عذراً ياسعد... ألورثة غير جديرين


حيدر ناشي آل دبس
2018 / 7 / 26 - 23:37     

متى نتخلص من الانانية والنفاق والغيرة تجاه كل مبدع يحاول ألسمو بأسم العراق؟ متى يتعلم المثقف العراقي إن رفعة بنات وأبناء بلده رفعة له؟ متى يتخلص من نرجسيته ويبحث عن أدوات تسويقية له ولمبدعيّ بلده؟ متى يبتعد عن تسقيط من يتجاوزه خطوة؟ ستقرأون وتقولون معك حق لأن كلامي ليس مخصصاً لأحد، فقد تعود الانسان العراقي على إن العمومية بالطرح لا تخصه، فأذا لم يذكر اسمه فهو بمنأى عن النقد، وإذا ذكر إسم العراق الى القير!!! المهم أن لا تهتز صورته ويُذكر اسمه.
يحزنني حال ألثقافة العراقية التي أحتضرت بسبب المثقفين العراقيين قبل أحتضارها بالمؤسسات الفاشلة التي يرمون فشلهم عليها حتى تكون حجتهم مقبولة، ناجحون بخيالهم الابداعي، فاشلون بسلوكياتهم، يحاربون كل من يحاول رفع اسم العراق ويصّغرونه فيبحثون عن الزلل في طروحاته، وكأنما كلمة التقويم ملغاة من المعجم.
قبل فترة حاربتم فتاة طمحت للابداع، وكل من يملك سيف شهرهُ وقال أن الذي لديّ أحّد منها!!! نعم انتم أحّد بكراهية العراق وحبكم المريض لانفسكم على حسابه. جال سؤال في مخيلتي عسى أن تمتلكوا الشجاعة بالاجابة عليه، إذا كانت الروائية العراقية "الضعيفة" وصلت الى مراحل متقدمة عربياً، يا ترى أين سيكون موقع الفحول؟ أليس عالمياً؟ إلا إن بصيرتكم قصرت عن رؤية الجانب المشرق من ترشحها لجائزة عربية كبرى، وأقسم لو كانت من مصر لرقص لها حتى رئيسها لانها مثلت بلده، ياحبذا لو تجاوبونني أين وطنيتكم التي تتشدقون بها؟
ألذي استفزني لكتابة هذا المقال مرور مدة على رحيل الروائي الكبير (سعد محمد رحيم) ولغاية ألان لم نشهد تكريماً حقيقياً يليق به، لم نشهد أحتفاءً بمنجزه ألذي يستحق الوقوف عنده وتفحصه، رحل وترك ارثاً ابداعياً لستم جديرين به ولا تستحقونه، وكذلك رحل قبله الكثير، لكنكم لستم أوفياء حتى بصداقاتكم وقهقهاتكم في ليالي أنسكم المعقودة على المجاملات وحكايا التلفيق والانتقاص من الاخرين بروايات مفتعلة عن كل من يتجاوز الآخر خطوة... آلا يكفي؟ تذكروا فقط أن هذه المواقف ستمرّ بكم، ولو رحلتم لاسامح الله لا أحد سيتذكركم وسيضيع منجزكم الابداعي كما ضاع كل شيء في بلدي. راجعوا انفسكم وتعلموا كيف تحبوا بلدكم، وتروّجوا لمنجزكم، ومنجز كل من يحمل أسم العراق في المحافل الدولية وتحتفوا به، فغيركم أقل منكم لكنه يحبّ بلده أكثر منكم.