كاظم فرهود --نجم باهى - فى تاريخ العراق الحديث


على عجيل منهل
2018 / 9 / 23 - 00:37     

القامة الشيوعية والكادر الفلاحي المعروف كاظم فرهود " أبوقاعدة" - فقده العراق والعراقيين فى 17 -9 -2018 وهومن جيل - المناضلين الذين قدموا الكثير لقضية شعبهم ووطنهم وتحملوا في سبيل ذلك السجن والمطاردة والتعذيب الوحشي من قبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في العراق.-
انه دخلها منذ أواسط 1948 حتى أوائل عام 1955 ومرة ثانية منذ أواخر عام 1957 وحتى ثورة 14 تموز/ يوليو 1958 ومرة ثالثة منذ شباط/ فبراير 1966 وحتى تشرين الأول/ أكتوبر 1966. متنقلا بين سجون الحلة والكوت ونقرة السلمان وبعقوبة وموقف بغداد المركزي. --
عُرفَ السيد كاظم فرهود -بمحاولاته الدائبة للهروب من المعتقلات والسجون ، وأصبح بعضها جزءً من تاريخ الحزب الشيوعي وفي صدر صفحاته اللامعة ، مثل محاولات الهرب من منفى بدره ، ومحاوله الهرب من سجن الكوت ، والهرب من نقرة السلمان ، ومعتقل الفضيلية وغيرها
-وساهم بالترتيبات والأجراءات التحضيرية والتي تتوجت بعقد المؤتمر الفلاحي الأول بتاريخ 15 نيسان 1959 والذي حضره الزعيم عبد الكريم قاسم حيث القى فيه خطاباً مهماً ، وألقى الفقيد فيه خطاباً إستأثرا بأهتمام دولي كبير عبّرت عنه الوثائق البريطانية التي كُشف عن بعضها قبل مدة ، كان صدور قانون الأصلاح الزراعي في 30 ايلول 1958 ، وأنعقاد المؤتمر الفلاحي الأول من الأسس التي إدت الى تشكيل الأتحاد العام للجمعيات الفلاحية ، وأنتخابه كأول رئيس له ،-ومما
يلفت الانتباه أن- السيد كاظم فرهود يسميها في اكثر من موضع من سيرته --بالانقلاب،-- خلاف كل ما كتبه الشيوعيون العراقيون وتفاخروا به في أحداث الثورة التي هزت التاريخ في العالم العربي والمنطقة عموما!)، ومن ثم ما أعقبها من تطورات وتغيرات دراماتيكية بعد الصراعات في الحركة الوطنية ومسيرة الحزب وانشقاقاته وتأثيرها على مجمل حركة التحرر الوطني في العراق.-انظر كتابه "سيرة .. وذكريات.. وود مقيم" -كاظم فرهود الياسري-كان بعيدا عن سياسة التحالف مع البعث غير مقتنع بها وغير مساهم لا في صياغتها ولا في تنفيذها، ولم تتلوث يديه أو يتثلم ضميره بذنوب تلك السياسة.
وحين عاود نشاطه مع الحزب في 2004-2005 في الميدان الفلاحي وتأسيس اللجنة التحضيرية للاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، اعترض على دمجها مع جماعة أياد علاوي....واعتزل العمل.
وتركه لينشر سيرته وذكرياته ويقيم وده في آخر عمره، بين عائلته وأحفاده وجماعته من المحاربين القدماء، كما أطلق عليهم في فصل ممتع، جمعه مع غيره من الأوفياء الصادقين في تذكر مناضلين مجهولين جادوا بأغلى ما عندهم في سبيل قناعاتهم وطموحاتهم في حزب وشعب ووطن حر سعيد.-
ولد - كاظم فرهود -عام 1926 أو 1927، في أطراف ناحية "السنية " من محافظة الديوانية، لعائلة فلاحية معدمة. وبسبب الفقر والعوز لم يكمل دراسته و دخل دورة تمريض ليعمل ممرضا في فترة من حياته، قبل ان يكرس حياته للنضال الشيوعي.-كان
قائد صلب تدرب - بالنضال الشعبي وعلمتهم السجون والمعتقلات وميادين العمل بين الناس ما جعلهم قادة كفوئين لنضالات صنعت تاريخا مشرقا للشيوعيين ولعموم اليسار في العراق.
عرفوا كيف يكون النضال وكيف تقاد الجماهير. جاهدوا في بناء حزب جماهيري مناضل واسع النفوذ والتأثير، وكانوا في طليعة المضحين حين تتوجب التضحية. لم يقودوا الذين ائتمنوهم وناصروهم من وراء المكاتب ولم يفكروا بمنافع ذاتية لهم او لذويهم، او بمناصب وأمجاد شخصية. لم يهادنوا ولم يتهيبوا من قوة الخصوم ولم يتقزموا أمام أحد.-وكما ورد فى تعزية المكتب السياسى للحزب الشيوعى العراقى -
غيّب الموت الرفيق كاظم فرهود (ابو قاعدة) بعد سفر نضالي حافل بالعطاء والتضحيات، والمعاناة والسجون والمعتقلات.
خسرنا برحيله شخصية وطنية واجتماعية محبوبة، وقائداً فلاحياً، ومناضلاً شجاعاً، وقائداً شيوعياً.