بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني/فلسطين المحتلة


الحزب الشيوعي الفلسطيني
2018 / 10 / 21 - 13:25     

في يوم السبت الموافق 20/10/2018، اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة نابلس حيث تدارس المجتمعون آخر المستجدات على الساحة المحلية، العربية والدولية.
على الصعيد المحلي، رأى المجتمعون أنه رغم خفوت حدة التصريحات الامريكية والكيان الصهيوني في الحديث عن ما يسمى صفقة القرن والتسويق لها، إلا أن المؤامرة التي تحاك ضد أبناء شعبنا وقضيته الوطنية لا زالت مستمرة وإن بطرق وأساليب مختلفة أو حتى بأدوات مختلفة فلا زالت قضيتنا الوطنية عرضة لخطر التصفية على يد الفاشست الامريكان والصهاينة وحلفائهم من الانظمة العربية الرجعية، وهنا رأى المجتمعون أن كل الاجراءات والخطوات التي اتخذتها السلطة الفلسطينة من أجل مواجهة ما يسمى صفقة القرن غير كافية ولا ترقى للمستوى المطلوب، فالمطلوب أولا وقبل كل شيء هو انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وإعادة هيكلة منظمة التحرير على أسس وطنية ديمقراطية، وثانيا التحرر من عقدة اتفاق أوسلو سيء الصيت، وثالثا تبني استراتيجية مقاومة تتوافق عليها كافة الفصائل والمكونات وبما يتلائم مع أوضاع شعبنا سواء في الضفة أو قطاع غزة أو حتى داخل الخط الأخضر، كما رأى المجتمعون أن تفاعلات قانون القومية العنصري الذي أقره الكنيست الصهيوني مؤخراً في تصاعد مستمر ضد أبناء شعبنا في جميع فلسطين التاريخية، فمن مصادرة للاراضي وهدم للمنازل والقرى والتي كان آخرها محاولة هدم قرية الخان الأحمر، إلى الاعتقالات المستمرة بحق أبناء شعبنا في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر وتعرض ممثليهم في الكنيست الصهيوني لأكبر عملية ارهاب تمارس بحقهم ، والتي أدت الى اعتقال النائب رجا اغبارية بتهم ملفقة ومفركة، وهذا يدل على مدى تفشي العنصرية وثقافة الكراهية تجاه أبناء شعبنا في الكيان الغاصب، كما ناقش المجتمعون الأوضاع في قطاع غزة والحصار الظالم المفروض عليه منذ ما يزيد عن 12عام، عانى فيه شعبنا الأمرين بسبب نقص الدواء والغذاء والعدوان المستمر والمتواصل من قبل الاحتلال، وقد دعا المجتمعون السلطة الفلسطينية إلى التراجع عن قراراتها السابقة والمجحفة بحق أبناء شعبنا في القطاع المحاصر حيث أن المسؤولية السياسية والاخلاقية عما يحدث في القطاع تتحملها بشكل أو بآخر السلطة الفلسطينية، كما ثمن المجتمعون مسيرات العودة المستمرة رغم قمع الاحتلال لها وتهديدها القطاع بحرب مدمرة واغلاق المعابر لكن كل تلك الاجراءات التعسفية والقمعية لم تثني جماهير شعبنا عن المشاركة الواسعة والفاعلة في مسيرات العودة الكبرى، رغم سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى في كل جمعة. وعلى خلفية اقرار قانون الضمان الاجتماعي في الضفة الغربية وقطاع غزة والذي ثار حوله جدل ولغط كبيرين في الشارع الفلسطيني، فإن المجتمعين يعتبرون وجود قانون ضمان اجتماعي هو ضرورة ملحة وهي خطوة جاءت متأخرة. ولكن هذا القانون يحتاج الى التعديل والتطوير بما يلائم الوضع الاقتصادي والاجتماعي لابناء شعبنا، كما أن إحدى أهم النقاط السلبية فيه، هي أن أي قانون يحتاج الى اقرار من قبل المجلس التشريعي وحسب الدستور يعتبر أي قانون لاغ في حال عدم مصادقة المجلس التشريعي عليه، وبناء على ما تقدم فإن الحل لكل المشاكل هو انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، حتى يتم تفعيل مؤسسة المجلس التشريعي والتي لها الحق في اقرار أي قانون. حيث يتم مناقشة أي قانون في العلن وليس داخل الغرف المغلقة ، كما يجب اشراك النقابات العمالية الحقيقية في دراسة هذا القانون وليست النقابات المسيطر عليها من قبل المنتفعين والفاسدين والتي لا تخرج قيد أنملة عن سياسية السلطة الاقتصادية والاجتماعية.
وعلى الصعيد الاقليمي والعربي رأى المجتمعون أن ما يجري في سورية حالياً هو نهاية للحرب عليها والتي أدت الى تدمير البنية التحتية وتهجير نصف شعبها ومقتل مئات الألوف نتيجة للعدوان المستمر والغاشم من قبل الولايات المتحدة الامريكية والرجعيات العربية ممثلة في دول الخليج وتآمر صهيوني وتركي، لكن صمود الجيش والشعب السوري في هذه الحرب أسقط كل مؤامرات التقسيم ضدهها وأحبط أهدافهم الدنيئة في تقسيمها على أسس عرقية وطائفية، ولكن هناك معركة أخرى ستبدأ في سورية وهي معركة إعادة الاعمار والتي تحاول الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها واتباعها افشالها من خلال الضغط على الدول التي من المتوقع أن تساهم في اعادة اعمار سورية وابتزاز الحكومة السورية من أجل الحصول على مكاسب سياسة لم تحققها الولايات المتحدة وحلفائها من خلال الحرب المدمرة التي استهدفت بها سورية، كما ناقش المجتمعون الأوضاع في اليمن الشقيق والذي يتعرض منذ عدة سنوات لحرب همجية وارهابية من قبل النظام السعودي الفاشي وحلفائه بما يسمى التحالف العربي، ولكن رغم ارتكاب العديد من المجاز بحق الشعب اليمني العظيم وحصاره جوا وبرا وبحرا، إلا أن النظام السعودي وحلفائه عجزو عن تركيع هذا الشعب العظيم رغم عظيم التضحيات، حيث دان المجتمعون ما يتعرض له الشعب اليمني من تجويع ممنهج من قبل النظام السعودي وحلفائه، في ظل تواطوء دولي وعربي تجاه هذا الشعب العظيم، لكن النصر بالنهاية سيؤول للشعب اليمني وقواه الحية والتي ستتمكن من دحر العدوان وهزيمته واعادة بناء اليمن الحر والسعيد فعلا. كما ناقش المجتمعون تصفية النظام السعودي للصحافي السعودي خاشجقي في القنصلية السعودية في استطنبول، واعتبروا أن ما قام به نظام آل سعود يدل على قمعية، دكتورية ورجعية هذا النظام، والذي لا يقبل بأي رأي مخالف له حتى لو كان من داخل أركانه، وقد عرت هذه الجريمة نظام آل سعود بالكامل أمام المجتمع الدولي حتى بات أقرب حلفائهم في الغرب في موقف حرج نتيجة لهذه الجريمة البشعة، ورأى المجتمعون أن ارتدادات هذه الجريمة سوف تطال العائلة المالكة في "السعودية" ومن الممكن أن تؤدي في النهاية إلى هزيمة المشروع الوهابي في المنطقة وانكفائهم الى الداخل، وبهذا سينتهى فصل مظلم عم العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط نتيجة لعدوانية آل سعود، والذي كان المستفيد الأول والأكبر من سياستهم في المنطقة هو الكيان الصهيوني الذي كان الحليف الخفي لهم سواءً في المنطقة أو حتى داخل الادارة الامركية.
على الصعيد الدولي ناقش المجتمعون آخر التطورات على الصعيد الدولي والتي كان آخرها الحرب التجارية التي بدأت بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة والصين من جهة أخرى، أو يمكن القول بين الولايات المتحدة الامريكية والعالم أجمع، وهذا يدل على المأزق التي وصل إليه النظام العالمي اليوم فكل دولة من دول المركز تحاول تصدير أزمتها للخارج أما من خلال حروب تجارية واجراءات حمائية من أجل حماية صناعاتها منتجاتها، أو من خلال حروب استعمارية من أجل السيطرة على الموارد والثروات الهائلة التي تتمتع بها دول العالم الثالث، وما الصراع على الشرق الاوسط الا صراع على الموارد وطرق الامداد حيث كل طرف يحاول أن يبسط سيطرته على طرق هذه الموادر أو منابعها من أجل فرض هيمنته على العالم ، كما رأى المجتمعون أن الصراع الطبقي اليوم يزداد حدة وشراسة وعلى عاتق الطبقة العاملة وأحزابها العمالية والشيوعية قيادة دفة الصراع الطبقي في وجه البرجوازية والبررجوازية الصغيرة التي ترفض الدور الثوري للطبقة العاملة تارةً أو ترفض الاعتراف بوجود طبقة عاملة تارة أخرى، وذلك بزعمهم أن هناك تتطور في وسائل الانتاج وأن الاكتشافات التكنولوجية للعصر الجديد، وتعزيز المعلوماتية ومجال الروبوتات تعرض على أنها معطيات جديدة قضت على الصراع الطبقي، وأنه لم يعد موجودا ولذلك نلاحظ أن منظري البرجوازية الصغيرة يحاججون أن مفاعيل ما يسمى الصراع الطبقي انتهت، وعلى هذا النحو يخلص التنظير البرجوازي الصغير إلى استنتاج لا علمي قائل بنهاية الطبقة العاملة، وفي نفس الوقت يكشف هذا التنظير عن خوف البرجوازيين من تصعيد الصراع الطبقي وإقامة السلطة العمالية.

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني