الشيعة : المذهب والوضع الطبقي !


سهر العامري
2018 / 7 / 21 - 23:17     

ليس مستغربا عند الشيعة الخروج بالثورة على السلطة الشيعية الحاكمة التي لا تدفع الفقر والظلم عنهم ، فقد مثل الشيعة على مدى العصور الاسلامية فقراء الأمة في الأغلب الأعم ، وكان أول خروج لهم على السلطة الشيعية حدث زمن الخليفة الرابع ، الإمام علي بن أبي طالب ، حين قبلت مهزلة التحكم التي رفضها عدد كبير من اتباع الامام علي عرفوا فيما بعد بالخوارج ، هؤلاء الذين لم يلقوا سلاحهم طوال حكم بني أمية ، ذلك الحكم الذي حاربهم وحاربوه في أكثر من معركة كثير ما كانوا يخسرونها ، لكنهم لم يستسلموا ، وصاروا يرحلون الى مواطن أخرى بعيدا عن أعين السلطات الظالمة ، فبعد معاركهم الكثيرة في العراق هجروه الى عمان في جنوب شبه جزيرة العرب، أو الى شمال أفريقيا حيث سكنوا في صحراء جنوب الجزائر ومن أشهر مدنهم فيها هي مدينة غرداية ، وقد زرت أنا مدينتهم هذه ، واطلعت على أحوالهم فيها .
من هنا يظهر أن الوضع الطبقي عند الشيعة يتقدم كثيرا على المذهب ، وهم يدركون أنهم إنما دافعوا عن المذهب تعبيرا عن دفاعهم عن وضعهم الطبقي ، وإلا فما نفع حاكم شيعي ، أو مجموعة من قادة أحزاب يكتنزون ثروات طائلة ، بينما هم يعيشون الفاقة والحرمان ، وينشدون كسرة الخبز فلا يحصلوا عليها إلا بمشقة نفس ، وتعب مميت .
وعلى هذا يمكن أن نفسر ما يجري في العراق اليوم على ما تقدم من القول، وليس على ما يردده أصحاب السلطة الشيعية الذين خانوا فقراء الشيعة وفقراء العراق ، وقعدوا على عيون المال على حد تعبير عمر بن الخطاب. هؤلاء الحكام الذي يفسرون التحرك الثوري للناس في جنوب ووسط العراق على عنه تحريض من قبل البعثيين ، أو تحريض من قبل النظام السعودي ، وينسون أن المحرض الأول والأخير هو الجوع الذي ناء بكلكله على صدور الناس ، وحرمانهم من التمتع بأبسط حقوق المواطنة ، متمثلا ذلك بالماء والكهرباء .
على الحكام المتخلفين في العراق أن يفهموا أن الشيعة لا يفضلون المذهب على جوعهم ، وأن الحاكم الشيعي الذي لا يأخذ هذا الأمر في أولويات حكمه لا يستحق أن يكون حاكما عليهم ، وهم على استعداد لمحاربته مثلما حاربوا حكاما ظلموهم من قبل .