الله معنا لأننا سنحرره أيضا !!


محمد نجيب وهيبي
2018 / 9 / 15 - 20:22     

المؤسسات العمومية ليست ملفسة بل قاموا بتفليسها قصدا ، وهي أيضا ليست عاجزة بل يعملون على تعجيزها عنوة ومع سابقية الإضمار والتصميم ، الخلل سياسي بامتياز يؤسس لنشر فكرة مشوهة مفادها أن المؤسسات والشركات العمومية تمثل عبئا على المالية العمومية والمجموعة الوطنية لكون اغلبها تعاني من خسائر في نتائجها المحاسبية ! ولكن يغفل أصحاب هذا الرأي الدور الاجتماعي والتنموي ( النتائج الاجتماعية ) لهذه المؤسسات بوصفها أهم أسلحة الدولة في توجيه الاقتصاد و السياسات التشغيلية وتعديل الأسعار ...الخ بل كل سياساتها التنموية والمالية لصالح الشرائح والطبقات الوسطى وضعيفة الدخل خدمة للمصلحة العامة ، يغفل ساستنا عمدا أنه لا تستقيم بأي حال من الأحوال مقارنة النجاعة بين مؤسسات القطاع العام والخاص وفق "قواعد السوق" و مقولات "التتافسية" ...الخ طالما المؤسسات العمومية لا تحتكم على نفس أدوات التسيير والقرار و الإدارة التي يشتغل بها القطاع الخاص ، طالما هي مقيدة بسياسات الدولة المركزية لانها بالذات وتحديدا هي اسلحتها/ادواتها لانفاذ سياساتها العامة .
القطاع العام بحاجة إلى إصلاح يتمحور حول تحرير مبادرتها وتمكينها من استقلاليتها الإدارية والمالية حتى تلحق بقطار التنافسية وتتمكن من إنقاذ موازناتها و القيام بدورها الاجتماعي كما يجب.
يَعْلَمُ سادتنا في الحكم ومجموعة خُبرائهم المرتزقة هذا الأمر جيدا ! ويعملون بنفس الجهد وربما أكثر على التفويت في المؤسسات العمومية التي هي نتاج عذابات وجوع الملايين من البشر لصالح الرأسمال المالي المحلي والأجنبي !! حتى يمتص آخر قطرات عرقنا وآخر نبضات أحلامنا ويحولها لاأرقام مالية في حساباته البنكية ، يعلم سادتنا الخبراء وزملائهم الحكّام جيدا جدا زيف مقولات اقتصاد السوق الحر تحقّقُ التوازن الطبيعي وحدها وصولا للرخاء العام ! بل ويدركون مدى تهافتها و غربتها عنَّا ( نحن الناس الحقيقيون خارج ارقام البورصة وحسابات البنوك) حيث في معاقل الليبرالية و النيوليبرالية في أوروبا وأمريكا تم الاستنجاد بالدولة لتتدخل بسياستها العامة و بماليتها العمومية ( نفقات إنقاذ الاتحاد في اليونان ، نفقات البريكست ، نفقات حروب أمريكا ،إنقاذ المؤسسات المالية في أزمة 2008 ومؤخرا العودة لسياسات الحماية الجمركية في أمريكا المناقضة كليا لكل نظريات اقتصاد السوق النيوليبرالية وحتى الليبرالية الكلاسيكية ... الخ ) .
إنهم بكل بساطة يرجعوننا لعصور العبودية الصريحة والمباشرة ، إنهم يبيعوننا أفرادا وجماعات بالفعل وبالقوة معا ، يتاجرون بجوعنا لصالح وكالات السمسرة العالمية العابرة للقارات و القوميات التي تحول عذابنا وبؤسنا اليومي إلى نقاط في بورصات الاوراق المالية لتملأ عذاباتنا و أحلامنا البسيطة الحسابات البنكية لأصحاب المال والأعمال . تحت جبروت قوانين السوق التي تغرِّبنا قسرا عن كل الرخاء والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي تنتجها سواعدنا وعقولنا ، تحت سطوة دولتهم الهجينة وسياطها والمارقة التي تستثمر في آلمنا وترغمنا على ذبح أحلامنا بأيدينا ، يبيعون الإنسان فينا بالجملة و التفصيل !! ويفتحون الابواب على مصراعيها للوحش النيوليبرالي حتى يُعْمِلَ كل نصاله و أنيابه نهشا في آخر أمل لنا في القليل من العدالة وفي النزر اليسير من كل الرخاء الذي ننتجه !
ولكنهم يُغفِلون أننا في تونس واثينا ودمشق وبغداد وكراكاس ، ودلهي وفي باريس وحتى في ليفربول و شيكاغوا ...الخ لن نسمح لهم هذه المرة ، في هذه المعركة بأن يحولوا جوعنا وهزال بطوننا الى انتفاخ في حساباتهم البنكية شرقا وغربا ، لن نسمح لهم بالمضاربة بقوتنا وقوت عيالنا ، لن نمكنهم من أن يجعلوا من طفيليات وول ستريت و كهنة واشنطن أسيادا من عذاباتنا وعلى أحلامنا بكل بساطة ، فقد بلغ السيل الزبى ، الجيوش تتحضّر للمعركة الحاسمة في كل مكان سنسترجع أنفسنا ونعيد لكم ولكل النظام إنسانيته ، جيوش منتجي الحياة والثروة في كل مكان ستحرر المرتزقة من سطوة حساباتهم البنكية التي تضارب بهم وبنا في بورصات الشيطان ! الله معنا لأننا سنحرره أيضا من سجن كهنة المال في الكنائس والمعابد والمساجد سنعيد له ذاته ونرجع له عبيده خالصين له النية والايمان عندما نسترجع ذواتنا ونحررها من كل شرك أصله الجوع و قبيلته الفاقة ودينه الفقر .
يا عمال العالم وشعوبه المظطهدة إتحدوا !!