أحمد سعدات وقانون يهودية الدولة


محمود فنون
2018 / 8 / 20 - 23:48     

احمد سعدات وقانون يهودية الدولة
محمود فنون
20/8/2018

مشكلتنا مع اليهود ليس في صياغات قانونيىة يرتأونها بين الفترة والأخرى . مشكلتنا انهم يحتلوا بلادنا ويهودوها.
أحمد سعدات يكرر موقفه الذي ورد في كراسة صدى القيد .
كتب في مقالته المرسلة عبر البريد وهو يعلق على قانون القومية اليهودية الذي قرر حق تقرير المصير لليهود فقط في فلسطين وأورد الفقرة التالية :
"2- وتأسيساً على ما سبق ينبغي مقابلة شعار دولة اليهود القومية بشعار الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية بمضمونها المؤهل لحل تناقضات عملية الصراع في فلسطين وفق منطق ديمقراطي عصري تقدمي وإنساني، ويجسد مقولة الحل العادل والشامل والدائم ويهدف إلى تحرير اليهود والعرب الفلسطينيين في آن واحد."
مشكلتنا معهم ليس في صياغات قانونيىة يرتأونها بين الفترة والأخرى . مشكلتنا انهم يحتلوا بلادنا
أين المشكلة إذن؟ .
تكمن المشكلة في أن الجبهة بنفسها تتكفل بتوزيع آراء الرفيق أحمد مصحوبة باسمه ورموزيته وتضحياته ولقبه.
هذا الراي يتعارض مع كل أدبيات الجبهة والمفروض أنه رأي شخصي .
إن إضافة عبارات من نوع : "وفق منطق ديمقراطي عصري تقدمي وإنساني، ويجسد مقولة الحل العادل والشامل والدائم ويهدف إلى تحرير اليهود والعرب الفلسطينيين في آن واحد."
الحل العادل !! من هي الجهة التي تفرض عدالتها على الحل ؟إن المنتصر هو الذي يفرض عدالته.
والشامل ؟ هذه مجرد كلمة ذات طنين لا أكثر.
الدائم : هذه مأخوذة من قرار مجلس الأمن رقم 242.
تحرير اليهود ؟ هل يشكو اليهود من انعدام التحرير؟ فهم محررون. إن الفلسطينيين فقط هم غير المحررون. فلماذا تضع تحرير اليهود على اجندتك؟؟؟
إن إضافة كلمة ديموقراطي لتوصيف الحل كما هو وارد في الفقرة لا يفيد في شيء بل هي كلمة مخادعة وتستهدف تزيين الكلام والتضليل.
وفق منطق ديموقراطي ، وكذلك عصري ! طيب كل الإحتلال عصري وهو ليس من عصور قديمة بل حديث وحديث جدا .
أما مقابلة شعار " دولة اليهود القومية بشعار الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية "
ربما يعتقد الكاتب أنه بهذه "المقابلة" إنما يضع إسرائيل في مأزق أو يحشرها في الزاوية أو يسبب لها الحرج . كل هذا لا يهم إسرائيل . والأهم أن " دولة اليهود القومية " ليس شعارا للمستقبل ويحتاج اليهود إلى فعاليات ومظاهرات واعتصامات وكفاح مسلح لتطبيقه . هو قانون وله قوة دستورية وتنفيذية . فما هذه المقابلة سوى رغوة صابون يطيرها الهواء .إن هذا القانون هو حلقة في سياق تهويد فلسطين المستمر دون توقف . وحتى لو وضعناه على أجندة النضال وحتى لو سحبته الكنيست من جذوره واستبدلته بعنوان دولة ديموقراطية علمانية ، فهي دولة اليهود . وحتى لو صاغت قانون غير عنصري ، فاليهود يستوطنون بلادنا وهجروا ويهروا شعبنا .
مشكلتنا معهم ليس في صياغات قانونيىة يرتأونها بين الفترة والأخرى . مشكلتنا انهم يحتلوا بلادنا
إنه ليس من واجب الجبهة أن تتكفل بتوزيع هذه الآراء وعلى نفقتها ، بينما هي تتعارض مع هدفها الإستراتيجي في الرؤيا والتحليل والموقف .والرفيق أحمد يكرر موقفه حينما وقع على وثيقة سلامة كيلة ويكرر ما كتبه في آخر صفحة في كراسته صدى القيد . إن هذا نهجا وله سياق وهذا يستحق الوقفة والمراجعة .