها لا يمكن لأية قوى شيوعية أن تستمر في العمل الشيوعي الناجز، كما انطفأت ثورة التحرر الوطني وساد المد الرجعي في ستينيات القرن الماضي على صعيد العالم بشكل انقلابات عسكرية رجعية قتلت مئات ألوف الشيوعيين والتقدمين الديموقراطيين .
في السبعينيات وجد الحزب الشيوعي اللبناني نفسه على الطريق المسدود وقد أخذ العمل الشيوعي يتراجع وتعهد الزعيم السوفياتي ليونيد بريجينيف في مؤتمر هلسنكي 1975 بأنه لن يكون الإتحاد السوفياتي عدوا للغرب الرأسمالي، وقام حافظ الأسد بانقلاب في سوريا لضرب الاشتراكيين والوطنيين في سوريا ولبنان . وقفز أنور السادات إلى الحضن الأميركي ليصادق الإسرائيليين على حساب دماء عشرات الأولوف من شهداء الجيش المصري . في مثل ذلك الليل البهيم لم ترَ قيادة الحزب الشيوعي اللبناني الخائبة سوى الإنضمام إلى محور ما يسمى زورا بالمقاومة وهي لا تعلم أن هذا المحور الرجعي كان يتشكل لمقاومة الشيوعية . رأس المقاومة كانت ملالي ايران الذين قتلوا وأعدموا ما بين 30 – 50 ألفاً من الشيوعيين في نهاية الثمانينيات، ويتلوهم حافظ الأسد وهو من اتفق مع مساعد وزير الخارجية الأميركي على أن يدخل الجيش الإسرائيلي مسافة 20 كيلومتراً في عمق الجنوب اللبناني لسحق المقاومة الفلسطينية، وهو من أمر بقتل الشيوعيين المفاومين لإسرائيل، وهو من أرسل قواته إلى لبنان لسحق الجبهة الوطنية يقودها الشيوعيون والإشتراكيون وهو هو من اقترف جريمة هي مثال الغدر والخيانة والانحطاط وهي اغتيال الزعيم اللبناني الكبير كمال جنبلاط كما اغتال رئيس الجمهورية بشير الجميل ورئيس الجمهورية رينيه معوض ومفتي الجمهورية حسن خالد ؛ وورثه ابنه بشار فأوغل في الاغتيالات بدءاً برئيس الوزراء رفيق الحريري وليس انتهاء بمحمد شطح مرورا بالقائد الشيوعي جورج حاوي ؛ وهو اليوم يغتال الشعب السوري بأسره فاغتال حتى الساعة حوالي مليون مواطناً سورياً وأعاق مليونين وهجّر 10 ملايين . والأقنوم الثالث في ما يسمى زوراً محور المقاومة هو حزب الله وقائده حسن نصرالله الذي كان من باكورة أعماله إغتيال المفكر الماركسي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي حسن حمدان ثم اغتيال الشيخ الجليل والكاتب الكبير عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي حسين مروة، وكان اغتيال مروة بطريقة خسيسة يندى لها جبين الإنسانية إذ ادعى عضوان من حزب الله عيادة حسين مروة المريض في سريره وحال وصولهما إليه أفرغا الرصاص في رأسه من مسدس كاتم للصوت ؛ ذلك هو إيمان حزب الله بالرحمن الرحيم . ومؤخرا أثار حسن نصرالله غضب واحتجاج الموسيقار الشيوعي زياد الرحباني ليس لأنه قطع جعالته في جريدة الأخبار بل لأن حسن نصرالله لم يذكر ولو مرة واحدة الحزب الشيوعي المقاوم لإسرائيل .
من المفيد جداُ أن يُعرف محور المقاومة الذي انضم إليه الحزب الشيوعي اللبنايى على حقيقته . يدعي هذا المحور العمل على مقاومة إسرائيل وتحرير فلسطين، وأولى دلائل كذب هذا المحور ونفاقة هو أن الشعب الفلسطيني لم يوكل هذا المحور بتحريره، بل هو الذي حارب عرفات القائد المقدام للشعب الفلسطيني كما لم تحاربه اسرائيل ؛ جهد الأسد لقتل عرفات بمختلف الوسائل وفشل، فكان أن صنع الأسد ما سمي "فتح الإنتفاضة" – أعضاء فتح المنتفضون ضد عرفات - ليغتال عرفات سياسياً بعد أن فشل في قتله جسدياً في حرب طرابلس . وعندما اتفق عرفات مع حزب العمل الإسرائيلي في أوسلو بحيث تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 في العام 99 ثارت ثائرة الصهاينة الفاشست ونظموا المظاهرات الكبيرة تنادي علانية بقتل رابين وبيريز فكان أن تطوع الفاشي ايجال عمير لاغتيال رابين في 4 نوفمبر 95 وهو يغني للسلام مع الفلطينيين في الميدان الرئيسي في تل أبيب . خشي حافظ الأسد أن ايجال عمير لن يقضي على اتفاقية أوسلو وأن حزب العمل بقيادة شمعون بيريز سيفوز في انتخابات 96 ولا بد أن يستكمل بعد ذلك إنجاز الدولة المستقلة للفلسطينيين فقرر إذاك أن يستكمل بكل الوسائل جريمة الفاشي ايجال عمير فطلب من حسن نصرالله أن يشن حرب عصابات على الحدود مع إسرائيل ورافق ذلك حملة دعاية مسعورة من راديو دمشق تقول "العمل والليكود وجهان لعملة واحدة" . وكانت تلك الحملة تثير السخط لكل من براقب عملية السلام . كان النواب العرب يهاجمون الصهاينة المتطرفين من على منبر الكنيست لكن أحدا منهم لم يصرخ غاضبا يهاجم أولئك الصهاينة الفاشيين كما هاجمهم شمعون بيريز يصرخ قائلاً .. " لم يخلق الله اليهود ليقتلوا العرب " لكن نتنياهو رد عليه مباشرة يقول "لكن الإرهابي عرفات يقتل اليهود".
ظهر بيريز على التلفزيون أكثر من مرة يناشد الأسد على تهدئة الحدود ريثما تجري الانتحابات وحزب العمل سيطبق اوسلو نصاً وروحا ولم يعلم بيريز أن هدف حرب الحدود هو اتفاقية اوسلو وكان عليه أن يعلم ذلك فشعار العمل والليكود وجهان لعملة واحدة لا يعني غير أن الأسد يريد الليكود في السلطة استكمالا لجريمة إيجال عمير . ليس هناك من تجنٍ في اعتبار حافظ الأسد وحسن نصرالله أعدى أعداء الشعب الفلسطيني .

يبحث المتابع في برامج الحزب الشيوعي اللبناني ومختلف نشاطاته الفكرية فلا يجد فيهما أي ذكر لماركس أو لينين . في البيان الشيوعي (المانيفيستو) الذي كتبه ماركس وإنجلز بياناً للحزب الشوعي لم يرد فيه على الإطلاق مقاومة الصهيونية ولا حتى حق الشعوب في تقرير المصير . بل كانت روح المانيفيستو ضد البرلمان والإنتخابات البرلمانية . لكن الحزب الشيوعي اللبناني لم يرفع راية تخص حياة اللبنانيين غير راية إنتخابات تجري بالقائمة النسبية .
وأخيراً جرت انتخابات بحساب النسبية وإذ بسيدة طارئة على العمل السياسي هي باولا يعقوبيان تفوز في الانتخابات دون أن يكون أي من مرشحي الحزب الشيوعي حتى منافسا على مقعد برلماني . علل أمين عام الحزب السيد حنا غريب أن فشل الحزب الذريع في الانتخابان مرده هو ضعف علاقة أعضاء الحزب بالجماهير، وهذا صحيح دون شك ؛ لكن على الأمين العام أن يبحث في ضعف تلك العلاقة ! لا يمكن للجماهير وللكادحين تخصيصاً أن يقتنعوا أن للشيوعية علاقة بمقاومة الصهيونية وخاصة تلك التي تعود لملالي الفرس وحافظ الأسد وحسن نصرالله، أو لطريقة الإنتخابات البرلمانية . للشيوعية أفكار أخرى مختلفة، أفكار ماركسية، لم يعد ما يسمى بالحزب الشيوعي اللبناني يمتلكها .