تقرير البصرة - البائس -ليس الا مجرد كلام


على عجيل منهل
2018 / 10 / 18 - 21:48     

- تقرير - صادر عن اللجنة المشكلة من قبل قيادة العمليات العراقية المشتركة بأمر رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، حول الأحداث التي وقعت في محافظة البصرة في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، عن وجود “مندسين” بين المتظاهرين، أقدموا على حرق مقرات الأحزاب وفصائل “الحشد الشعبي” والقنصلية والإيرانية. وفيما تحدثت شرطة البصرة عن “تيار ثالث”، يقف وراء عمليات الحرق،-

لجنة شكلها السيد حيدر العبادى -

و- لجنة التحقيق التي أمر العبادي بتشكيلها والمؤلفة من غرفة عمليات وزارة الداخلية، وقيادة العمليات المشتركة، وقيادة القوة البرية، وجهاز الأمن الوطني، والمخابرات، واستخبارات وأمن الدفاع، والاستخبارات العسكرية، قد باشرت عملها في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.
ومن بين أهم الخلاصات التي خرج بها التقرير المذكور، هي عدم استخدام القوة النارية من قبل الأجهزة الأمنية وأن الشهداء والجرحى الذين سقطوا في المظاهرات من المدنيين والأجهزة الأمنية كان نتيجة إطلاق النار من قبل “عناصر مندسة”. وهي خلاصة يرفضها جملة وتفصيلا أغلب النشطاء في البصرة. لكنه لفت إلى أن “العناصر المندسة كانت تنتمي لأحزاب مختلفة”.
وعن عدد الضحايا الذين سقطوا في مظاهرات البصرة، ذكر التقرير أنهم تسعة، فضلاً عن إصابات عديدة في صفوف القوات الأمنية. -
وبدا التضارب واضحا في تصريحات القوات الأمنية في البصرة، أمس؛ فبعد حديث التحقيق الحكومي عن مندسين، أعلنت شرطة البصرة عن أن “التيار الثالث” هو المسؤول عن عمليات الحرق. وقال مدير عام مديرية الشرطة في المحافظة الفريق رشيد فليح نجم خلال مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء: إن “القوات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على المتورطين بأعمال الحرق والتخريب التي رافقت المظاهرات التي شهدتها البصرة، وإنهم ينتمون إلى (التيار الثالث)، وعدد الذين تم القبض عليهم سبعة، أحدهم الأمين العام”.-
مندسّين-وبأنهم القتلة والمخربون ومشعلو الحرائق.. هذا كلام - معروف و-قيل سابقا. رئيس الوزراء حيدر العبادي ومساعدون له ومسؤولين في محافظة البصرة قالوا مثله، بل إن العبادي أشار الى عناصر مسلحة من”أحزاب وميليشيات”بوصفهم المسؤولين عن أعمال القتل والحرق والتخريب. ما كان منتظراً هو أن تكشف اللجنة الحكومية في تقريرها تفاصيل مفيدة في هذا الصدد.-
قضيّة الجوهريّة التي أنشئت اللجنة الحكومية من أجلها لا يعكسها التقرير، - التقرير يُبرِّئ عناصر الأمن من أيّ عمل أدى الى قتل أيّ شخص.. هل هذه هي غاية تشكيل اللجنة؟..--
- ولنبرّئ عناصر الأمن من أي عمل جرمي، لكن هناك قتلى وجرحى بالعشرات.. التقرير يتّهم”مندسّين”بأنهم القتلة والمخربون ومشعلو الحرائق.. -- -
- التقرير، بصيغته هذه،فاقد القيمه - فهو يعيد الى الأذهان نتائج أعمال العشرات من اللجان التحقيقية المُشكّلة على مدى الخمس عشرة سنة الماضية، التي لم تنته أعمالها الى نتائج ذات قيمة. وهذا التقرير، كما مثيلاته السابقة، له مردود سلبي في الواقع، فهو يعزّز الشعور بعدم الثقة بالدولة وأجهزتها الأمنية والإدارية، فضلاً عن أنه لا يفيد في شيء على صعيد أخذ العبرة مما حصل في البصرة وتجنّب تكرار ما حدث مستقبلاً.-
علينا أن نعي مسؤوليتنا كاملة تجاه الناس والوطن ، ونسعى بكل ما نمتلك من ضمير حيّ ــ إن وجد حقاً ؟! ــ لرفع الحيف والمعاناة عن شعبنا ، وتحسين الخدمات كافة !
الشعب أمانة في أعناق مسؤوليه - والتقرير بعد هذا وذاك- ليس الا مجرد كلام -