ستالين تلميذ لينين النجيب


عبد المطلب العلمي
2018 / 9 / 22 - 23:13     

ستالين تلميذ لينين النجيب

عبد المطلب العلمي

كان من الممكن عبر تعليق او اثنان الرد على مقال الرفيق كريم الزكي ( اللينينيه بالضد من الستالينيه) ، لكن الرفيق اغلق و منذ مده طويله امكانيه التعليق على مقالاته .استفسرت منه عن السبب ، فأجاب موضحا انه يفضل خيار التعليق من خلال الفيسبوك . لكن التعليق من خلال الفيسبوك غير متاح حين منع التعليق عبر موقع الحوار المتمدن . اما انا فاعتبر "الكاتب لا يسمح بالتعليق " هو انتهاك للمبدأ اللينيني في النقد و النقد الذاتي .
ارى ان الرفيق دمج مفهومان مختلفان ، الدكتاتوريه و ديكتاتوريه البروليتاريا في مساق واحد .ديكتاتوريه البروليتاريا كما اشار ماركس هي الشرط الاساسي في مرحله العبور الى الشيوعيه . و وجود و عمل السوفيتات لا يتناقض مع ديكتاتوريه البروليتاريا . و لا ادري من اين استقى رفيقنا معلومته حول ان لينين كان يخطط لأزاحه ديكتاتوريه البروليتاريا .هرقطه كهذه لا يمكن للينين ان يتفوه بها.
السوفيتات كانت بشكل حصري ممثله للعمال و الفلاحيين و الجنود الثوريين ، لهذا لا صحه للقول ان من اعضائها اهل الحل و الربط و الوجهاء الخ و ليس صحيحا مشاركه كل قطاعات الشعب في الانتخابات فقد منع الدستور مشاركه الطبقات التي حكمت قبل الثوره و اعوانهم من البوليس و غيرهم في الانتخابات .
فلندا لم تكن جزئا من الامبراطوريه الروسيه ، بل دوقيه ذات حكم ذاتي و تحالف تبعي مع روسيا . بعد ثوره شباط الروسيه انقطعت الصله القانونيه لفلندا مع روسيا و تم هناك انتخاب برلمان اعلن الاستقلال فقامت الحكومه السوفيتيه بالاعتراف بهذا الاستقلال.
ايضا لا ادري مصدر تاكيد انه كان هناك حكم ذاتي في اوكرايينا و اسيا الوسطى،بالعكس لم تعترف موسكو باستقلال اوكراينا و لا بالحكومه التي عينها الالمان في كييف و خاضت حربا شرسه لتوطيد السلطه البلشفيه سواء في اوكرانيا ضد القوميين و عملاء المانيا و ضد الباسماش في اسيا الوسطى . بعدها تمت انتخابات السوفيتات بما فيها السوفييت الاعلى لكل جمهوريه ، و من ثم تم عقد اتفاق تكوين اتحاد الجمهوريات السوفياتيه . كل هذا كان في حياه لينين و لم يقم ستالين باي تغيير على شكل هذا الاتحاد . لذلك لا افهم سبب اقحام اسم ستالين في هذا الاطار .
اما التاكيد على ان قياده الدوله السوفياتيه الجديده كانت اغلبها من الروس رغم وجود بعض ممثلي القوميات الاخرى ، فهذا ايضا غير صحيح . تروتسكي اوكراييني ،دزجينسكي و كروبسكايا بولنديين ، ستالين و ارجيكينيدزه جورجيان.
اما الهفوه الكبرى فهي تصنيف الاتحاد السوفياتي كدوله راسماليه عظمى . لا ادري هل هذا تكرير للطرح التروتسكي الممجوج حول راسماليه الدوله ام هو اشاره للراسماليه الكلاسيكيه. في كلا الحالتين الطرح خاطئ، فلم يكن في الاتحاد السوفياتي لا ملكيه خاصه و لا اقتصاد السوق و بدونهم لا يمكن الكلام عن نظام رأسمالي حسب الطرح الماركسي.
اما قول الرفيق ان بناء الشيوعيه يكون فقط عن طريق الكومونات و ليس عن طريق ديكتاتوريه فئه ، فهذا شطط كبير. انه يدعو الى حذف ديكتاتوريه البروليتاريا . هذا الطرح ليس بجديد يقولون ان البروليتاريا أصبحت خارج أطار المرحلة التاريخية و أن على الاشتراكيين أن يتحرروا من هذا الفكر الماركسى الأصولى ، و لكن يتناسون أن ما يدعون له هو تجميل للشكل البرجوازى المسمى بالديمقراطية الحزبية ، لم يحاولوا و لو للحظة تحليل الآلية الديمقراطية (أسماً فقط) التى يدفعونا إليها ، فهى لن تصل بنا إلا إلى ديكتاتورية البرجوازية،هل ديكتاتورية الطبقة العاملة و الذين يمثلون أكثريه المجتمع شئ عفا عليه الزمان .
اما ما اورده الرفيق حول تجربته في السجن ، فاقول ان كل ذلك حدث بعد اغتيال ستالين و الرده الخروشوفيه ، بل اضيف ان كثيرا من المآسي في حركات التحرر الوطني ، ما كانت لتحصل لولا الانقلاب العسكري على النهج الستاليني.
نقطه اخيره يجب التطرق لها هي مشكله جمهوريه مهااباد . الجميع يعرف ان الاتحاد السوفياتي و بريطانيا قاموا باحتلال ايران ابان الحرب العالميه الثانيه . و بعد انتهاء الحرب تم توقيع اتفاقيه ثلاثيه ايرانيه بريطانيه سوفياتيه بانسحاب القوات الاجنبيه من ايران. لكن الامور على ارض الواقع اختلفت بعد ان قامت انتفاضات في اذربيجان و كوردستان الايرانيتين . فاصبح الاتحاد السوفياتي يماطل و يؤخر سحب قواته من ايران . و سافر قوام الدوله عده مرات الى موسكو للتفاوض حول سحب القوات لم تؤدي الى اي نتيجه حيث كان السوفييت يطرحون شروطا غير قابله للتطبيق . فما كان من الحكومه الايرانيه الا عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي . و تدخلت امريكا على الخط مؤيده لايران و مهدده بحرب نوويه فكما ذكر ترومان في مذكراته (ارسلت رساله مرعبه الى ستالين رئيس الاتحاد السوفياتي ). السؤال هنا هل كان يجب خوض حرب نوويه تدمر العالم ام الانسحاب من ايران؟.