الارث التصفوي لدي منظمة العمل -الشيوعي- تونس


محمد علي الماوي
2018 / 9 / 22 - 22:25     

الارث التصفوي لدي منظمة العمل "الشيوعي" تونس
Liquidateurs
"دعاة "التصفية" تيار انتهازي انهزامي ظهر في الحزب البلشفي، بعد فشل ثورة 1905 في روسيا. وكانت خطة أصحابه تلخص بالدعوة إلى وقف نضال الحزب السري، والاقتصار على الأشكال العلنية في النشاط الذي "تسمح" به الحكومة القيصرية. وهذا كان معناه تصفية الحزب وحله"(الحزب- ستالين)

مقدمة
يتجسد الارث التصفوي في طرح الحزب الشيوعي العربي بالضبط مثلما هوموجود في برنامج المنظمة الشيوعية الماوية منظمتهم الام التي تربوا صلبها. "إنّ منظّمتنا , المنظّمة الشيوعية الماوية بتونس تسعى في تنسيق مع الماويين قطريا و قوميا إلى بناء الحزب الشيوعي الماوي العربي"(من برنامج المنظمة الام ص 5)
كما تعتبر منظمة العمل "الشيوعي" ان بعض التيارات الاسلامية يمكن ادراجها صلب المقاومة الجزئية(نص المقاومة ومهمة تنظيم الجماهير) بالضبط مثل منظمة الام المنشقة عن التيار التصفوي والتي اتهمت الحركة الشيوعية الماوية بالتروتسكية واليسراوية الخ " "أفرزت خصوصيات الواقع العربي ظاهرة الحركات الاسلامية التي شهدت بدورها العديد من التطورات خاصة بعد اسقاط نظام الشاه ايران واندلاع الانتفاضة في فلسطين.ان رفع شعار "محاربة الظلامية" وتكريسه عمليا باعلان الحرب على كافة الحركات الاسلامية المقاومة ومجاهدة كانت ام متخاذلة وعميلة يرتبط ارتباطا وثيقا بفهم غير صحيح لمسالة البرجوازية الوطنية ولدور الاسلام على الصعيد العربي"(مراسلة بتاريخ 17 ديسمبر 2017)
وفي تناسق مع منظمة الام ادرجت منظمة العمل "الشيوعي" الحركة الجماهيرية كأداة رابعة بالضبط مثل منظمة الام التي نصت عليها في برنامجها. "لكنّ الطبقة العاملة و سائر كادحي الوطن العربي لن يكون بوسعهم إنجاز مهمّة التحرّر الوطني الديمقراطي الشعبي في أي رقعة من هذا الوطن الكبير دون وجود الأدوات الضرورية لإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية في أي جزء من وطننا :
1- الحزب الشيوعي الماوي
2- الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية
3- الجيش الشعبي
4- -المنظمات الجماهيرية الواسعة العمالية و الفلاحية و الشبابية و النسوية."
(البرنامج السياسي ص5 ) وفي حين منظمة الام نصت على تركيبة المنظمات الجماهيرية فان منظمة العمل "الشيوعي" اكتفت بحركة واسعة وفوقية يذكرنا بطرح الاممية الثانية وتشكيل المعارضات بهدف خوض الانتخابات.
وفضلا عن كل ذلك فهي تشكك بصفة غير مباشرة في الماركسية مثلما فعل التصفويون سابقا عندما ادعوا ان الماركسية صالحة في البلدان الراسمالية وذلك من خلال جرد مثقفاتي لمن ادعي تجاوز الماركسية دون ذكر ان تلك التنظيرات تحريفية لاعلاقة لها بالماركسية( نص حركة التغيير الجذري والفوضوية الجديدة)

اين يكمن الطرح التصفوي للحزب؟
يبرز الاتجاه التصفوي للحزب في طرح حزب عربي "منشود"،"كفاح يقوده حزب الطبقة العاملة العربية في سيرورة تشكله صلب جبهات وطنية ديمقراطية ثورية"(البيان) اضافة الى تعويم الحزب "صلب جبهات"
ان طرح الحزب الش العربي طرح مثالي لاينطلق من واقع القوى الذاتية ولا من التطور اللامتكافي للبلدن العربية والاوضاع الثورية المختلفة نسبيا.انه ينطلق من موروث تصفوي وبعثي بالاساس.فلكل حزب برنامج فهل لهذا الحزب برنامج عربي موحد وتكتيك عربي موحد قادر على تجسيده على ارض الواقع.؟قد تكون المنظمة لها فروع في اليمن رافعة السلاح الى جانب الحوثيين او قد تكون موجودة في الصومال وقد تكون موجودة في كل البلدان العربية بما فيها السعودية وقطر قادرة على تطبيق برنامج الحزب العربي-هذا البرنامج الذي لم ير النور بعد.
يبين هذا التعليق الهزلي طوباوية الطرح بعيدا كل البعد عن واقع الصراع الطبقي فظلت المنظمة تتخبط في تناقضات عدة ابتدعتها بصفة ذاتية على غرار "التناقض بين الثورة وغياب الحزب الشيوعي وتناقض بين المسار والمنظمة - تناقض بين توجّه رئيسي نحو الشبيبة الثورية غير المنتظمة وفاعلين في الحركة الجماهيرية أساسًا، على حساب الذواتات و"الحلقات الثورية -تناقض بين سرعة حركة الصراع الطبقي وبطء انجاز المهام - تناقض هامشي، لا نراه معيقا للمضيّ قُدُمًا نحو التأسيس، بين المنظمة وروافد مسار..." (نص محطة وقاطرة...) واهملت طبعا التناقضات الاساسية التي تذكرها في وثائقها (نسخنها من التراث الماوي)والتي يجب الانطلاق منها لتحديد المهمات الملحة وتحديدا التناقض بين الامبريالية وعملائها وبين الشعب وهو الذي يحدد السلوك الاساسي كما اهملت التناقضات صلب الشعب التي تحل بصفة سلمية ولم تقدم شيئا في هذا الموضوع المحوري الذي يساعد على توسيع جبهة الاصدقاء ورص صفوفها.
لقد سبق لمنظمتهم الام ان طرحت الحزب الشيوعي "العربي" وعجزت عن الحوار مع اقرب المناضلين اليها في تونس مثلما فعل التصفويون سابقا ثم اصبح جميعهم ينشط قانونيا او في منظمات المجتمع المدني ومضت هذه المنظمة الفتية -التي تحقد على الشيوخ بتوصية من اسيادها -في نفس الاتجاه بحيث تركت الشعار جانبا واعلنت توجهها نحو تحويل المنظمة الى حزب قطري طبعا في انتظار المهدي ويدل هذا التناقض بين المقول والممارس استخفاف هذه القيادة الشبابية المتحمسة بقضية وحدة الشيوعيين ومساهمتها المباشرة في شق الصفوف وبث البلبلة والاوهام لدى الشباب المتطلع الى غد افضل والذي قد يقع ضحية المغالطات عندما يكتشف حقيقة هذه القيادة ومن يقف وراءها.
وباختصار شديد نقول ان النفس التصفوي يتجسد في النهاية في غياب البرنامج والتكتيك والاكتفاء بالثرثرة والكلام المعسول لاستقطاب بعض الشباب.
ونذكر بعض "روافد المسار" ان الحزب الشيوعي نتاج للصراع الطبقي و أداة منفذة له و يكتسي كل حزب طابعا طبقيا. فالحزب الشيوعي هو حزب طبقي ، حزب الطبقة العاملة وهو يتميز عن بقية الأحزاب السياسية بإعتماده على الطبقة الأكثر ثورية التى لا منفعة لها فى بقاء المجتمع الطبقي و لذا فهو يهدف بالإعتماد على الماركسية –اللينينية- الماوية إلى إفتكاك السلطةعبر العنف الثوري والسير بالمجتمع الديمقراطي الشعبي فالمجتمع الاشتراكي إلى الشيوعية حيث إندثار الطبقات و إندثار الحزب نفسه.
كما ان الحزب الشيوعي في حاجة اكيدة الي محترفين في المهام الاساسية على الاقل(انظر ما العمل- لينين)فلا مفر من منظمة محترفة تقطع نهائيا مع عمل الهواة غير ان قيادة المنظمة نظرا لاصولها الطبقية تخلط بين الاحتراف الثوري والاحتراف الرجعي: "والمثقف الملتزم، قد أصبح الحديث في الفترة الأخيرة عن "المناضل الموظف" باعتبار أنّ النضال تحول إلى مهنة تدر الأموال ويتحول إلى عمل مأجور وما يعنيه ذلك من اغتراب وخضوع للرؤية السائدة"( حركة التغيير الجذري والفوضوية الجديدة)
(يتبع الاسلام السياسي والاستدراك المعبر)
محمد علي الماوي
تونس 21 سبتمبر 1018