المنظمة الشيوعية الماوية في مفترق الطرق:(اما الماوية او الارث التصفوي)


محمد علي الماوي
2018 / 10 / 10 - 21:05     

المنظمة الشيوعية الماوية في مفترق الطرق:(اما الماوية او الارث التصفوي)
أصدرت المنظمة الشيوعية الماوية بيانا بتاريخ 9سبتمبر 2013 تبرأ منه البعض واعتبروه بيانا تصفويا لايلزم المنظمة وأكدوا على ان آخر اصدار لهذه المنظمة يتمثل في منشور بتاريخ 2 اوت من نفس السنة.يتضح من خلال هذه البيانات والبيانات المضادة الصادرة على المواقع الاجتماعية ان المنظمة تشهد صراعا داخليا(انشقاق وتأسيس منظمة العمل الشيوعي).فهل ستتجه العناصر الشيوعية الماوية نحو الحسم الفعلي في التصفوية (والانظمة الوطنية المزعومة والاسلام السياسي الوطني والنزعة التجريبية العفوية) ام ستواصل في نفس النهج وتكتفي بمجرد تعديل للارث التصفوي الذي طالما أضر بسمعة الخط الشيوعي الماوي ؟(انظر نقد خط المنظمة المنشقة:منظمة العمل الشيوعي في الحوار المتمدن لنفس الكاتب)

حسم الخط الماركسي اللينيني الماوي في الطرح التصفوي سنة 1987 اثر الانقلاب الابيض في تونس بعد صراع دام عامين(انظر التصفوية من المزايدة الى الانهيار) واتهم هذا الطرح التصفوي الخط الشيوعي الماوي بالتروتسكية والشرعوية والكتلوية وتبنت العناصر التي شكلت فيما بعد المنظمة الش الماوية هذا الطرح على امتداد السنين ثم قطعت مع التصفوية تنظيميا في المنتصف الاول من التسعينات لكنها حافظت على الارث التصفوي الذي طبع نصوصها(انظر الملحق) كما اثبتت الوقائع وجود هذا التيار التصفوي صلب المنظمة والذي يبدو قد وقع الحسم فيه حسب البيانات الصادرة في الفياسبوك.لكن رغم تبرأ الم الش الماوية من البيان الصادر باسم المنظمة بتاريخ 9سبتمبر2013 والذي يحمل بصمات التصفوية(الحديث عن الاسلام السياسي الوطني وعن الانظمة الوطنية وانجازاتها...) فانها اصدرت فيما بعد بيانا دون هوية للتدليل على تملصها من الهوية الشيوعية كما كانت تفعل التصفوية سابقا تحت تعلات مختلفة - هذه التصفوية التي تشكلت بعد الانتفاضة في "حركة النضال الوطني".فماهي خلافاتنا مع التصفوية في ثوبها الجديد والمتجدد؟ انها تكمن فيما يلي حسب فهمنا لجوهر الوثائق المطلع عليها.
1-الاسلام السياسي
رغم إقرار هذه المجموعة التصفوية بان الدين أفيون الشعوب فان هناك قطيعة صارخة بين ما هو إيديولوجي والموقف السياسي إذ باسم التخصيص على الوطن العربي و"خصوصيات الدين الإسلامي" يتحول الدين إلى عامل أساسي في تشكل الأمة وتصبح القيادات الإسلامية والطائفية قيادات وطنية بمعزل عن برنامجها الحقيقية ويتهم الموقف الشيوعي بالتطرف والتروتسكية وعدم فهم مدلول العروبة والإسلام في الوطن العربي.
إن موقف الأحزاب الشيوعية من الدين واضح تمام الوضوح كما أن تصرف الأحزاب الشيوعية سابقا(مع عدم اعتبار الاحزاب التحريفية المسماة زيفا شيوعية) وحاضرا مع حركات الاسلام السياسي واضح كذلك ومرتبط أساسا بمدى معاداة الاستعمار والعمل على القضاء علية والموقف من مطالب الجماهير وطموحاتها نحو التحرر والموقف من الديمقراطية الشعبية والاشتراكية عموما. إن الأحزاب الماوية الحالية تقف ضد الحركات الاخوانجية وضد القيادات الطائفية التي تستعمل الدين من اجل الوصول إلى السلطة وإبقاء الجماهير في واقع الهيمنة والتخلف وهي مرتبطة بالف خيط بالدوائر الامبريالية.
إن التصفوية الجديدة تعتبر أن هذه المواقف خاطئة وأن الأحزاب الماوية الحالية لم تفهم جميعها مسالة الدين الإسلامي والاسلام السياسي تحديدا وخصوصياته وحسب هذا المنطق الاعرج يصبح موقف الشيوعيين الأفغان ضد طالبان خاطئا وموقف الشيوعيين الأتراك من حزب اردوغان خاطئا كذلك وموقف الش.في العراق من الصراع الطائفي -الشيعة والسنة- خاطئا كما أن موقف الش. في إيران من الإسلام خاطئا....إن الشيوعيين حسب التصفوية الجديدة لم يفهموا شيئا من خصوصيات الإسلام ومن خصوصيات العروبة وفهمت التصفوية في ثوبها الجديد هذه الخصوصيات وباسم هذه الخصوصيات تعتبر القيادات الطائفية المبنية على أساس الإسلام السياسي قيادات وطنية (حماس ثم جناح من حماس- الجهاد - حزب الله-..) وفي المقابل لايهمها واقع الشيوعيين ولا كيفية الخروج من الحلقية وواقع التشرذم.
إن الفرق شاسع بين الحركات الإسلامية المبنية على أسس دينية وبين الحركات الوطنية التي تعتنق الإسلام كدين ولا ترى مانعا من التحاق قوى مدنية أخرى.كما أن الفرق شاسع بين القيادات التي لها برامج لا علاقة لها بالتحرر الوطني بل مرتبطة أساسا بالصراع على السلطة في اطار النظام الاستعماري الجديد وبين الجماهير والحركة الجماهيرية التي تظل تحت تأثيرها وان يمكن دعم الحركات الشعبية والتنويه بالكفاح المسلح ضد العدو والتأكيد على أن الحرب الشعبية هو طريق التحرر فانه لا مجال لتزكية القيادات الطائفية الرجعية أو الرموز الدينية المتخلفة التي لا علاقة لها بحركة التحرر لان تزكية هذه الرموز الرجعية يعني مغالطة الجماهير وإيهام الجماهير بان مثل هذه الرموز الرجعية هي رموز وطنية وهي البديل الوطني في وجه الاستعمار المباشر أو غير المباشر وهو موقف خطير للغاية لأنه ينوه بقوى مناهضة في الحقيقة لمصالح الشعب قوى تستغل الشعور الديني للجماهير من اجل الوصول إلى السلطة لا غير وإبقاء الجماهير على جهلها ترزح تحت النير الامبريالي كما انها مواقف تنوه بالانظمة العربية التي حكمت الشعب بالحديد والنار وقتلت الشيوعيين( الاسد- صدام- القذافي- النميري...)
إن الموقف الشيوعي هو دعم النضال ضد العدو الصهيوني و ضد نظام الاستعمار الجديد ومن يمثله محليا ومساندة المقاومة المسلحة وصمود الجماهير في وجه العدو مع ضرورة التباين كلما سمحت الفرصة بذلك مع قيادات الاسلام السياسي الرجعي وكشف ارتباطها بالامبريالية من جهة و ببعض الأنظمة الرجعية من جهة اخرى.
إن احترام عقيدة الجماهير واعتبارها مسألة شخصية لا يعني بالضرورة التذيل لعفوية الجماهير والتقديس للحركة العفوية واعتبار الدين-وتحديدا الاسلام السياسي- أمر مفروغ منه لا مجال لمعارضته بأية حال من الأحوال بتعلة احترام هوية الشعب المسلم.إن إمكانيات التباين مع القيادات الإسلامية عديدة لان الأحداث اليومية توفر المعلومات الكافية التي تكشف ارتباط هذه القيادات بالأنظمة العربية العميلة ومناهضة هذه القيادات لكل ما هو وطني فعليا وديمقراطي بل يصل بها الأمر إلى قمع الشعب وفرض المنطق الطائفي ورفض منح النشاط الديمقراطي باسم الدين والنظر إلى المرأة بصورة دونية الخ...من المآخذ التي تكشف حقيقة هذه القيادات والتي لا يجب السكوت عنها كما يفعل التيار التصفوي.(تناقض بعض التيارات الدينية مع الامبريالية ظرفي في اطار صراع مواقع اقليميا لايندرج في اطار التناقض امبريالية –شعب)
2- مسالة الأنظمة العربية
إن 80 بالمائة من الورقة المقدمة تدافع عن البرجوازية الوطنية وعن الأنظمة الوطنية وجاء في النقطه الأولى(1-انظر المرجع اسفله) أن عدم وجود أحزاب شيوعية جماهيرية يرجع أساسا إلى عدم فهم الإسلام والعروبة وهو أمر خاطئ تماما إذ أن العديد من الأحزاب الشيوعية العربية كانت جماهيرية غير أن الظروف الدولية جعلت البعث مثلا والقومية العربية تمسك بالسلطة وتنكل بالشيوعيين دون رحمة (مصر-العراق- سوريا-السودان...)
تتهم النقطة الثانية الشيوعيين بأنهم لم يفهموا قضية البرجوازية الوطنية وبسبب عدم الفهم هذا ظلت الأحزاب الشيوعية معزولة عن الجماهير كما تعتبر أن الأحزاب الشيوعية نفت المكاسب التي حققتها الأنظمة الوطنية.
إن هذه العناصر تخلط بين فترتين لا علاقة لهما إذ أننا نتحدث عن البرجوازية الوطنية حاليا وليس في فترة الخمسينات وعوض الدفاع عن الحركة الشيوعية وعن مواقفها فان هذه العناصر تدافع عن البرجوازية الوطنية التي ولى عهدها وهي وان ظلت حليفا في حدود معينة وليس في المطلق فلا يمكن اعتبارها طبقة قائدة لها مستقبل وقادرة على تحرير الشعب من الهيمنة الامبريالية والرجعية.إن التمسك بالبرجوازية الوطنية وبعهدها الذي ولى بلا رجعة لا يستحق اى تعليق في حين يقع السكوت التام عن الشيوعية وعن واقع الشيوعيين وكان العهد لم يحن بعد للكلام عن التنظيمات الشيوعية.
تدافع النقطة الثالثة عن الظاهرة الإسلامية التي افرزها الواقع وارتباط الإسلام بالبرجوازية الوطنية ويعزى تقهقر البرجوازية الوطنية إلى تراجع الاشتراكية فهل أن هذه العناصر تتكلم باسم الشيوعية أم باسم البرجوازية الوطنية؟
تتهم النقطة الرابعة الماوية في تونس بأنها تهاجم البرجوازية الوطنية من جهة وتتحالف مع الانتهازية من جهة ثانية .لقد قدمنا وجهة نظرنا مدونة حول الموقف من الاوطاد وهو موقف واضح لا غبار عليه و إن فرضنا جدلا أن هناك تحالف فما ابعد الاوطاد عن خطر الإخوان وما ابعد الاوطاد عن خطر الأنظمة العميلة.إن المقارنة في غير محلها.وتذكر الورقة أن- المراهنة غير سليمة لأنها تفصل النضال ضد الامبريالية عن محاربة الانتهازية- في حين أن هذه العناصر تدافع عن أكثر الحركات رجعية وعن الأنظمة العربية العميلة التي يشهد تاريخها بالجرائم المرتكبة ضد الجماهير وخاصة ضد الشيوعيين.
وتنتهي الورقة في النقطة الخامسة بالتأكيد على أن المرجعية هي الارتباط بخصوصيات الواقع فلا مرجعية إيديولوجية ولا مواقف أممية ولا شيء غير القبول بالواقع كما هو ولا يجب دراسته ولا يجب تغييره.إن الماركسية لا تفسر الواقع ولا تتذيل إليه بل تعمل على تغييره هذا ما لم يخطر على بال التصفوية الجديدة.
إن ما يثير الانتباه في الورقة هو عدم تناول وضع الشيوعيين وعدم الحديث إطلاقا عن واقع التنظيمات الشيوعية عموما وعن الواقع القطري تحديدا وعدم تناول المهام المطروحة حاليا على الشيوعيين بل أن طرحها يختصر حسب هذه العناصر في قضية التخصيص على الواقع "العربي الاسلامي" وقضية فهم أبعاد الإسلام وخصوصيات الوطن العربي. ولنا الحق في التساؤل هل أن هذه العناصر تتحدث باسم الشيوعية وتحاول طرح كيفية النهوض بالحركة الشيوعية أم تتحدث باسم البرجوازية الوطنية وباسم التيارات الإسلامية؟
لقد خضنا صراعا منذ أكثر من 20 سنة خلت ضد التصوفية ولنا نص "التصوفية من المزايدة إلى الانهيار" وهو نص وضع حدا فاصلا بين الم.الل.الم. وبين التيارات الاسلاموية والقومجية والتي لا زالت تزايد بالماركسية وتتغطى بطبيعة المرحلة لتتهرب من التنظم الشيوعي مقابل اللهث وراء الجبهات.
والى جانب اختلافنا الواضح مع التصوفية فان منظرونا إلى الخاص والعام يختلف كما أن مفهومنا للجبهة يختلف كذلك هذا فضلا عن اختلافنا حول طبيعة المرحلة ولدور البرجوازية والإقطاع و إن كان مستنيرا.
ففي حين نعتبر أن الجبهة هي جبهة الطبقات الثورية جبهة تكون فيها الجماهير فاعلة وليست جبهة الأنظمة أو مؤتمر الشعب العام والمؤتمرات الأخرى الرسمية والتي لا علاقة لها بالجبهة الوطنية.أما فيما يخص الخاص والعام فان العناصر تقر قولا بالمقولات الماركسية لكنها تناقضها كليا في الممارسة العملية وخاصة في بلورة الموقف السياسي الذي يأتي في تناقض والخط العام وهذه القطيعة بين الخاص والعام تكشف في الحقيقة عدم تمكن المجموعة من النظرية الثورية ولتغطية عجزها على التحليل الطبقي الملموس ترفع شعار تخصيص الشيوعية على واقع الاسلام والعروبة لتبرر تعاملها مع ما اسمته بالاسلام الوطني والانظمة الوطنية وهي بذلك تزكي سياسات اكثر القيادات رجعية ولاتتحرك بهوية شيوعية
لقد ادعت هذه المجموعة التصفوية ان الحوار انقطع من جانبنا في حين انها المسؤولة على قطع الحوار نظرا لخطها الاسلاموي القومجي والنقابوي وقد بادرنا باعادة الحوار اثر انتفاضة 17 ديسمبر واعرب المتحدث باسم التصفوية انه مستعد لفتح الحوار من جديد بصفة ثنائية فقط ورفضه توسيع الاطار. قبلنا بذلك لكن بعد
الاحتفال بغرة ماي2013 ورفع صور ماوتسي تونغ ثارت ثائرة التصفوية واحتجت على ذلك واعتبرت رفع صور ماو في اليوم العالمي للشغل ضربا من اليسراوية يتناقض ومعتقدات "الشعب العربي المسلم"حسب ادعائها وقطعت الحوار واشترطنا مواصلة الحوار بمدنا بالبرنانج السياسي لهذه المجموعة التصفوية لكنها رفضت ذلك.



(1)المرجع:
الوثيقة "التصفوية" دون عنوان بتاريخ 29- 07- 2007
مقتطفات من مراسلة المجموعة التصفوية الجديدة المتحدثة زيفا باسم الشعلة- "… وجود اختلافات جوهرية حول العديد من النقاط برزت بعد اطلاعنا على البرنامج السياسي(برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية) وعلى العديد من النصوص السياسية وكذلك نشرة "الديمقراطية الجديدة"(عدد مارس 2007) (...) أجمع كل الرفاق الذين طالعوا هذه الادبيات على النقاط التالية والتي تشكل محاور صراع واختلاف بيننا:
1- (...)
2- ان الهجوم على تجارب الانظمة الوطنية العربية ونعتها بالعمالة ونفي المكاسب التي راكمتها هذه التجارب في مسيرة النضال القومي العربي التحرري والتركيز على تذبذب البرجوازية الوطنية وميولها للتعامل مع الاعداء والمهادنة هو قراءة غير سليمة للواقع العربي يتخذ من التجذر اللفظي غطاءا لانحراف خطير أرهق الحركة الشيوعية العربية وعزلها عن الجماهير في مقطة جوهرية وهي مسألة الموقف من البرجوازية الوطنية وانعكاس ذلك على العمل الجبهوي ومكونات الجبهة الوطنية.
3- أفرزت خصوصيات الواقع العربي ظاهرة الحركات الاسلامية التي شهدت بدورها العديد من التطورات خاصة بعد اسقاط نظام الشاه ايران واندلاع الانتفاضة في فلسطين.ان رفع شعار "محاربة الظلامية" وتكريسه عمليا باعلان الحرب على كافة الحركات الاسلامية المقاومة ومجاهدة كانت ام متخاذلة وعميلة يرتبط ارتباطا وثيقا بفهم غير صحيح لمسالة البرجوازية الوطنية ولدور الاسلام على الصعيد العربي وللعلاقة الجدلية الموجودة بيم تطور حركة الصراع الطبقي دوليا وتجذر أو تقهقر البرجوازية الوطنية(....)
4- ان الهجوم الشديد على البرجوازية الوطنية واقصائها من الجبهة الوطنية يقابله وهم بامكانية انخراط اطراف انتهازية في الجبهة الوطنية الديمقراطية مثل "الوطد" تلك المجموعة التي عرفت بعدائها للماوية وبارتباطاتها المشبوهة بالدوائر الرجعية والبيروقراطية النقابية وبرفضها للتنظم ومساهمتها الواضحة الى جانب "الوطج" والتصفويين في حرمان الطلقة العاملة من بناء حزبها ومن سيادة برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية.
5 -(...)
لذلك نعتقد ان وحدة الماركسيين اللينينيين الماويين لايمكن ان تقع فقط على قاعدة المرجعية الايديولوجية او على قاعدة مواقف اممية قد لاتكون دائما مصيبة في تحاليلها وانما على قاعدة الممارسة والارتباط الوثيق بخصوصيات الواقع العربي ومتطلبات النضال الوطني الديمقراطي العربي."

محمد علي الماوي
نص بتاريخ سبتمبر 2013
الحلقة الثانية: نقد برنامج المنظمة الشيوعية الماوية