كلمة.... يوميات البصرة... يوميات الثورة على الوضع السياسي الطائفي...


أحمد الناصري
2018 / 9 / 7 - 13:48     



هنا البصرة
البصرة تتجاوز الوضع والجميع
البصرة تعاقب الجميع
البصرة وإمكانية الاستمرار وتطوير التحرك الوطني وتعميمه
هنا البصرة
الأحداث في البصرة تسير وفق منهجها الوطني الداخلي السليم، وتعلن القطيعة والمواجهة التامة والنهائية مع الوضع السياسي الطائفي الفاشل، مهما كانت النتائج النهائية لهذا التحرك. وهي تتعلم بسرعة من تجربتها الميدانية اليومية، وتطور أساليب المواجهة، وتتحرك وتسقط الأهداف والنقاط التي يجب اسقاطها وشلها والسيطرة عليها بسرعة، كي تشل وترك العدو وتجعله يتخبط ويتراجع.
المدينة اصبحت الآن بيد الجماهير، والأحداث تجاوزت السلطة العاجزة الفاشلة المتخلفة في بغداد والبصرة. السلطة الطائفية العاجزة لا تملك غير الوعود الكاذبة، فهي السبب بكل ما يحصل للوطن والمدينة من عام 2003. الأحداث تجاوزت كل الأحزاب المشاركة والمؤيدة للعملية السياسية الطائفية وفضحتها وعزلتها، بل ودخلت في مواجهة سياسية وميدانية معها، لأن جميع هذه الأحزاب تقف مع السلطة ضد الناس والمدينة، بشكل علني دون مواربة، لأنها تؤيد الوضع السياسي القائم في بلادنا.
الصدر يدعو لعقد جلسة مفتوحة، سريعة وطارئة، للبرلمان المزور والمزيف غير الشرعي، مع رشقة تهديدات ومواعيد جديدة! لكن البرلمان بلا رئيس غير رئيس سن اليأس، وبلا حكومة محاصصة جديدة، وهو من الوضع المرفوض وضمنه! فما فائدة هذا الحل الكاريكاتيري من داخل الوضع؟ إن كل تصريحاتهم تدور حول حماية واستمرار العملية السياسية الطائفية (السلطة الطائفية وامتيازاتها وسحرها والوضع الطائفي الرجعي المنهار) بواسطة الكتلة الأكبر.
ماذا لو حصل وتحالف الصدر مع العامري لتشكيل الكتلة الطائفية الأكبر؟ هل يبقى الحديث المضحك حول الكتلة التاريخية وجمهور الكادحين؟
هل يمكن الحديث عن الاستقلال المنجز في ضوء التواجد والتدخل الأمريكي العسكري والسياسي والمخابراتي الواسع في منطقة مدمرة ومنهارة؟
لا يزال الحريق يشتعل في البصرة، والمدينة تواجه مصيرها بجميع الاحتمالات، دون مساندة وتحرك واسع وكبير مماثل في جميع المدن الوطنية، وعلى رأسها بغداد العاصمة والمركز الحاسم والحاكم لكل شيء، ومدن الشمال والجنوب والوسط.
إن ذلك حصل ويحصل من خلال تحطيم منهجي طويل وعميق للوطن والمجتمع وعناصر الترابط الوطني الطبيعية، الفكرية والسياسية والاجتماعية والنفسية، واستبدالها بمفاهيم طائفية وقومية ضيقة وعشائرية وحزبية ونفعية (دور الفلوس والرشى والرواتب ودرجات الدمج العام) وصعف الثقافة الاجتماعية العميقة والحقيقية.
هناك كلام فارغ من ممثلي جميع الأحزاب الطائفية والسياسية، حول نتائج الكارثة وما يجري في الوطن والبصرة، وهو لا يتعلق ولا يلامس جوهر كارثة الانهيار واسبابها الحقيقية، التي هي طبيعة سلطتهم وعمليتهم السياسية، والمواقف الاقتصادية والسياسية والأمنية، وفشلهم وعدم صلاحيتهم المطلقة في حل المشاكل وتحسين الوضع ولو مؤقتاً وبدرجات بسيطة. انها أزمة وضع سياسي تامة ونهائية، سيعمقها عمل ونشاط البرلمان المزور والسلطة الطائفية الجديدة ومؤسساتها، التي ستقوم على المحاصصة والصفقات المشبوهة والابتزاز العلني. فماذا فعلت كل السلطات والإدارات التي جاءت مع الاحتلال من عام 2003؟ ألم تنتج كل هذا الخراب والدمار الشامل الشنيع؟ هل هو قدر نزل من السماء أو من جهات مجهولة غير معلومة ومعروفة ومحددة؟
قصص القمع والتهديد والإرهاب والتشكيك والقناصين والمندسين والحرائق والميليشيات وتدخل المرجعية وقضايا المذهب والطائفية والدين، كلها تخصكم وهي لكم ومنكم، وجميعها تتساقط وتتهاوى اما واقع صلب ومر ومحدد، يتعلق بحياة ووجود الناس والوطن والمدن، وليس خرافات سخيفة وسقيمة، تساهم باستغلال واستغفال وتجويع الناس بواسطة الجهل المقدس.
الخبز المدرسة الماء المعمل الشارع النظيف الحرية الحقيقية وكرامة الإنسان، أهم من أي شيء آخر خرافي ملفق غير نافع، يقف ضد حياة وحقوق الناس الطبيعية والإنسانية الأساسية.
كارثة البصرة، هي كارثة وطن مدمر ومهدد، سببها وضع سياسي طائفي فرضه الاحتلال والتدخلات الإيرانية.
هنا البصرة... هنا الثورة...