الوضع في العراق وخرافة الاحتجاج السلمي !


سهر العامري
2018 / 9 / 8 - 13:17     

من الخرافات التي بشرت بها الدعاية الامريكية في العراق هي خرافة الاحتجاجات السلمية التي يسمح بها العرف الامريكي ، تلك الخرافة التي انتفع بها حكام العراق من عملاء إيران وأمريكا على حد سواء ، وراحوا ينهبون هم والامريكان والايرانيون ثروات فقراء العراق خاصة الثروة النفطية بعد أن صاروا في مأمن من غضب الشعب الذي طالبوه فقط أن يحتج سليما على نهب ثروته التي تمتع بها شركات النفط الأمريكية تحت قوانين شرعتها هي حيث قامت تلك الشركات ، وبموافقة من حزب الدعوة بقيادة المالكي من الغاء كل القوانين النفطية التي ناضل العراقيون من أجلها ، وقدموا الكثير من الضحايا في سبيل تحقيقها ، فقد الغت الاتفاقيات التي وقعها المالكي مع الامريكان شركة النفط الوطنية العراقية التي تأسست في عهد عبد الكريم قاسم ، كما الغت تلك الاتفاقيات قوانين تأميم النفط التي شرعت في عهدي عبد الكريم قاسم وعهد أحمد حسن البكر ، ومقابل ذلك حصل المالكي وحزب الدعوة على كرسي الحكم في العراق من أمريكا ، ولأن تلك الاتفاقيات ما هي الا جريمة بشعة غطت عليها بنظام مزي أعطت فيه الحق للشعب العراقي أن يتظاهر سلميا ، ثم راح أقطاب حزب الدعوة يعزفون هذه النغمة الامريكية مستغفلين السذج من الناس ، ولكنهم نسوا أن الاحتجاج السلمي لا يمكن له أن يضمن المصلحة العامة لعموم الشعب العراقي ، وخاصة الفقراء منه ، وذلك لان النظام الديمقراطي الذي بشرت به أمريكا هو نظام مشوه قائم في بيئة مشوهة استشرى فيها الفساد في كل جانب من جوانبها ، حيث وجد فيه عملاء ايران مرتعا خصبا للنهب والسرقة بأبشع صورها ، وذلك بعد أن آمنوا العقاب والحساب ، وأبعدوا الخوف عنهم بخرافة الاحتجاج السلمي تلك الخرافة التي استغلوها أبشع استغلال .
في النظم الديمقراطية العريقة حين يتظاهر الناس سلميا ضد حكومة أو مسؤول فيها يأتي الرد سريعا منهما ، فإذا كان التظاهر السلمي ضد الحكومة تبادر تلك الحكومة الى الاستقالة حالا ، واذا كان التظاهر ضد مسؤول فيها يبادر هذا المسؤول الى التخلي عن منصبه فورا ، لكن في العراق الأمر متخلف تماما ، فالشعب العراقي تظاهر ضد الحكومة ، أو ضد أكثر من مسؤول فيها ، ولكن لا الحكومة استقالت ، ولا المسؤول ترك منصبه ، والسبب في ذلك هو أن حكام العراق اعتبروا المناصب غنائم يجب أن يتمتعوا بها ، فممن يخافون مادام الشعب قد اعطوه حق التظاهر السلمي ، فهذا لسان حالهم يقول : دع الشعب يتظاهر ، ودع الشعب يقول : إننا حرامية وابناء عواهر مادام المال عندنا ، وللشعب التظاهر السلمي .
خلاصة القول إن خرافة التظاهر السلمي لا تقدم حلا للأوضاع المزرية التي يعاني منها الشعب العراقي طوال حكم حزب الدعوة الذي تسلمه من الأمريكان مقابل النفط العراقي ، والسبب في ذلك هو أن الحاكم العراقي متخلف العقلية يرى أن المال الذي يحصل عليه من منصبه هو هدفه الأسمى حتى لو ضربت صوره بالأحذية مثلما ضرب الشعب العراقي صور المالكي بتلك الاحذية في شوارع مدن العراق . ولهذا يجب على الشعب العراقي أن ينتزع حقوقه بكل السبل ، ولا يركن الى سبيل التظاهر السلمي وحسب .