ثورة اكتوبر


منظمة الصباح الاحمر
2018 / 10 / 1 - 07:33     

راهنية دروس ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى
استهلال
انه لمن المسالم به انه لا يمكن باي حال من الاحوال الفصل بين ثورة اكتوبر الاشتراكية بروسيا القيصرية كحركة تحول كبرى اقتصادية واجتماعية وسياسية في مجرى التاريخ العالمي عامة وروسيا خاصة وبين القائد والمعلم الكبير فلاديمير التش اوليانوف لينين والامين على الخط والنهج البلشفي ستالين ومن خلفهما الحزب البلشفي ( الاشتراكي الديمقراطي الروسي ) . ولان الامر كذلك فان الحديث عن ثورة اكتوبر ودروسها هو في الصلب والقلب منه حديث عن تعاليم اللينينية وجديث عن دور الحزب البلشفي في تطوير الماركسية اللينينية بما هي نظرية الثورة في عصر الانتقال من الراسمالية الى الاشتراكية , نظرية الثورة البروليتارية في زمن الامبريالية بما هي اعلى مرحلة في تطور الراسمالية .
من هذه الزاوية وبهده الرؤية وعلى مشارف اقفال ثورة اكتوبر لحلقة مرور قرن من الزمن على انتصار البروليتارية الروسية على اعتى نظام اتوقراطي مطلق باروبا واستيلام السلطة والشروع في بناء سلطة دكتاتورية البروليتاريا تحت سام مجالس سوفييتات العمل والفلاحين والجنود الثوريين واطلاق اعظم واعمق حركة تحول في التاريخ ببناء الاسس الاقتصادية والاجتماعية للاشتراكية , الانتصار الذي علقت عليه الرجعية الحاكمة بالوطن العربي حينها بخبر يتيم " وقعت مشارجرة يوم امس بروسيا " يساؤلنا الواقع الراهن الذي تجري فيه تحولات متسارعة ومتموجة اين نحن من تعاليم لينيين واللينينية بما هي الاطار التوجيهي لحركة التجول الكبرى ( ثورة اكتوبر الاشتراكية ) ؟ كيف واين تكمن راهنية التعاليم والدروس المستخلصة من ثورة اكتوبر للاسترشاد بها في بناء نظرية الثورة الاشتراكية في عالمنا وواقعنا الراهن ؟
في دروس ثورة اكتوبر الاشتراكية .
جدير بالذكر والتاكيد ان ثورة اكتوبر الاشتراكية كانت وستظل دائما مصدر الهام للثوريين في العالم وللبروليتاريا على مر الاجيال كما كانت قبلها كومونة باريز مصدر الهام وتجربة للدراسة والبحث والتفقه لمؤسسي النظرية الماركسية والماركسية اللينينة ( ماركس وانجلز ومن بعدهما لينين )ومصدر استخلاص الدروس والعبر والتعاليم الثورية للن حركة التاريخ لن تتوقف ومعها تاتي الى مسرح الاحداث وقائع واشكالات بها ننظر ونقرا التجارب الثورية الرائدة والسابقة للشعوب وللبروليتاريا العالمية خاصة بمعنة اوضح ان قراءة التجارب والتحولات السابقة والتاريخية الكبرى جائما تتم في ضوء المكتسب من الخبرات الثورية اللاحقة واشكالات العصر والواقع المعاش والضرورية العملية والنظرية لحلها والجواب عليها وفقا لثوابت الرؤية المادية التاريخية والمنهج المادي الجدلي في تحليل الظواهر والقضايا والجواب عليها وما تفرز من مسائل ملحة . لهذا ومهما كانت عبقرية المناضلين وفقا لشروط المرحلة فانهم يبقون غير قادرين على الاحاطة بدروس ثورة اكتوبر الاشتراكية في شموليتها ومجملها لكون الامكانية لا تفتح امام حركة اشتغال الفكر الا على ما تسمح به الشروط المادية ( ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجوده الاجتماعي وانما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم ) .
ثورة اكتوبر الاشتراكية ...ثورة اممية من طراز جديد

ليست ثورة أكتوبر ثورة "في النطاق القومي" فحسب، بل هي قبل كل شيء ثورة ذات طابع عالمي، كوني، لأنها شكلت في التاريخ العالمي تحولا جذريا، صنعته الإنسانية، من العالم القديم، الرأسمالي، نحو العالم الجديد، الاشتراكي. كانت الثورات في السابق تنتهي عادة باستبدال مجموعة مستغلين بمجموعة مستغلين أخرى على رأس الدولة. يتبدل المستغلون ويبقى الاستغلال. كان الأمر على هذا النحو خلال حركات العبيد التحررية. وكان الأمر على هذا النحو في فترة انتفاضات الأقنان. وكان الأمر على هذا النحو في فترة الثورات "الكبرى"التي عرفناها في انجلترا وفرنسا وألمانيا. ولا أتحدث في هذا السياق عن كومونة باريس التي كانت المحاولة الأولى، المشرفة والبطولية ولكن غير المثمرة، للبرولتاريا لكي تجعل التاريخ يسير ضد الرأسمالية
تختلف ثورة أكتوبر عن هذه الثورات من حيث المبدأ. فهي لا تطرح استبدال شكل استغلال بشكل استغلال آخر، استبدال مجموعة مستغلين بمجموعة مستغلين أخرى، بل تطرح القضاء على كل استغلال للإنسان من طرف الإنسان والقضاء على كل مجموعات المستغلين مهما كانوا وإرساء دكتاتورية البرولتاريا، إرساء سلطة الطبقة الأكثر ثورية بين جميع الطبقات المضطهدة التي وجدت حتى اليوم وتنظيم مجتمع جديد، المجتمع الاشتراكي الخالي من الطبقات
لهذا السبب بالذات يعتبر انتصار ثورة أكتوبر تحولا جذريا في تاريخ الإنسانية، تحولا جذريا في المصير التاريخي للرأسمالية العالمية، تحولا جذريا في حركة تحرير البرولتاريا العالمية، تحولا جذريا في أساليب النضال وأشكال التنظيم وفي طريقة العيش والعادات وفي ثقافة وإيديولوجية الجماهير المستغلة في العالم بأسره. هنا يكمن السبب في أن ثورة أكتوبر ثورة من طراز عالمي، كوني. هنا أيضا يكمن سبب التعاطف العميق إزاء ثورة أكتوبر الذي تبديه الطبقات المضطهدة في جميع البلدان التي ترى فيها الضمانة لخلاصها
2/ ثورة اكتوبر العظيمة انتصار وتثبيت للفهم السليم والثوري للنظرية الماركسية ـ اللينينية .
لعل اكبر درس واهمه في تقديرنا المتواضع لثورة اكتوبر الاشتراكية والتجربة اللبلشفية في القلب منها هو تاكيد لينين قائد الثورة ومنظرها الاستراتيجي من البدايات الاولى اواخر القرن 19 على الضرورة الثورية لاعادة صياغة رؤية سلمية ثورية وعلمية للنظرية الماركسية خاصة بعد ما اشاعته النتهازية والتحريفية التي هيمنت على الاممية الشيوعية الثانية بعد وفاة المعلمين ماركس ومن بعده رفيق دربه في الكفاح انجلز من فهم تحريفي اصلاحي للنظرية الماركسية ونظرية الشيوعية العلمية والتي تمحورت في مجملها على تكريس خط تبعية البروليتاريا والحركة العمالية للفئات والشرائح البورجوازية الصغرى والمتوسطة الموشكة على الاندثار بعل تطور الراسمالية وانتقالها الى عصر الاحتكارت والامبريالية خط جعل من الانتقال السلمي الى الاشتراكية منطلقه وقاعدة ممارسته السياسية للصراع الطبقي ومن تسييد فهم ميكانكي لحركة الانتقال باعدام امكانية وضرورة العنف الثوري في تغيير التشكيلة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الراسمالية باوربا والعالم بما يستلزمه ذلك من الضرورة التاريخية لاسقاط سلطة البورجوازية الاحتكارية وبناء سلطة دكتاتورية البروليتاريا .
ولقد اخدت ثورة اكتوبر والحزب البلشفي على عاتقه دحض هذه الرؤية التحريفية واسقاطها ووالقضاء على تاثيرها ونفودها على الحركة العمالية العالمية وبروسيا خاصة وهي المهمة التي انجزها قادة الحزب البلشفي ( الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي ) بليخانوف ولينين على جبهتين متلازمتين :
جبهة صيانة النظرية الماركسية وابراز مضمونها الثوري في سياق الصراع ضد كل الوان التحريفية والاصلاحية في هذا الاطار تاتي مؤلفات واطروحات القائد لينين المتضمنة في مؤلف " من هم اعداء الشعب وكيف يحابون الاشتراكيين الديموقراطيين ". وسلسلة من المؤلفات حول الماركسية ومكوناتا ومصائرها وحول المعلم ماركس وانجلز وغيرها من الدراسات النظرية التثقيفية والسجالية ضد التحريفية والاصلاحية .
وجبهة دراسة واقع المجتمع الروسي وتحليل تناقضاته الطبقية على قاعدة تحديد نمط ونظام الانتاج الاجتماعي السائد في التشكيلة الاقتصادية والاجتماعية بروسيا القيصرية والتي صدرت في مؤلف لينين تطور الراسمالية بروسيا والتي كشف من خلالها عن القوانين الموضوعة التي تحكم تطور المجتمع الروسي القيصري وطبيعة التناقضات والطبقات الاجتماعية المكونة له ورسم الخطوط العريضة لاتجاهات تطوره وهي الدراسات والتحليل التي افضت الى صياغات استنتاجات نظرية وعملية شكلت تجاوزا لا استقرت عليه النظرية الماركسية المكونة قبله اي امكانية الثورة وبناء الاشتراكية في بلد واحد وامكانياتها في الحلقة الضعيفة في المجتمعات الراسمالية اي روسيا على خلاف ما استنتجه المعلمان ماركس وانجلز من الثورة العالمية اوامكانياتها بانجلترا والمانيا الدولتان الراسماليتان الاكثر تقدما وتطورا .
وجدير الذكر ان هذا الاستناج النظري والعملي الذي توصل اليه قائد ثورة اكتوبر وانجزته البروليتاريا الروسية بقيادة الحزب البلشفي لم يكن وليدا لعبقرية لينين او نهجا اراديا للحركة العمالية الروسية بل هو خلاصة الفهم السليم والثوري للنظرية الماركسية ـ اللينينية والفكر الماركسيـ اللينيني بما هي نظرية وفكر ستظل غير مكتملين وفي حاجة وضرورة دائما للتجديد والتطوير بالاستفادة من الممارسة الثورية للبروليتاريا العالمية اولا ومن تطور العلوم والابتكارت ثانيا والفهم الثوري للرؤية المادية للعالم والمنهج المادي الجدلي في تحليل الظواهر الفهم الذي في قراءته بالاستناد على العدة المتكونة بالانطلاق من الواقع المادي الحي والمعاش للمساك بالقوانين الموضوعية التي تحركه وتضبط اتجاهات تطوره وتناقضاته العميقة التي تختفي وراء الضواهر البارزة والسائدة وصياغة الاستنتاجات التي تشكل مرجعا وبوصلة للحركة العمالية وقيادتها الفكرية والسياسية العملية لتغيير المجتمع وليس من النصوص التي لا يمكن العودة لها الا من اجل التاصيل النظري والتاريخي لما توصل اليه تحليل الواقع التاريخي .
خلاصة القول ان درس اكتوبر العظيم الاهم والكبير يبقى وسيظل دوما : الفهم السليم والثوري للنظرية الماركسية اللينينة بما هي نظرية متجددة وفي حاجة دائمة للتطوير وفق ثوابت الرؤية المادية والمنهج الديالكتيكي , الفهم المنطلق من حركة الواقع التاريخي والذي يشكل موضوعه لصياغة الاستنتجات من اجل الاسترشاد بها في الممارسة السياسية للصراع الطبقي للبروليتارية وقيادتها الثورية الشيوعية من اجل تغيير المجتمعات باسقاط سلطة البورجوازية وبناء سلطة ديكتاتورية البروليتاريا والشروع في بناء الاسس المادية لنظام الاشتراكية الفهم الذي يستوجب قراءة النصوص والعدة النظرية وفقا للواقع من اجل تاصيل الخلاصات التي افضى اليه تحليل الواقع المادي التاريخي نظريا وتاريخيا وليس العكس بجعل الواقع يتناغم ويتطابق مع الفكر باسم الامانة العلمية بما يفرغ النظرية والفكر الماركسي اللينين نفسه من روحه الثورية ويقتل الحياة فيه ويحوله الى عقيدة جامدة . في هذا ااطار يحذر لينين بشكل دائم من تطبيق تعاليم ماركس وانجلز دون دراسة الظروف التاريخية الملموسة وخصائص الحركة العمالية في مختلف البلدان .ويلح على طريقة استيضاح الماركسية ويؤكد ان الماركسية ليست عقيدة جامدة بل مرشد عمل .
ثورة اكتوبر البروليتاريا : ضد العفوية في الممارسة الثورية وفي الضرورة لحزب شيوعي بروليتاري من طراز جديد
لقد اثبتت ثورة اكتوبر المظفرة وخاصة بعد سلسلة من المنعطفات السابقة التي شكلت قاعدة التراكم الثوري في خبرة البروليتاريا الروسية البلاشفة اي ثورة 1905 ان العفوية في العمل السياسي الثوري من منظور البروليتاريا تشكل اخطر الانحرافات والامراض التي تهدد الثورات العمالية الاشتراكية في العالم وهو ما جعل من قادة الثورة البلشفية ينبرون لاعلان الصراع ضد كل النزعات التحريفية التي مجدت العفوية ونظرت لها من داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي نفسه والتي اتخدت لنفسها شتى العناوين والتمظهرات تارة الاقتصادوية باعتبارها للنضال الااقتصادي للعمال هو هو نفسه الصراع الطبقي عينه للبروليتارية وفي رفض شرط الانتظام في منظمات الحزب والانضباط الحديدي الشيوعي في حقل التنظيم و الدفاع عن الميوعة ومحو الفواصل المبدئية بين خطوط الصراع داخل الحزب والحركة العمالية والدفاع عن تعدد النزعات والتيارات ومناهضة الوحدة الفكرية والبرنامجية والساسية التنظيمية للحركة العمالية والتي لا يمكن ان تتبلور الا في اطار حزب عمالي من طراز جديد ولقد انتجت ثورة اكتوبر في صيروتها غزارة من الادبيات التي اماطت الغبار عما لحق بالنظرية الماركسية من تشويهات وتحريفات خاصة من طرف البرنشتانية واتباعها وكل التيارات البورجوازية الصغيرة التي جعلت من شعار حرية النقد سندها في ذلك ولعل مؤلف ما العمل وقبله وثيقة بما نبدا وتصريح هيئة تحرير الاسكرا وزاريا وبرنامجنا وغيرها من المؤلفات عنوانا بارزا لهذه الفترة المفصلية من صيرورة الثورة البلشفية , حيث تصدت الثورة البلشفية بقيادة لينين والحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي الى مهمة بناء حزب ثوري عمالي من طراز جديد من خصائصه النوعية المميزة عن باقي الاحزاب التي سادت طيلة مرحلة ما قبل الاممية الشيوعية الثالثة :
منظمة من الثوريين المحترفين
برنامج اشتراكي ديمقراطي على قاعدة البيان الشيوعي لماركس وانجلز وعصبة الشيوعيين
وحدة القيادة والتوجيه والفعل الميداني الموحد والمنهاجي تحكمه قواعد الانضباطي الحديدي ومحاربة الشلل والنزعات الحلقية
وجعلت الثورة وقيادتها من الضرورة العملية لانتظام اصدار مجلة للدعاية وجريدة سياسية لعموم روسيا للتحريض سلاحها واداتها المركزية والرئيسية لبناء الحزب الثوري الجديد وقيادة الصراع الطبقي بكل اشكاله وتوحيده وتوجيهه نحو الافق الثوري المحتم : اسقاط الحكم الاوتوقراطي القيصري وتحرير روسيا من نير سلطته الدكتاوتورية.
ولقد صاغت ثورة اكتوبر رؤية ثورية دقيقة لانجاز تلك المهمة التاريخية الكبيرة ببناء تحالفات طبقية وفق الشروط والظروف الطبقية الملموسة والمتغيرة بناء تحالف طبقي عمالي فلاحي لشل تدبدت البورجوازية الوسطى وجرها لصف الثورة الديمقراطية وعزل الاتوقراطية لقلبها واسقاطها . والانتقال لبناء تحالف عمالي فلاحي وعزل البورجوازية وشل تدبدبها من اجل الانتقال بالثورة من طابعها الديمقراطي البورجوازي الى الاشتراكي بالسيطرة على السلطة وبناء دكتاتورية البروليتاريا .
لقد اعطت ثورة اكتوبر الاشتراكية المظفرة عبر مسيرتها الطويلة درسا للحركة العمالية العالمية والحركة الشيوعية وسيظل يكتسي راهينة مطلقة اكدتها الانتفاضات والثورات الشعبية الفاشلة والمجهضة في شتى بقاع العالم ومنها الاوطان العربية وعبرة تاريخية نظرية وعملية سياسية وهي ان الطبقة العاملة ولتحقيق مهمتها التاريخية بتحويل العلاقات الانتاجية الراسمالية السائدة وبناء علاقات انتاج اشتراكية جديدة لا يمكنها التحقق الا بشرط انتظامها في طليعتها الثورية المقاتلة اي حزبها الماركسي اللينيني الحزب الشيوعي من الطراز الجديد ذي الخصائص الكونية والطابع الاممي العام ومميزات التميز وفق للاوضاع الملموسة لكل بلد حزبا من طراز جديد لا يمكن ان يبنى خارج الصراع الطبقي المتعدد الاشكال والمستويات وفي جميع الظروف التي تسمح بالمزج بين السرية والعلنية بين النضال السلمي الجماهيري الشعبي والعنف الثوري المنظم حزبا مسلحا باستراتجية ثورية دقيقة ومحددة بشكل مدروس مبني على تحليل ثوري للاوضاع الشاملة وللتناقضات الطبقية ويحدد الاتجاهات العامة لتطور الاوضاع الخاصة للفئات والطبقات الاجتماعية في كل مرحلة من مراحل الثورة واطوارها . ولقد كانت مأثرة لينين الكبرى كالمع استراتيجي ثوري عرفه العصر الى الان هو القدرة والخلق والابداع في المجال الاستراتيجي وصياغة التكتيكات الثورية المناسبة والملائمة لحركة ومزاج الجماهير العمالية والفلاحية ماثرته الكبرى ترويض علم الاستراتيجية والتاكتيك العسكري لملائمته مع المجتمعات البشرية الطبقية . الابداع والخلق والتاصيل النظري الدي قاده الى الانتصار في بناء حزب شيوعي من طراز جديد وبناء جيش الثورة العمالية المنتصرة في اكتوبر 1917 ( تحالف العمال والفلاحين الفقراء والصغار ) .
في الحاجة الى الاعمال الخلاق لتعاليم ودروس ثورة اكتوبر الاشتراكية .

ان الاحتفاء بثورة اكتوبر الاشتراكية لم ولن يكون غاية في حد ذاته او هو استعادة لامجاد وبطولات الشيوعيين الروس البلاشفة والبروليتاريا الروسية بقدر ما هي مناسبة للوقوف على التجربة وقراءتها في سياقها العام والخاص اولا وفي ضوء التجربة والمسيرة الطويلة للطبقة العاملة العالمية والمغربية من اجل التحرر والانعتقال من نظام الاشتغلال والقهر الطبقي للراسمال والبورجوازية بكل اصنافها وطبائعها لاستخلاص التعاليم والدروس الوجبة الانفاد والاعمال وفق الشروط الملموسة لمجتمعاتنا .
وبالاستناد على ذلك تنطرح امام الشيوعيين المغاربة الماركسيين ـ اللينينين المبدئيين ورثة وحافظوا الخط البلشفي والتقاليد اللينينية في العمل الثوري جملة من المهام الصعبة والمعقدة وهي المهام التي تكشف الحاجة الملحة والراهنة لاستلهمام تعاليم ودروس ثورة اكتوبر واعمالها بشكل خلاق في الاجابة على اشكالات حركة الثورة ببلادنا .
في هذا الاطار تنطرح امامنا ثلاثة قضايا واشكالات اساسية على ضوء الاجابة عنها تنفتح امام الطبقة العاملة المغربية وحلفائها الطبقيين افق الثورة والتغيير الجدري للعلاقات الاجتماعية السائدة ومعها النظام السائد برمته .
1 / تحديد طبيعة الثورة الاجتماعية التي يحبل بها المجتمع الطبقي المغربي ذلك ان الثورة هي صيرورة التناقضات الطبقية التي تخترق المجتمع ومحصلة موضوعية لتلك التناقضات وفق لقواين الصراع الطبقي التي تخترق المجتمع وتحدد اطار تطورته وتحوله وتغيره المستمر وبالتالي فهي ليست وليدة ارادة ورغبة الافراد ومطامحهم وحتى الطبقات نفسها وهو ما جعل القائد لينين يعتبر الثورة الاجتماعية فن وعلم فن لانها تحتاج الى الابداع والخلق والقدرة على صياغة التكتيكات والشعارات المعبرة عن المزاج العام للطبقات الاجتماعية وحاجياتها الملحة والابداع في مجال بناء التحالفات وادارتها والتكتيكات المناسبة وفق المصالح الاستراتيجة للطبقة العاملة والاتجاه العام لتطور المجتمع والتناقضات الطبقية وهي علم لانها تستند الى قوانين موضوعية تفعل بصورة مستقلة عن ارادة الافراد والطبقات قوانين تفرزها طبيعة العلاقة الاجتماعية للانتاج السائدة في المجتمع والشروط التاريخية التي تحدد اطار تطور علاقات الانتاج نفسها وقى الانتاج بما هي الاساس المادي لتطور المجتمعات البشرية .
اطروحة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ... نقد ونقد داتي
ولان الامر ذلك فان السائد ضمن بنية الفكر الماركسي ـ اللينيني بالمغرب في مفصل تحديد طبيعة الثورة الاجتماعية التي تستوجبها المرحلة وحوله شبه اجماع كل حلقات التيار الماركسي ـ اللينيني بالمغرب : الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وهي الاطروحة التي بلورتها الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية في بداية عهد ولادتها في سبعينيات القرن الماضي والتي لا تزال تشكل اطار عمل الماركسيين ـ اللينينين المغاربة في الظرف الراهن والحالي بمعنى انه في تحديد الشيوعيين المغاربة لطبيعة الثورة المغربية اعتبارها ثورة وطنية لانجاز مهام التحرر من الامبريالية وثورة ديمقراطية للقضاء على العلاقات الشبه اقطاعية اقرار نظام الديمقراطية الشعبية كشكل من اشكال سلطة ديكتاتورية البروليتاريا في الدول الشبه مستعمرة وثورة شعبية للقضاء على اسس الاستغلال الراسمالية والشبه اقطاعية بقيادة الطبقة العاملة بتحالف مع الفلاحين الفقراء والصغار والبورجوازية الصغرى وشرائح واسعة من الفئات المستغلة والمتضررة من نظام السيطرة الامبرالية والنظام الراسمالي والشبه اقطاعي .
وهو التحديد الذي صيغ تحت تاثير النزعة التحريفية الماوية التي هيمنت في الحقبة المدكورة ووجدت امتدادا كبيرا وواسعا لها خاصة في اوساط الثورة الفلسطينية المسلحة التي شكلت تجربة استلهام للمناضلين المغاربة .
ان الالتزام من موقع الاستلهام والاستيعاب الكامل والفعلي لتعاليم اللينينية وتعاليم ودروس ثورة اكتوبر بما هي ترجمة للفهم السليم الثوري للنظرية الماركسية اللينينة كما وضع اساسها المعلمان ماركس وانجلز وطورها لينيني مع تجربة ثورة اكتوبر التي حولتها الى حقيقة مادية تاريخية ملموسة يقودنا الى استنتاج الخلاصات التالية بخصوص تحديداتنا السابقة لطبيعة الثورة الاجتماعية ببلادنا :
اولا : ان اعتبار طبيعة ثورتنا الاجتماعية وطنية ديمقراطية شعبية هو تحديد خاطئ ومتهافت ويعكس انحرافا واضحا عن الخط البلشفي بما هو خط ماركسي لينيني في عصر الانتقال من الراسمالية الى الاشتراكية وعصر الامبرالية وتحديد وفهم بورجوازية صغير يروم اخفاء وطمس الحدود والتمايزات الطبقية بين الطبقات الاجتماعية وخاصة بين البورجوازية الصغيرة بكل مكوناتها وشرائحها وخاصة الفلاحين الفقراء والصغار والطبقة العاملة , فهم وتحديد ينطلق من خلاصة كون التناقض الرئيسي الذي يحكم بنية تطور المجتمع المغربي هو التناقض مع الامبرالية وهو وان كان تحديدا صحيحا في ظاهره فانه يستند الى فهم سطحي بورجوازي لعلاقة التبعية والسيطرة الامبرالية على مجتمعنا دون ان ينفد الى الجوهر الحقيقي لعلاقة التبعية ويختصرها في الوجود العسكري المباشر والغير المباشر وفي سيطرة الرساميل الامبريالية على مقدرات البلد الاقتصادية والطبيعية والحال ان علاقات التبعية هي علاقة انتاج . علاقة بين نظامين من الانتاج حيث يشكل نظام ونمط الانتاج السائد ببلادنا من جهة نتيجة موضوعية للسيطرة الاستعمارية في اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ا ي ابان فترة انطلاق التوسعات الاستعمارية التي اشرت الى انتقال الراسمالية العالمية الى اخر اطوارها العليا الامبرايلة ومن جهة اخرى قاعدة مادية لاستمرار نمط الانتاج الراسمالي الامبرالي . وبالتالي العداء للامبريالية والقضاء عليها لا يمكن ان يكون ثوريا الا ان كان عداء ونضالا ضد علاقات الانتاج الراسمالية السائدة في التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية المغربية من اجل تغييرها جدريا وهي المهمة التي لا يمكن ان تناط الا بالطبقة العاملة وتحالفها الاستراتيجي مع الفلاحين الفقراء والمعدمين وبقيادتها سياسيا وفكريا واجتماعيا
ثانيا : ان هدا التحديد لطبيعة الثورة الاجتماعية ايضا يتاسس على فهم خاطئ لعلاقة بعض اشكل وانماط الانتاج لما قبل راسمالية بعلاقات الانتاج الراسمالية التي اقحمها التوسع الاستعماري ببلادنا والذي قادت التفكير البورجوازي الصغير الذي ساد الحركة الماركسية ـ اللينينة تاثرا بالنزعة التحريفة الماوية الى الاعتقاد بتعايش نمطين من الانتاج ضمن التشكلية الاقتصادية والاجتماعية المغربية وبالتالي الى وجود نظامين احدهما شبه فيودالي تقليدي ( شبه اقطاعي ) يتخد من الزراعة والبادية مجال هينته وله امتداد في الحواضر المغربية في الصناعات الحرفية والثاني راسمالي عصري حديث يسود في الحواضر والمراكز المستحدثة ويهمن في قطاع الصناعة والتجربة والابناك وقطاع الخدمات في حين ان التحليل الملموس لواقع الملموس واساسا لتطور المجتمع المغربي والتشكيلة الاقتصادية الاجتماعية وفي القلب منها تطور علاقات الانتاج التي اقحمها الاستعمار الفرنسي والاسباني وقبلهما حركة التجارة الخارجية تقود الى الاستنتاج بكون ان النظام الانتاج السائد وعلاقات الانتاج السائدة هي علاقات انتاج رااسمالية بحيث اصبحت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج هي العنصر المركزي والرئيسي المهيمن والعمل الماجور هو الشكل الوحيد لاستهلاك زاستثمار قوة العمل ضمن نظام الانتاج ببلادنا دون ان ينفي هذا استمرار وجود اشكال ما قبل راسمالية من الملكية والعمل والانتاج ضمن نفس التشكيلة لكنها اصبحت تكتسي مضامنها الطبقية من خلال وظيفتها ضمن نظام الانتاج والاستغلال السائد بالمجتمع وبنوعية علاقة هذه الاشكال الماقبل راسمالية الشكل بعلاقات الانتاج الراسمالية السائدة وهي علاقات خضوع وادماج للولى ضمن الثانية وليس علاقة تعايش ومحايثة وهو ما يستتبع اقرار الحقيقة الثورية التالية : ان التناقض الاساسي ببنية المجتمع والتشكيلة الاقتصادية الاجتماعية المغربية هو التنتقض بين قوى الانتاج المحجوزة النمور والتطور وعلاقات الانتاج الرسمالية بين قوة العمل والراسمالي بين الطبقة العاملة والعمال الزراعيين والعمال الفلاحيين والبورجوازية الكومبرادورية وليس التناقض بين الشعب بمكوناته العريضة والواسعة والطبقات الشبه اقطاعية والبورجوازية .
ثالثا ان تبني شعار الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية في سبعينات القرن الماضي واستمرار تبنيه والدعاية له اتى ضمن سياق التمايز عن الخط التحريفي الخروتشوفي الذي اقر في المئتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي وتعمق وترسخ في المحطات والفترات اللاحقة له وفي الصراع معه هذا الخط والذي قدمت التجربة الصينية بقيادة ماو لحركات التحرر الوطني في العالم والحركة الشيوعية العالمية وجرى اسقاطها على الواقع المغربي وليس نتيجة تحليل عميق للتشكيلة الاقتصادية الاجتماعية المغربية وصيرورتها وما شهدته من تغيرات وتحولات ولطبيعة التناقضات الاجتماعية الطبقية واتجاهات تطورها موضوعيا ومحددات ذلك لاستخلاص طبيعة الثورة الممكنة والمحتملة الحدوث وطبيعة مكوناتها حسب كل مرحلة وطور من اطوارها .
2 / تحديد قوى الثورة الطبقية وادوارها حسب مراحل الصراع والنضال الثوري واطواره
ان تحليل بنية المجتمع والتشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية ليس عملا ترفيا او ادبيا فقط من اجل اشباع فضول الفكر واختبار المنهج بمقر ما انه مهمة تاريخية نظرية وسياسية . نظرية لانها عملية انتاج لنظرية التغيير الثوري ببلادنا اي عملية تكون فكرنا الماركسي ـ اللينيني في عصر اعلى مراحل تطور الراسمالية وتجددها المستمر وهي المهمة التي يجب ان تنصب على عملية تطور الراسمالية ببلادنا مند بداية ظهور بوادرها الاولى مع حركة التجارة الدولية اواخر القرن 19 مع اوربا الراسمالية الناهضة وظهور حركة الحمالية التجارية للفئة التجارية بالمغرب وخاصة بالمدن الاساسية الساحلية . الى فترة السيطرة الاستعمارية المباشرة وتسريع عملية رسملة علاقات الانتاج والملكية الخاصة عبر الاستعمار الزراعي الذي لم يكن الا عملية فصل المنتجين عن وسائل الانتاج وتكون قوة العمل لاستثمارها واستغلالها في مجال المناجم واحداث البنية التحتية ( الطرق والسكك الحديدية ) وصولا الى العد والفترة الراهنة من تكور الرسمالية ببلادنا وطبيعتها وعلاقتها بنظام الراسمالية العالمية في اعلى مراحل تطورها ( الامبريالية ) .
وسياسية لانها مهمة تحديد قوى الثورة من الطبقات الاجتماعية واساسا الطبقة الرئيسية والاكثر ثورية او الثورية الى الاخر وتحديد لباقي الطبقات المتضررة من نظام الانتاج ومتناقضة مصالحها مع استمراره وجوهره الاستغلالي الطبقي وهو التحديد الذي تتاسس على ضوءه نوعية التحالفات واسسها وطبيعتها ( تكتيكية ظرفية / مرحلية او استراتيجية موضوعية ) وطبيعة التكتيكات والشعارات المؤطرة لها حسب نسب القوى والمزاج العام وشروط النضال والصراع ( مرحلة الجزر / المد .. الخ ) . وتحديد خط النضال الثوري الاستراتيجي والتكتيكي واسلوب النضال السديد والذي لا يمكن تحديده مسبقا او بناء على استنساخ التجارب الثورة المظفرة بما في ذلك ثورة اكتوبر الاممية الكبرى وانما تمليه الشروط الملموسة التي يخاض فيها النضال الثوري والمحكوم بموازين القوى وتناسبها ورجات الوعي الطبقي ومستوياته والمزاج العام للجماهير وفي القلب منها الطبقة العاملة المغربية فضلا عن اشكال العمل والمزاوجة بينهما وغيرهما من الجوانب التي تشكل صلب النضال والخط الثوري بمستوياته .
3/ مسالة انتقال وتسلم البروليتاريا لقيادة الصراع ضد البورجوازية ومن اجل تقويض علاقات الانتاج لتحرير تطور قوى الانتاج وتحقيق التطابق بين طبيعتها الجماعية / الاجتماعية وعلاقات الانتاج من نفس الطبيعة والطابع ( الملكية الجماعية لوسائل الانتاج ) اي القضاء على على الملكية الخاصة وعلاقات الاستغلال وهي مهمة تاريخية عملية وفكرية :
عملية بما تقتضيه من بناء لحزب الطبقة العاملة الحزب من الطراز الجديد الحزب الشيوعي بما هو قيادة اركان الطبقة و التعبير الاسمى عن مطامحها ومصالحها الاستراتيجية والانية واداتها في الصراع قيادة الصراع ضد باقي الطبقات الاجتماعية بما في ذلك الحليفة منها .
وهي عملية مركبة يتمازج فيه مستويين ويتداخلا حيث تستلزم عملية البناء صياغة الرؤية الثورية وباء الخط الفكري السياسي والذي يشكل القاعدة الصلبة الموحدة لبناء التنظيم الطليعي من الطراز الجديد اذ يشكل ذلك شرط الاستقطاب وتشكيل المنظمات من العناصر الاكثر عطاءا وتاثيرا ووعيا من الطبقة ومثقفيها الثوريين مما لا يجعل عملية التنظيم عملية تقنية وعملية تجميع للافراد دون اطار مرجعي سياسي وفكري يشكل قاعدة الاستقطاب ومصدر تحديد الوظائف والمهام لكل حلقة ومستوى من مستويات التنظيم
كما تستلزم عملية ابناء في مستواها العملي المادي التدقيق في الية البناء والتكوين لترجمة عملية البناء الفكري السياسي الى بناء مادي وخلق وحدة الفعل والفكر والتفكير وهو ما يطرح سلسة من التساؤلات اهمها :
ـ هل التجربة اللينينية في بناء الحزب الماركسي ـ اللينيني الحزب من الطراز الجديد ( الجريدة السياسية والمجلة الفكرية النظرية كاداة رئيسيى لبناء الحزب وتوحيده وقيادة العمل الثوري ) هي ذات خصوصي محلي ام كوني عام ؟
ـ اية الية ممكنة لبناء الحزب فكريا وسياسيا وماديا حسب شروط الواقع المغربي ؟ واية الية للانتقال من وضعية التيار المشتت المتعدد النزعات والاتجاهات ومنوضعية التفسخ والضعف الفكري والنظري الى وضعية الوحدة الفكرية الصلبة المبنية على اسس الماركسية اللينينة بالفهم الثوري السديد لها كما مارستها وترجمتها واقعيا البلشفية وثورة اكتوبر الاشتراكية الكبرى ؟
انها الاسئلة / التحدي الذي يواجه الشيوعيين / الماركسيين ـ اللينينيين المغاربة فهل يربحون الرهان ويكونوا عند مستوى التحدي ؟
ذلكم هو السؤال الاهم والجواب يبدا نصفه الاول بصحة السؤال وخطوته الاولى , القطع مع التردد والانتظارية وتدشين الخطوة االولى في مسيرة الالف ميل . ذلكم هو مشروع ومهمة " الصباح الاحمر" الذي يولد من ظلمة التيه والتشردم .