قراءة في بنود الإتفاق بخصوص قطاع غزة


محمود فنون
2018 / 8 / 8 - 02:25     

قراءة في بنود الإتفاق بخصوص قطاع غزة
محمود فنون
7/8/2018م
الهدنة الطويلة مقابل " توقف اسرائيل عن استهداف قيادات حماس المدرجة اسمائها على قائمة الاغتيالات " واشنطن بوست ومصادر إسرائيلية أخرى.
نشرت الواشنطن بوست أمس ما أسمته بنود الإتفاق المذكور.
يجري التفاهم على هذه البنود عبر الوسيط المصري ومشاركة القطري. وهناك ملاحظة هامة مفادها أن الوسيط المصري ليس نزيها ، بل إن وظيفته هي تمرير ما تراه إسرائيل على الجانب الفلسطيني القطري بنفس الشيء. وكذلك فإن حماس وهي العنوان الذي يتوجب عليه إعطاء الرد، تريد أن يكون الرد باسم إجماع القوى الفلسطينية بما فيها فتح. وحماس تتلقى ضغوط من يسمونهم الإخوة المصريين والقطريين .
وكي تندرج فتح في هذا الإتفاق فإنها تريد تحسين وضعها في قطاع غزة بمزيد من الصلاحيات والمشاركة في إدارة القطاع تحت عنوان المصالحة .
وبعد ذلك ياتي امر مهم مفاده أن تحسين المعيشة وتقديم المساعدات للقطاع يتطلب نوع من الحضور الرسمي للسلطة في قطاع غزة ،وسيطلقون عليه اسم مصالحة .علما أنه لا مصالحة بين فتح وحماس ولا مشاركة لحماس في السلطة دون موافقة إسرائيل شرطا حاسما بما في ذلك التنسيق الأمني بمشاركة حماس وأجهزتها الأمنية مباشرة أو بطريقة غير مباشرة وبلا لف ولا دوران .
وبعد قراءة مراحل الإتفاق بين حماس وفتح كما هي منشورة في وسائل الإعلام يمكننا قراءة ما نشرته الواشنطن بوست بسهولة .
والإتفاق من قسمين:
الأول : وهو الهدنة طويلة الأجل وتشتمل هذه الهدنة على وقف إطلاق النار من القطاع وأن تقوم حماس بظبط الحدود على مسؤوليتها " تقوم حماس بضبط الحدود من جانبها وتمنع اي نوع من اطلاق النار على الاراضي الاسرائيلية" كما نشرت واشنطن بوست
"وقالت القناة الثانية على موقعها الإلكتروني، إن حماس وافقت على اتفاق التهدئة الذي بادرت إليه مصر" سما ، القدس المحتلة في 4/8/2018م
ووقف الإحتجاجات على حدود القطاع " وقف الاحتجاجات المندرجة تحت شعار "مسيرة العودة" المصدر السابق
ويتضمن هذا القسم المفاوضات على إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين .
والقسم الثاني : يتعلق يتحسين المعيشة وإعمار القطاع .
فيما يتعلق بالمعابر : فقد كانت كلها مفتوحة دوما إلى حين الإنقسام حيث أغلقت ويجري فتحها بشكل محدد كلما رأت السلطات الإسرائيلية ذلك بما فيها معبر رفح . إذن فإن إعادة فتحها لا يمثل جديدا .
إن فتح المعابر يعني تسهيل نقل البضائع من وإلى إسرائيل ومن وإلى الضفة الغربية وهذا ليس أمرا ثانويا فهو يهم استمرار الحياة في القطاع من جهة ويزيد من صادرات إسرائيل لقطاع غزة . ويتضمن سماح إسرائيل لمصر بفتح معبر رفح . وفي جميع الإحوال يظل فتح المعابر وإغلاقها بيد طرف واحد هو إسرائيل . وعليه فإن فتح المعابر هو وعد من إسرائيل لا يستطيع أي طرف إلزامها به .
وقد ورد البند الذي يحوي تعهدات إسرائيل تحت عنوان تحسين المعيشة " تحسين الظروف المعيشية لسكان قطاع غزة وفك الحصار كلياً عنهم، والسماح بدخول البضائع كافة، كما ستقوم إسرائيل بزيادة تغذية القطاع بالتيار الكهربائي."واشنطن بوست .
ومطالبة الأمم المتحدة بتنفيذ مشاريع في سيناء واعمار القطاع علما أن القرارات والوعودات بإعمار القطاع تتطلبتها نتائج عدوان إسرائيل على القطاع عام 2014م " تنفيذ الأمم المتحدة مشاريع مثل إنشاء ميناء (في الإسماعيلية في مصر) وتشغيل مطار على الأراضي المصرية، إضافة إلى بناء محطة كهرباء في سيناء، ثم إعادة إعمار القطاع."
"وأكدت القناة في تقريرها الى أن شخصيات رفيعة من إسرائيل سافرت الى قطر من أجل المضي قدما في التوصل الى الاتفاق بين الطرفين، ومن أجل تحصيل تمويل للاتفاق بين إسرائيل وغزة خصوصا بكل ما يتعلق بالجانب الاقتصادي." عن سما
جوهر الموضوع : أمن إسرائيل مقابل أمن رؤوس القيادات مع تحسين معيشة بصورة اعتيادية .
توقف النضال الفلسطيني بكل أشكاله ضد إسرائيل وبدلا من حماس لتحرير فلسطين تصبح حماس لحماية أمن إسرائيل وهذا بالضبط حال فتح وشركائها في السلطة .
أما ما الذي سيبيعوه لشعبنا عن هذه التفاهمات فهو كذب في كذب .مع العلم أن حماس اليوم ليست حماس 2007 وكذلك ليست حماس الإنطلاقة مع إن الإسم واحد