حوار الأنا والخوار بانتظار السنا


احمد مصارع
2006 / 3 / 26 - 09:53     

حوار الأنا والخوار بانتظار السنا
المقطع الأول :
اندفعنا نحو صفر الزمان
منقصفين حول النهاية
سأفنى أنا
لا أنت قبلي ولا بعدي
لا لن تحل مكاني
سأبقى أنا هو الأول رغما
ولن أسمح أن تجئ
من بعد قبلي : كثاني
أنا من هبطت كوحي غريب من سلالات بعيدة
كاسم عظيم
بل وأطلقني بصرخة أن : دعاني
وفجأة ..!!.
تسمرت في الأرض جذرا عميقا
وكالأشجار طلعت
وما غابة وحشية
إذ فأسك يقطعني كحطاب
إلا جذوري
عندها لاتكون الحياة تفاني ؟
سأزفر عطرا من أريج الزهور
وأنشر ظلا على النار حاني
مضطرب أنا
أهتز من حوار الريح
وسخر السبق مني
ومعوقا من كسح الثواني
********
حين زخ المطر
وفاض بحر الفرات
عم السرور الخفي
أشاع بالليل سحر
ترى ما لذي باكتمال العدد
شعشع في الزرقة بدر ؟
أشتم النسيم
رائحة فذة
ماس وحقا ببلاهة رش على الأثير
باقة عطر
*********
وعاد على حلمه والأماني
يقص الحكايات
كطير وحيد
يغرد وحيدا
حوار الأنا
فأين الحناجر التي كانت تردد أحلى الأغاني
أنا الأول ولست حتما من قبلي ولا بعدي :
ثاني ؟!.
اركض معي أو فانتظر الساعة تدق
خمس وعشرون
فهل كان قطوف حوار الأنا
الحصرم بعيدا أم العنقود : داني ؟!..
***********
حشرجة
فتحت عيني على اهتزاز الضياء
ارتجفت من البرد والحمى
في القفص الصدري
دمدمات دعاء
وحين أشذ على المعتاد بؤسا
تعقلنني حبال انطواء
فقطب الشمال يئز حنينا لقطب الجنوب
فكيف يتم اللقاء ؟!!.
ثلج وبرد ونحن حياة
فكيف سنعبر هذا الجحيم ؟
سيفضح ضعفنا الذوبان
يا ويلنا من العراء
ضريبة كل من يقطع طريق الحجيج
سنضطر لسماع الصرخة الكبرى :
قف هنا عند خط الاستواء
تفتيش , الفظ حروفك وتاريخك
وإياك والهجاء
تذكر حروف ما قبل الوعي والطفولة
أليف , بيت , زيت , طواء
وهذه الصحارى
تعبرها حقا
تريد التجاهل والترفع
تظن أن ليس بها غير الخواء ؟
أمر : هيا عد للتمرغ برمل التراب
أو فلتتصعد روحك كقطرة بخار نحو السماء
******
ألا تشرق شمسك يا لأنت النهار الغريب ؟!.
ترى حمرة الأفق
لا تعني حلول المغيب
اكتويت من حر شمس الحريق لحد الحمرة
ونار الجمرة
شبعت من الانتظار
صرت الشاهد فيها والحارس وحضرة المومياء
بل هرم الصنم الدوام
وعلى الأنف المهشم الغراب
يعزف اللحن الكئيب
أين أنت يا ملك التفاؤل
عفوا إذا ما قدرنا ألحانك بلغة النعيب
لمه أنت خاف على النظر
ولا تراعي وحشة شوقنا إليك
وأنت عن عمد تغيب
هل تدرك أني أحاور نفسي بوجه آخر
فأقول معللا روحي
إنها أبديا , ا لن تشيب ؟
وصوتك عفوا شمسك في حمرة المغيب
أتراها واد العقيق
أم لازورد البحار
كل أشرعة السفائن تمخر فيها
وتحس بالمدى اللامنته الرهيب ؟
أناجز روحي
حتى أنت يا هلاك ستنقطع عني بؤسا
وفي خيبة كبرى تردد :
عجيب .. غريب .. عجيب .. غريب ..
النار تسبق بطء الزمان
النار رمزيا شبت بقلبي من فرط ثورة اللهيب
فقد انقضت البراءة خلسة
فأصبحت ضحية الوجود بلا داع
لقد صيرني الخوف والقلق المقدس
أية للمستريب ؟
هلا اظلممت بعد عذاب انتظاري
فالضوء فيك لم يطلع بعد
أيها النهار الهارب
فأينا المعوق ولامن طبيب ؟....
***********