وحدة الشيوعيين بين المقول والممارسة (لدى منظمة الع -الش-)


محمد علي الماوي
2018 / 9 / 29 - 15:50     

وحدة الشيوعيين بين المقول والممارسة
(لدى منظمة الع "الش")
تدعي المنظمة انها تعمل "على توحيد الشيوعيين الماويين" "متوجهين إلى كلّ الشيوعيين الذين يطرحون ذات الأفق" حسب ما ورد ذلك في البيان التأسيسي لكن يظل هذا الشعار حبرا على ورق وهو شعار تضليلي لسببين اثنين: اولهما تشويه مصطلح "الشيوعي الماوي" واستبداله "بالماركسي الثوري" في العديد من النصوص(محطة وقاطرة...حركة التغيير الجذري والفوضوية الجديدة...) وباسم "التجديد والابداع "وتخصيص الماركسية على الواقع العربي"وهي معزوفة التصفوية ومنظمتهم الام وكأن الشيوعي في تونس يعيش في المريخ فالماركسية مرشد للعمل تطبق وفق واقع تطور الصراع الطبقي في هذا البلد اوذاك وباسم التجديد ومحاربة "التكلس" يقع التملص من تسمية الاشياء باسمائها فيقع الحديث عن "التغيير الجذري" لتجنب كلمة ثورة التي تخيف المنظمة ومتعاطفيها كما يقع التنظير لتجاوز "الماركسية التقليدية": "لانها تبقى منقوصة وغير قادرة على الإجابة على كل تحديات الواقع (وهو حقيقة موضوعية") (حركة التغيير الجذري والفوضوية الجديدة)وتدعو قيادة هذه المنظمة المبدعة في تحريف الماركسية الى "إطلاق حملة نقد واسعة لهذا العقل الماركسي الذي حكم فعلنا طوال عقود، والتي لم تنجح تيارات اليسار الجديد في فك شفرة هزائمه"(نفس المصدر) والمقصود باليسار الجديد هو اليسار التحريفي طبعا والذي لاعلاقة له بالماوية والتي تنوه به قيادة هذه المنظمة في شكل سرد يبدو محايدا: "مدرسة فراكفورت مرورًا بالوجودية الماركسية مع سارتر إلى البنيوية الماركسية مع ألتوسير وصولاً لتيارات اليسار الجديد الذي انجذب لأشكال من الماركسية النقدية الممزوجة مع الديمقراطية التشاركية (المباشرة) والانفتاح على طيف واسع من الأفكار والتحالفات السياسية ليكون خليطًا واسعًا من الحركات الاجتماعية المتبنية لقضايا مثل التمايز الجنسي، العرق، الحياة الجنسية، البيئة، السلام وقضايا أخرى"(حركة التغيير الجذري...)
ان مثل هذا اللغو التحريفي المبرمج من بعض الدوائر ومجعول لاستمالة بعض الشباب المغفل لايهدف الى توحيد الحركة الشيوعية كما تدعي قيادة المنظمة بل الي تفكيكها باستعمال شعاراتها ظاهريا وخير دليل على ذلك ان قيادة المنظمة قطعت العلاقة مع الجبهة الثورية بعد ان تعرفت على مكوناتها كما قطعت الاتصال مع الديمقراطية الجديدة لكنها لم تقطع الصلة بالمخبرين المتواجدين صلبها وقد سبق لاحدهم ان شن حملة تشويه ضد موقع الديمقراطية الجديدة: "الديمقراطية الجديدة ذلك الكائن الفسبوكي الغريب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و هي المجموعة التي حذرنا جميع الأطراف منها... و بالإضافة إلى احترافها ألسب و الثلب و التشويه لجميع القوى و المجموعات الوطنية كما حصل مع رفاقنا في حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و هذه تعد ممارسة صبيانية لا تمت بأي صلة إلى سلوك و أخلاق الثوريين . أخيراً لن ندخل في مهاترات فارغة مع أشباح تنقر من وراء شاشة الكمبيوتر فهذه المجموعة ليس لها أي وجود فعلي و أتحدّها في ذلك فهي تستمد وجودها الفعلي من خلال الصراعات الدونكيشوتية عبر الافتراضي ".(نص المخبر= نهاية دراماتيكية للكائنات الفسبوكية )
هذا المخبر منتحل صفة شيوعي ماوي الان سبق له ان تحدث باسم الجبهة الثورية (انظر الموقع) بعد ان تجول في مجمل التنظيمات (حزب العمال-جمعيات شبابية-اليسار التروتسكي-الكادحين...والان منظمة العمل الشيوعي مع شلته)
لكل ذلك فان هذه القيادة ليس لها مصداقية فهي اولا تحرف الماركسية وثانيا تتهم الماوية بالتكلس وثالثا تتعامل مع المخبرين(كل الحجج موثقة بالصور منذ حملة مقاطعة الانتخابات)
وفضلا عن كل ذلك فقد اقرت قيادة المنظمة صراحة بانها انهت التنسيق مع الاطراف:
"... لعرض العلاقة بالمجموعات الماوية التي انتهت اليوم إلى توقف النقاش حول تأسيس الحزب الشيوعي"(نص محطة وقاطرة)
لقد بادرنا بعد الانتفاضة بفتح الحوار مع الاطراف الماوية دون استثناء وشرعنا في تبادل الوثائق بغية خوض صراع رفاقي من اجل ايجاد ارضية مشتركة واتفقنا على برمجة محددة شكلا ومضمونا غير ان هذه الاطراف قررت دون سابق اعلام انهاء النقاشات خاصة بعد ملاحظاتنا حول برامجها ونقد التوجهات الشرعوية بالنسبة للبعض والمواقف من الاسلام السياسي والانظمة الوطنية للبعض الاخر وسيتم طبعا نشر هذه الوثائق عندما يحين الوقت المناسب.
نؤكد اذا ان هذه الاطراف لاتسعى الى الوحدة وهي ترفض الصراع بل تعتبر نقدنا المسؤؤل والمدعم بحجج واستشهادات واضحة لايمكن تأويلها-تعتبره "تشويها وخدمة للنظام و انه لايجوز نشر الصراع النظري على الفياسبوك بحجة المسألة الامنية" وكأن البوليس في حاجة الى الفياسبوك لمعرفة ما يدور بين الاطراف السياسية فالبوليس موجود في كل الاحزاب والتنظيمات التي تقبل التعامل معه جهرا.
ان التشتت التي تعيشه القوى الثورية عامة والماوية تحديدا-رغم تفجر الاوضاع الاجتماعية- ناتج عن مواقف العناصر القيادية التي لاترى ضرورة الوحدة الان ولم تتخلص من مركباتها ونرجسيتها لذلك وعلى الطريقة الماوية نقول " افتح النار على هيأة الاركان"
واعلن الصراع دون تردد لان الظرف اثبت بما فيه الكفاية ان الصراع هو الطرف الرئيسي حاليا في التناقض صراع-وحدة.

محمد علي الماوي
29 سيتمبر 2018