تطور الموسيقى والاغنية العراقية


وليد يوسف عطو
2018 / 10 / 6 - 17:26     

تطور الموسيقى والاغنية العراقية

الاغنية العراقية نتاج للبيئة العراقية المتنوعة من الجبل والسهل والصحراء والاهوار ,وبيئة المدينة العراقية . ان تنوع البيئة العراقية اثرى الاغنية العراقية.ان الانفتاح السياسي والاجتماعي – الثقافي والحداثة التقنية المتمثلة بشركات الانتاج اسهما في تطور الاغنية العراقية .

لقد كانت الانتقالة الابرز تمثلت في وصول الشريف محي الدين حيدر الى العراق واشرافه على تاسيس معهدالفنون الجميلة بطلب من الحكومة العراقية الملكية عام 1926 والذي وضع اسس نقل الموسيقى من الشفاهية الى عمل معرفي مدروس .

لقد تم تحديد مهمات المعهدبالمهام التالية :
1 – طريقة قبول الطلاب ودراستهم في المعهد للنظريات والالات الموسيقية .
2 – الموسيقى الوطنية وطريقة تنشيطها .
3 – احياء النشيد الموسيقي في المدارس الابتدائية .
4 – رفع مستوى الموسيقى ودورها في ترقية النفوس .

لقد كان من ابرز تلامذة الشريف محي الدين حيدر ابرز العازفين والموسيقيين العراقيين امثال جميل بشير وسلمان شكر ومنير بشير وغانم حداد وغيرهم.ان الحدث الاجتماعي – السياسي المهم كان تشكيل الدولة العراقية عام 1921 ,لذا يجب مقارنته مع حدث اخر مهم وهو انهيار التراتبية الاجتماعية والقيمية والفكرية للمجتمع العراقي بعد 14 تموز 1958 ووصول الرموز الشعبية الى السلطة , فضاعت الاشكال الروحية في زمن الوضع الاجتماعي.

ومع غياب التنافس بين شركات القطاع الخاص في الوسط الفني وتحول الفنون والثقافة الى سيطرة الدولة واستخدام الموسيقى في الدعاية السياسية اصبح بامكان المسؤول الامي ذوقيا ان يحدد اشكال الغناء والموسيقى الذي يجب ان تسمعه ( الجماهير )اعتمادا على وظيفته التي كرستها لا الكفاءة , وانما الولاء للسلطة .

يقول الباحث والناقد الموسيقي علي عبد الامير عجام في كتابه:
( رقصة الفستان الاحمر الاخيرة :سبعة عقود من تاريخ العراق المعاصر عبر الغناء والموسيقى )- ط1 – 2017 – منشورات المتوسط – ميلانو – ايطاليا :

(وازاء سيطرة الدولة على مرافق الانتاج الفكري والفني ,ضاعت المبادرة الفردية المبدعة ,لتنضوي في مهمات تجميل الخطاب السياسي ,وتصبح تابعا ذليلا له .في مثل هذه الاجواء ضاع الشكل المديني للاداء ,ضاعت الملامح بين موجات الهجرة الى المدينة من الريف , وضاعت الاغنية البغدادية , في نهاية الستينات ,واصبح ابن المدينة يسمع اغنيات , لاتخفي لهجتها الريفية , او البدوية , في الوقت ذاته , التي بدات الاصول الفلاحية والبدوية تتحكم في نمط حياة المجتمع والبلد ككل ).

ان الموسيقى الرصينة ظلت عصية بعض الشيء على موجة فوضى التحولات الاجتماعية والذوقية ,اولا , لقوة خبرة فنانيها ,وثانيا لرسوخ الاصالة اللحنية لاشكال موسيقية مثل المقام العراقي , وللتركيبة الاجتماعية التي لم تتمكن موجات العنف والاجبار القسري ( الثورات الوطنية )من زعزعة انتظامها بصورة كلية ,فظلت في العراق اشكال اساسية تنتج الموسيقى والغناء مثل المقام العراقي .ومن رموز المقام العراقي :محمد القبانجي , يوسف عمر ,ناظم الغزالي الذي اعطى المقام طابع الاغنية الراقية ,مثلما قدم المقام بصورة عصرية , غيرت الصورة التقليدية لقراء المقام شبه الاميين ثقافيا والمعتمدين على الموهبة الفطرية .

اتفق مع الباحث علي عبد الامير عجام بان الانقلابات العسكرية والتحولات بعد 14 تموز 1958 سببت انحدارا فنيا في الموسيقى العراقية ,لكن ذلك لم يمنع من ظهور اتجاهات حداثية قوية مثل ظهور الفرقة السيمفونية العراقية الى جانب الغناء والمقام العراقي باشكالهما المختلفة.

اول اغنية حب في التاريخ كانت سومرية

كشف المؤلف والباحث الموسيقي وعازف القانون سالم حسين الامير في محاضرة له تخللتها عزف على الة القانون اواخر تسعينات القرن الماضي ,حيث كشف عن نص غنائي يعد اول اغنية حب في التاريخ تولت ترجمته وغناءه وعزفه على القيثارة السومرية البروفيسورة ( ان كيلر )الاستاذة في جامعة شيكاغو .

لقد كانت الموسيقى جزءا من عبادة سكان العراق القدامى , سكان بلاد مابين ىالنهرين ,بطقوسهم الدينية المختلفة .ان الموسيقى دخلت جداول الدروس في المدارس الدينية الخاصة بالكهنة لتخريج موسيقيين متخصصين في الموسيقى الدينية , وهو ماتسير عليه الكنيسة المسيحية في الوقت الحاضر.

ولقد اعتنى الملوك بالموسيقى ووضعوا مناهج لدراستها من قبل الامراءوالاميرات في مدارس موسيقية وفق نظريات موسيقية عثر على بعض مدوناتها في(اور ) و ( اشور ) في نصوص الكتابات المسمارية . كما عثر على نصوص رياضية تتعلق بالسلم الموسيقي لبلاد مابين النهرين.
يشير الباحث والناقد الموسيقي وعازف الة القانون الاستاذ سالم حسين الامير ان علماء الاركيولوجيا والباحثين من المان وانجليز واميركان وفرنسيين اتفقوا على ان السلم الذي عثروا عليه كان سباعيا , وان اصل السلم الفيثاغوري يرجع الى البابليين الذين وضعوه قبل الاغريق ,وهنالك بعض نصوص مسمارية تتضمن نوطات موسيقية ونصوص غنائية .

وقد تعلم سالم حسين الامير اللغات البابلية والاشورية لكي يتعمق في فهم النصوص الموسيقية والغنائية وصولا الى كتابة رؤية موسيقية خاصة به تحاكي الامتدادالتاريخي والانساني في حضارة وادي الرافدين .ثم اسمع سالم حسين الحضور اول اغنية حب في التاريخ ,واعتقد ان نشيد الانشاد التوراتي العبراني مقتبس من هذا النص الرافديني .

ايها العريس .. حبيب انت الى قلبي
وسيم انت جميل .. حلو كالعسل
ايها الاسد ..حبيب انت الى قلبي
وسيم انت جميل .. حلو كالعسل
لقد ملكتني ,فدعني اقف امامك واجفة
ايها العريس ,هلا حملتني معك الى المخدع
ايها العريس , دعني اضمك الي
دعنا نتمتع بهذه الوسامة الحلوة
ايها العريس , لقد تمتعت وابتهجت معي
فاخبر امي , وستقدم لك الطيبات
وابي سيغدق عليك الهبات
روحك , انا ادري كيف ابهج روحك
قلبك .. انا ادري كيف ابهج قلبك
ايها العريس , اغف في بيتنا حتى الفجر
مادمت تحبني – ياشورس –
الذي ملا قلب ايليل غبطة
ضمني اليك

روابط ذات صلة:

مائدة نزهت –اغنية ( يا ام الفستان الاحمر ) على الرابط التالي :

https://www.youtube.com/watch?v=aU06QCeEON4