كلمة في احتفال تخرج الرفاق طلاب المدرسة الحزبية المركزية، دورة مئوية ثورة أكتوبر في مركز الحزب – الوتوات


حنا غريب
2018 / 8 / 31 - 11:08     

كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق حنا غريب

في احتفال تخرج الرفاق طلاب المدرسة الحزبية المركزية، دورة مئوية ثورة أكتوبر في مركز الحزب – الوتوات



الرفيقات والرفاق في المكتب السياسي واللجنة المركزية وفي لجنة التثقيف الحزبي

الرفيقات والرفاق الطلاب المتخرجون من المدرسة الحزبية المركزية

السيدة آيفلين حمدان الضيوف المحترمين

الرفيقات والرفاق والأصدقاء الحاضرون هذا الاحتفال

اسمحوا لي ان اتوقف بادئ ذي بدء عند إعلان دورتكم التثقيفية بمناسبة الذكرى المئوية " لثورة أكتوبر"، وفي ذلك له أكثر من دلالة وهدف:

أولاً: انه تعبير من جانبكم وهو سليم وصحيح، عن أهمية هذه الثورة التي طبعت القرن العشرين بطابعها الثوري الماركسي – اللينيني، لجهة الهدف الذي انطلقت من اجل تحقيقه وحاولت الوصول اليه ولم تتوصل لتحقيقه والمتمثل في بناء مجتمع اشتراكي وشيوعي بدون استغلال طبقي وهو هدف يعلو ولا يعلى عليه أي هدف آخر في خدمة البشرية جمعاء.

ثانياً: هو عهد التمسك بمتابعة النضال من أجل تحقيق الهدف التي قامت من أجله ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى وهو ما يلقي على عاتق الأحزاب الشيوعية وسائر التيارات الماركسية واللينينية في العالم ومنها حزبنا مهام جسام أولها النظر نحو الآفاق الواسعة لمستقبل تحقيق هذا الحلم في القرن الواحد والعشرين.

ثالثاً: التطلع بتفاؤل إلى مستقبل البشرية، من خلال التجارب التي يجري تطبيقها راهناً في الصين وكوبا والفيتنام وفي سائر البلدان التي وصلت إلى سدة الحكم فيها أحزاب يسارية وقوى ديمقراطية وتحررية وإلى نضالات الطبقة العاملة وحركات التحرر الوطني وانتفاضات الشعوب في منطقتنا العربية وفي العديد من البلدان، ونحن على ثقة تامة بأن كل هذه التضحيات لا بد ان تتكلل بالنجاح، ففي ذلك اثبات ملموس ان المجتمع الاشتراكي ليس حلما يستحيل تحقيقه، بل هو هدف عظيم يستحق التضحية في سبيله ويمكن تحقيقه على ارض الواقع.

وكم نشعر بالحاجة، كشيوعيين ويساريين لبنانيين، إلى التوصّل إلى قراءة جامعة للنظرية والممارسة الماركسية - اللينينية في زمن تعاني فيه بلداننا العربية من التبعية الاقتصادية والاجتماعية والتجزئة والاستبداد والافقار ومحاولات تجديد السيطرة الامبريالية والصهيونية وتصفية القضية الفلسطينية ونشر الغزوات والقواعد العسكرية وافتعال الحروب الطائفية والأتنية والتوظيف في الأنظمة العربية الرجعية والقوى الأصولية والظلامية.

بالأمس خرج الحزب في تقييم نتائج الانتخابات النيابية باستنتاج مفاده ضعف علاقة أعضائه وتواصلهم مع الناس وهي مسألة خطيرة إن دلّت على شيء فهي تدل على ضعف علاقته مع العمال والمزارعين والأجراء والمتعطلين عن العمل وبشكل خاص مع الشبيبة العمالية والطلابية وهي القوى الأكثر ثورية في المجتمع.

ان إعادة الاعتبار للهوية والانتماء الفكري للماركسية واللينينية وللتثقيف الفكري بهما وبكل التجارب الثورية والتحررية في العالم اجمع هو واجب لامتلاك المعرفة وتحريك وجهة الصراع بالاتجاه الصحيح، هو هو صراع طبقي ضد الاستغلال والتبعية لقوى الإمبريالية والرأسمال المعولم وأدواته. وهي ما تقوم به مدرستنا الحزبية، انه حجر الأساس في بناء الحزب وتحقيق وحدته الفكرية والسياسية والتنظيمية،

وكل التقدير للرفاق في اللجنة المركزية للتثقيف الحزبي، لمسؤولها الرفيق غسان ديبة ومعه الرفيقين مفيد قطيش وألكسندر عمار(ساشا) ورفاق آخرون، على ما بذلوه ويبذلونه من جهود جبارة في المساهمة بهذه الورشة الحزبية.

والتحية لمن يستحق التحية أيضاً، للرفاق الذين شاركوا في هذه الدورة وتكبدوا ما تكبدوه من مشقات، من سهر ودراسة، ليحصدوا نتيجة أتعابهم في هذه النتائج المشرفة التي استحقوها بجدارة وكفاءة. والشكر كل الشكر إلى السيدة المناضلة بصمت الكثير الكثير من المناضلين رفيقة مهدي عامل رفيقتنا جميعا السيدة آيفلين حمدان، معاهدينه على السير قدما على وهج أجمل ما كتب في ما قلّ ودل في احلك الظروف " لست مهزوما، ما دمت تقاوم".

إن بناء الكوادر الحزبية من خلال المدرسة الحزبية هو الحلقة الأولى التي يجب أن تتبعها حلقات أخرى باتجاه توسيع النشاط التثقيفي في الحزب وتعميقه كماً ونوعاً وعلى كل الصعد والمستويات، وخاصة على مستوى حلقات التثقيف في القواعد الحزبية وللأصدقاء، فهي ستثمر بدون شك انتسابات جديدة إلى صفوف الحزب من الشباب والشابات بهدف تجديده، ودفعه قدماً لانجاز مهمته في التغيير الديمقراطي نحو بناء دولة علمانية ديمقراطية مقاومة على أنقاض هذه الدولة المذهبية الطائفية.

وبالنسبة الينا فالتثقيف ليس للتثقيف، بل له دور ووظيفة، في تنمية قدرات الحزب الذاتية، فالمسالة التنظيمية هي مسالة فكرية وهس أساس الوحدة الحزبية. إنه سلاح المعرفة الذي به نواجه خصومنا الطبقيين، وبه نواجه الفكر الغيبي والظلامي الذي يعمل على تضليل العمال والمزارعين الأجراء وسائر الفئات الاجتماعية المهمشة والفقيرة.

إن النضال الاقتصادي - الاجتماعي غير كاف لرفع مستوى الوعي السياسي لدى العمال وأصحاب الحقوق وهو يحتاج لشرط التثقيف الفكري لأصحاب الحقوق من أجل تكوين قناعة لديهم بأن الحلول الجذرية لمشاكلهم هي حلول سياسية قبل أن تكون اقتصادية واجتماعية.

ختاماً، لا بدّ أن نتوقف عند ما يعنيه لنا هذا الاحتفال، فهو يتزامن مع احتفالات الذكرى الـ 36 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وبدء مسيرة التحرير من بيروت. فتحية لهذه المقاومة، لحزبها الذي أسسها. والتحية إلى كل الشهداء والجرحى والاسرى، ولكل الرفاق الذين كان لهم شرف المشاركة بهذه المسيرة، وعهداً على متابعة المسيرة من اجل التغيير الديمقراطي. ومبروك لنا جميعاً هذا التخرج

عاش الحزب الشيوعي اللبناني

المجد الخلود للشهداء الأبرار