استعمار مصر تأليف تيموثى ميتشل وترجمة بشير السباعى واحمد حسان5


خالد محمد جوشن
2018 / 8 / 31 - 02:55     

الات الحقيقة
بدأ قصف الاسكندرية يوم الثلاثاء الحادى عشر من يوليو 1882 فى السابعة صباحا وتدمر القسم الاكبر من المدينة وتحول الى انقاض ورماد وهو القسم الذى ترجع ملكيته الى الاوربين والتى زعم الانجليز انهم اتوا الى حمايتهم

بعد اسبوع من قتال الشوارع ومن خلال الرشاش سريع الطلقات من طراز جاتلنج تم الاستيلاء على المدينة وبعد شهرين تم الاستيلاء على مصر كلها واعادة السلطة الخديوية الى سدة الحكم

ويوم الثلاثين من سبتمبر وامام الخديوى تم استعراض كبير للجيش الانجليزى الذى تم تجميعه بهدف ترويع المصريين

لقد سبق الاحتلال الانجليزى لمصر ترتيب منظم للطريقة التى سيتم بها الاستيلاء على البلاد من خلال تجهيز الخيام والوقود والغذاء والجياد لعشرين الف رجل هم جنود الحملة ولمدة ستين يوما

ومن خلال سلسلة من الترتيبات مثل انشاء سلاح للبريد ونظام للتليغراف واسلحة متطورة مثل رشاش جاتلنج سريع النيران تم بنجاح السيطرة على مصر بهذه القوة الصغيرة المنظمة للغاية

فى اكتوبر 1881 وبعد شهر من قيام الزعيم الوطنى احمد عرابى بصف قوات امام الخديوى فى عابدين واجباره على قبول المطالب الشعبية كان قد نشر فى القاهرة كتاب عنوانه رسالة الكلم الثمان الفه الاستاذ الكبير بدار العلوم حسين المرصفى

ناقش المرصفى فى كتابه كلمات مثل الامة والوطن والحكومة والعدل والظلم والسياسة والحرية والتربية

كانت السلطة الوطنية بزعامة عرابى قد اعلنت فى بيانها عن ان الهدف هو توسيع نطاق التهذيب ( تربية الشعب ) وقد حاول الزعماء الوطنين ذلك من خلال الصحافة والبرلمان وتوسيع انتشار التعليم المدرسى

وتاكيدا لنية الزعماء الوطنين قام عرابى فى اول عمل له كزعيم بوضع حجر الاساس لمدرسة جديدة فى الزقازيق مسقط رأسه

الغريب ان استجابة حسين المرصفى لفكرة الكتابة كانت تحدها الثقافة المتغلغلة داخل الامة حيث حذر المرصفى من خطر انتشار الكلمات الجديدة دون ضوابط وكذلك من خطورة الكتابة غير النحوية

وهذا يذكرنا بالجبرتى الذى انشغل باخطاء البيان الفرنسى الذى اصدره نابليون ولم يهمه فى البيان سوى اخطاؤه اللغوية والنحوية واخطاء الاعراب

والغريب ان هذا العداء للكتابة المنضبطة التى مثل استخداف التلغراف لها اروع مثال ظل ساريا

حيث ان ماطبع خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر بعد رحيل الفرنسين كان جله فى نطاق المشروع العسكرى والافراد القلائل الذين حاولوا استخدام المطبعة خارج هذا الاطار ابعدوا من مناصبم بل وتم نفى بعضهم

وهكذا يبدو ان قصة الطباعة فى مصر تؤكد تخلف العالم العربى ومقاومته المستمرة للتغير بل والعداء اللاعقلى للدارسين المسلمين تجاه العلوم الحديثة

بعد هزيمة عرابى وانهيار الحركة القومية على يد البريطانين سال المحققون عرابى لماذا سمح لنفسه بان يدعى رئيس الحزب الوطنى ؟

فقال ان اهل البلاد جميعا حزب قائم بذاته يطلق عليه لفظ فلاحيين اذلالا لهم

وعلى الشائع فقد استغرق البريطانين عشر سنوات لقمع مقاومة الاقاليم للاحتلال حيث كانت الفترة القصيرة التى سبقت الاحتلال فرصة للمد الوطنى
والى مقال اخر