يطوِّقُ جيدي بشالِ الَّلهفةِ


مرام عطية
2018 / 8 / 16 - 09:47     


____________________
من وراءِ بللورِ الغيابِ رأيتُكَ على ضفَّةِ المساءِ تشرقُ في قلبي، والشَّمسُ حسناءُ تلوِّحُ بالفراقِ ، تودِّعُ ألقَها بينَ التِّلالِ الموشَّحةِ بالحورِ و السنديانِ ؛ فيرقُّ الأثيرُ و تسيلُ من مقلتيهِ دموعُ اللازوردِ العطشى للعناقِ ، يرتشفها العاشقونَ المتناثرونَ على حوافي قريتي الخضراءِ ؛ فيشتعلُ جمرُ الحنينِ ، وتتوهَّجُ الأشواقُ تحتَ أكمامِ القُبَلِ ، المسكونةِ بالوصايا، المدثّرةِ بالحياءِ . كانت سنابلُ يديكَ توزِّعُ حفناتِ الألقِ وسلالَ الفرحِ على دروبِ قريتي الجبليةِ المزروعةِ بالحسانِ اللائي تحرسهن من الحسدِ عيونُ النجومِ الساهرةِ ، وَكَانَ صنوبرُ أناملكِ يسرِّحُ شعري برهافةٍ وتوقٍ، يطوِّق جيدي بشالِ الَّلهفةِ ، ويعقدُ على خصري زنَّارَ الأنوثةِ ، فأختالُ جمالاً في جوقةِ السِّحرِ
النرجسُ الوسنانُ سألني عليكَ بإلحاحٍ ، كنتُ أظنُكَ ترافقني بصمتٍ مشغوفاً بأقانيمِ الجمالِ ، تغترفُ أضلاعكَ نسيماتِ الأصيلِ الرقيقةَ ، بحثتُ عن وجهكَ الملائكيُّ فلم أجدهُ أينَ غابَ عنِّي ؟! ياللدَّهشةِ !! عيناكَ توزعانِ الفيروزَ والياقوتَ و أنتَ بعيدُ عن أقاليمي ، فكيفَ إذا التقينا ذاتَ مساءٍ ؟!
وهلْ حينَ يتوهَّجُ الحبُّ يرميهِ القدرُ بالنوى ، يثأرُ للمسافاتِ ؛ ليتمَّ الحقُّ يقضي بالغيابِ غيرُ مبالٍ بانشطارِ الأفئدةِ ؟!
________