تأثيل تسميم الإتجاه الليبرالي لنشاط الحزب الشيوعي السوداني


المنصور جعفر
2018 / 9 / 14 - 09:37     

يشمل نعت "الليبرالية" الآراء الداعمة تحكم السوق في معيشة المجتمع أو المؤجلة لتحكم المجتمع في السوق.

1- أهداف مباشرة للتسميم الليبرالي:

(أ) في السياسة الداخلية:
التركيز على نسبيات وخلافات أسلوبي عمل "نداء السودان" و"الإجماع الوطني" والإختلافات النسبية لتصريحات قادة الحزب بشأنها في ظروف ومناسبات مختلفة.


(ب) في السياسة الخارجية:
رفض موارب لسياسات الحزب الشيوعي السوداني المضادة لعملية تفتيت مجتمعات ودول المنطقة. يتجسد هذا الرفض الموارب في موالاة للخط الأميركي بتصوير ايران وحدها كخطر رئيس على "الاستقرار" في المنطقة! (أي الإستقرار الأميركي) بينما الخطر الرئيس على وحدة مجتمعات ودول افريقيا والشرق الأوسط هو السياسة الرأسمالية وموالاة الحكومات المدنية والعسكرية الرئاسة لسياسة صندوق النقد الدولي، القاضية بتركيز الموارد والسلطة داخل كل بلد في الفئة الرأسمالية، ومن ثم تعالي بعض العصبة الإثنية والقبيلية والطائفية للفئة الرأسمالية على الإثنيات والقبائل والطوائف الأخرى، أي ما يتبع هذه الرأسمالية العالمية وتعالياتها الداخلية من إستغلال وتهميش يفتت المجتمعات يفقر أغلبيتها ويقتل وجودها وومستقبلها .

هذا الموقف الليبرالي مرجئي لمقاومة سياسة السوق ويفضل أسلوب "الهبوط الناعم" والدعوة الثقافوية لإحترام حقوق الهامش كحل لأزمات سيطرة السوق على السودان! لكنه يناقض نفسه بحالة السكوت على أو المؤازرة الضمنية لأسلوب النشاط المكثف المدني والعسكري لمعسكر البترودولار والإرهاب الإسلامي السني والنشاط الأميركي ضد سيطرة الكادحين والمهمشين على مفاتيح السياسة والإقتصاد وضد سلامة مجتمعاتهم من الإفقار والتفتيت والعنصرية.


(ت) في المجال الإعلامي والثقافي:
1- تقوم بعض الأنشطة الليبرالية بمبالغة وتضخيم الأخطاء الإعلامية الشائعة مثل (تضارب أو إختلاف التصريحات) و(أخطاء عرض، أو لغة، أو أسلوب، بعض الموضوعات) وربط (الاخطاء) الشخصية بالتنظيم وربط (الأخطاء) التنظيمية بأفراد، عازلة لتلك الأخطاء وأولئك الأفراد عن سياقهم التاريخي وعن ظروفها الموضوعية الكبرى والصغرى المحيطة وعن إمكانية إصلاحه بشكل موضوعي.

2- تطرح بعض الأنشطة الليبرالية المواضيع الفكرية بطريقة سلبية مضادة لمعالم التقدم الشيوعي ضد الرجعية وضد الإمبريالية، مثالاً لهذا:
1- طرح العلاقة الديالكتيكية بين الدين والماركسية بشكل تضاد ونفي أحادي يخفي حاجة العدالة الإجتماعية للنظرة الإشتراكية العلمية، ويفصل واقع جزء من السودان وما فيه من بساطة معيشة وصوفية عن وجود الطبقات والصراع الطبقي، وتفصل كل ذلك عن الرسالة المتصورة في كل دين من الأديان بضرورة مقاومة الظلم بالوسائل الموضوعية والإرتقاء العقلي والتنظيمي للمجتمع،

2- محاولة تفكيك الإيديولوجيا العلمية بربط كل الأيديولوجيات بمثاليات ما قبل الماركسية-اللينينية وبطرح "تنوع" مثالي يزعم اللاطبقية في النظر إلى الإصطلاحات، وتقديم بدائل مثالية أو شبه واقعية لإصطلاحات الإشتراكية العلمية، كمقدمة لتمييع تاريخية المادة والديالكتيك وأفكارهم العلمية في المجتمعات وتنوعها في مجالات التنظيم الشيوعي وطروحه النظرية إزاء قضايا الصراع الطبقي،

3- قضايا نسبية الأخلاق والإختلاف في فئات المحتمع بين احترام الآراء والحقوق الشخصية في أمور الخمر واللبس والجنس ومتطلبات العمل العام، و

4- اختلافات رؤية عملية التغيير الجذري بين صيغة العمل الشيوعي والتحالف اليساري السنين أو الحاد، وصيغة العمل الجماهيري الواسع المترهل الذي يجمع فئات ومصالح متناقضة لحل قضية إستراتيجية،


(ث) في العمل الجماهيري:
بشكل مغرض تؤشر الليبرالية مرة إلى أخطاء الأمور التنظيمية في العمل الجماهيري ومرة إلى أخطاء الأمور الجماهيرية في العمل التنظيمي، محملة المسؤولية كل نوع من الأخطاء إلى كل ايديولوجية وتركيب ونشاط الحزب. وفي محاولتها لتوكيد هذا الزعم تشير الليبرالية الى قلة تعداد وتنوع:
1- التظاهرات ونشاطات مقاومة النظام الحاكم في ظروف معيشة وقمع قاهرة تستدعي النضال المسلح لكنها إزاء النضال المسلح تستدعي الأسلوب السياسي، وإزاء الأسلوب السياسي تستدعي الطروح الناعمة الثقافوية والانثوربولوجيانية، وإزاء هذه الطروح تستدعي مزيج من المجتمع المدني والفردية والطائفية وهلم جراً !
2 - قلة عدد تظاهرات ونشاطات الإتحاد النسائي و تظاهرات ونشاطات إتحاد الشباب، وهي منظمات مفتوحة لكل مهتم، لكن الليبرالية تربط انخفاض تعداد نشاطها بانخفاض نشاط الشيوعيين داخلها، وإذا زاد نشاط الشيوعيين داخلها اتهمتهم بالسيطرة عليها! فيخففون نشاطهم فتزبد في اتهامهم بالضعف وبالسيطرة وهلم جراً، تبتز بالإتهام نشاط الحزب وذلك في وقت تنفرد فيها شللها وعلاقاتها مع الإمبريالية وهيئاتها في الخليج بمنظمات سمتها المدنية لكنت مضمونها مواصلة ودعم سيطرة الأفكار والنشاطات الليبرالية على البيئة الإعلامية السياسية، وتعزيز حالة اقصاء وتأجيل النشاط والأسلوب الشيوعي الضروري لوقف سيطرة السوق وكبراء بنوكه وسادته ولصوصه على معيشة الناس .



ثلاثة معالم في العملية الليبرالية العامة لضرب أي حزب شيوعي:
1- معركة فكرية ضد المعالم الآيديولوجية للشيوعية تشمل ضرب معالم الفكرة، والإسم والفلسفة والنظرية والبرنامج العام ومصادمتها بالفكر اليومي والشعبوي. و
2- تضخيم للفروق الواقعية بين التفاصيل النسبية للتصريحات والتكتيك والنشاط اليومي للشيوعيين وجماهير تنظيماتهم وشذراتها، والقيم والمعالم النظرية الإستراتيجية للحركة الشيوعية.
3- ديالكتيك الشخصنة والموضوعية حيث تستخدم الليبرالية مياسم الموضوعية كستار لإغتيال تضحيات الشخصيات كما تستخدم التضحيات الشخصية وحتى الإستشهاد لإخفاء أو لتخفيض الأخطاء الموضوعية،
في الحالتين ومع لعبة المفاضلة -اليمينية أو اليسارية- بين التكتيك والاستراتيجية، ولعبة التيسم بالموضوعي أو الشخصي، ولدت الظروف عملية ثالثة جامعة لزيادة الإختلافات والخلافات الموضوعية والشخصية داخل أي كيان، خلاصة هذه العملية تقريع شديد لشخصية قائد حزبي بحيث تأخذ ردود الأفعال على ذلك التقريع أو التبشيع إما سمة التحالف الشخصي أو سمة الإختلاف في مياه عكرة، بدلاً للسمة المفترضة في الأحزاب الشيوعية وهي سمة التوافق النظري العام على الأعمال الرئيسة والإختلاف التكتيكي حسب الظروف ومجريات العمل، وحسب درجة وظرف النشاط الديمقراطي العام المتصل بالرؤية أو بالقرار أو بالموقف المختلف عليه، وحسب ظروف ودقة العملية المركزية الديمقراطية بشأنه.
وعادة ما تكون النتيجة الطبيعية لحالة تهييج الشخصنة هي إنخفض الحس الموضوعي وحس الإرتباط الجمعي في اعمال المجتمع وهيائته، وبالتالي إرتكاب أخطاء أخرى، وهلم جراً إما تحت تأثير رد الصاع سبعة صاعات أو بأثر الشعور بجدوى البعد عن هيئات المشاكل والتحول عنها إلى العمل الفردي وهلم جراً.


2- معالم الترياق المضاد للسموم الليبرالية:

(أ) توكيد ان تطور كل حزب من الأحزاب الشيوعية مرتبط بحساب دوري يومي وأسبوعي وشهري وسنوي لعدد ونوع الموجبات ولعدد ونوع السلبيات، وفق العيارات الموضوعية لكل مجال من مجالات عمل الحزب، وكذا بتجديد بناء الحزب في الجهتين الآيديولوجية والتنظيمية:1
- التجديد الايديولوجي: بمزيد من الربط بين الديمقراطية و الإشتراكية باتجاه برلمان متوازن التمثيل + إقتصاد تسوده التعاونيات والشراكات العامة. و
تجديد عمل الحزب: بجعل اللحنة المركزية أقل عدداً وأن تكون أكثريتها من فئات الكادحين المهمشين والنساء. أما المناضلين الافذاذ الذين لاتنطبق عليهم شروط الشباب الكادحين المهمشين والنسوية فإن كرمهم يتواصل بسد حاجة العمل في مكاتب الهيئات القائدة.

.....................................................................................................................................


بعض معالم البرلمان الديمقراطي الموزون التمثيل:
بحكم ان اختلالات تكوين البرلمان افشلت كل مشروعات التغيير السابقة فان من المفيد لتطور الحركة السياسية تغيير هذه التركيبة اتضيف لممثلي الأحزاب، تمثيلاً مباشراً في البرلمان لفئات الرعاة، المزارعين، العمال، المهنيين. زائداً إليهم تمثيل المجتمعات المختلفة: المجتمع الأكاديمي المجتمع العسكري المجتمع الثقافي، المجتمع التجاري، المجتمع الإعلامي، إلخ، مع تمثيل المنظمات النسائية وتمثيل منظمات الشباب، ومع هذا المجلس، مجلس آخر أقل عدداً يمثل إقتصاد الأقاليم بفئات العمل فقط، وعمل مجلس الأقاليم تجنب حالات التهميش ضد مصالح ولاياته التي قد تتضمنها القوانين التي
يصدرها المجلس الأول)_