|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
مقارنة فكرية بين العراق ومصر
يخيّل للجميع إن مصر تمتلك من العمق الفكري ما تعجز عن الوصول اليه بقية البلدان العربية ألاخرى، وذلك من خلال الترويج الاعلامي الكبير لكتّابهم ومثقفيهم، إلا إن الحقيقة ليس كذلك، في البدء لابد من ذكر إن الابداع يتنمى من خلال نظام تعليمي متطور، ومناهج علمية متماهية مع آخر التطورات التي وصل اليها العقل البشري، لكن في عالمنا العربي نفتقد الى ذلك، فأنظمتنا التعليمية متهرئة وآلية توصيل المعلومة فقيرة جداً، لذا أصبح تنمية الابداع سيرورة فردية، فيأخذ الفرد العربي على عاتقه تطوير مداركه الفكرية دون مساعدة من مؤسسات يُفترض أن تضطلع بهذا الجانب، وبما إنه أحد أهم أسباب الابداع الفكري هو وجود صراع يعيشه الفرد سواءً مع الدولة أو الدين أو ورجاله، .... الخ، لذا نجد إن الفكر العراقي تعمق أكثر من غيره في مناقشة القضايا الفلسفية، الوجودية منها أو المتعلقة بحياة الانسان اليومية، ففي العراق صراع الفرد مع المؤسسة الدينية المنفصلة عن الدولة، حيث تحتل هذه المؤسسة مكانة خاصة تطغي أحياناً على الوعاء الحاضن لها وهو الدولة، لذلك نلاحظ إن المناقشات أرتفعت بسقفها داخلةً إلى كنه الافكار الدينية وأصولها ونشأتها، لتخرج الى النور دراسات معمقة درست الفقه وتطوره، المعاملات وفق النص وتناقضاتها مع الواقع المعاش، أساليب العبادات، التي بالمقابل يعمل سدنة الدين على توسيعها مع كل تطور للجهة المضادة في نقضها، فأرتفع سقف خيال دعاة الدين إلى الخرافة بأعلى أشكالها، والمضاد أرتفع للوصول إلى الالحاد وفق متبنيات فكرية آخذة بالاعتبار التطورات العلمية كسلاح تحاجج به، جهتي الصراع هاتين سيستمران على هذه الشاكلة وستنفلت الامور من عقالها ذات يوم، لكن الجانب المضيء هو ظهور دراسات علمية رصينة تُحسب للعقل العراقي في تطويرها وظهورها إلى العلن.
|
|