من اجل حراك ثوري وليس مدني


قاسم محمد حنون
2018 / 6 / 24 - 03:10     

بعد ان اختطف الاحتلال ثورة الجماهير بالحرية والخبز. وصادرها باسم المحاصصة والديمقراطية والعنف الدولي كما يفعل الان بمختلف اجزاء عالمنا . حيث يغذي النعرات اليمينية والطائفية والقومية ليسيطر على قوى الرفض ويهيمن على اقتصاد وفائض تلك البلاد من جلد وكدح وريع الجماهير العاملة. لقد حقق ذلك بعد ان امن قيادة محلية لتؤمن له الربح والاستثمار وتصديره الى الراسمال العالمي وتدويره عبر القوى المحلية التبعية التي تتماهى معه سياسيا لتحصل هي على فتات الراسمالية العالمية من خلال قمعها للجماهير, فكانت العملية السياسية امبريالية معولمه واحتكارية. حتى احدثت انهيارات اجتماعية وعلل وامراض انسانية وحروب داخلية وغذت المليشيات والبربرية وسمحت بالتدخل من كل صوب وحدب.ولم تتورع ان تتحدث عن الديمقراطية وبناء عراق يحذو حذوه الجميع.ويردد عملائه وببغاواته من اليساريين والمثقفين والمطبليين والمدنيين. "امريكا هي الحل تارة وروسيا هي الحل ". والرئيس الفلاني والسيد الفلاني وعبادة اشخاص يتلاهفون من اجل ان يضعوا شخصا ليرتزقوا من ورائه. فالمكونات والتوافق.هي عملية لتوزيع الثروة لعصابات شرعية فرضت شرعيتها بقوة العنف والمليشيات بعدما اعطاها الاحتلال الضوء الاخضر. وفي مجرى الاحداث والتحولات والحرب والنزوح والاثني طائفية والتصفيات الطائفية والعرقية حدثت اعتراضات وحراكات : بعضها قمعت وشوهت وبعضها عملقت. قاده من نفس العملية السياسية وعقلنتها باطار المدنية والدولة المدنية. لقد استغلت بعض القوى المنظمه التي استفادت من امول العملية السياسية والتحميق باوساط الجماهير وبرزت على حساب جوعها وحرمانها وحياتها باسم وعنوان خلاصها وبناء مؤسسات. ومن ثم ساومت واحتوت الحراك وبرزت لتحقق مكان بالبرلمان نفعي ولتزويق تلك العملية الاجرامية والنهابه .حتى بات الصغير والغريب. يتاسف على المدينه والانسان والحياة والصناعه. ونهب كل شيء فعليا وسممت التربه وقنن الفساد. وبات الفاسدين والقتله هم الحاكمون. وكلما ياتي جيل يعغني من البطاله والخوف ويعترض او يتمرد.يجدوا مليشيات وديكتاتوريات بمناطق نفوذهم باسم الدولة. حيث الدولة هي تقوية المؤسسات المليشياتية والقبلية. والذين يتربعون بالبرلمان ويقنون وينهبون. وبعد خسائر وسجون وخطف وضرب واعتدائات على المحتجين والمدنيين الشرفاء. تذهب تلك القوى المدنية او التي اختطفت ثمار الجماهير لتساوم مع تلك التيارات الرجعية ضد اخرى اكثر رجعية لتنخرط بصراع رجعيزليس من اولوياته الانسان ورفاهه وحريتهزلانها تجامل وتهادن عقلية تلك التيارات والحركات . وتمادت تلك القوى وخونت الجماهير التي رفضت الانتخابات من منطلق واقعها الحياتي والمعيشي حيث القتل والخطف والجوع وغياب ابسط حقوق البشر . تملكوا المدارس والريع والاراضي والاموال والمولات والعمارات والمؤسسات وعينو ازلامهم ومريديهم وجيشوا المحتاجين والشباب بغد ان سرقوا المؤسسات وخصخصوها. حتى بات الشباب ينخرطون بصفوفهم ويزعقوا كما يريدون خوفا على رزقهم. وفي ظل تلك الاجواء والمساومات كانت هناك ايضا قوى وشخصيات واحزاب ثورية ترفض وتتدخل وتحرض وتنبيء بتلك الماساة. وجائت لحضة ثورية اخرى بعد الازمات البرجوازية بين تلك القوى الاعراقية باجنداتها الاقليمية والعالمية. وفشلت بالانتخابات والتزوير وحرقت الصناديق وانطفئت الصناديق وخرج سر العراق من الصناديق.ولم يبقى مارد لم يخرج علنا من تلك الصناديق. مازالت تلك القوى ذات العد اليدوي والصك اليدوي والعلس اليدوي والنهب اليدوي مصرة للبقاء وعدم التنازل. مما افرز اعتراضات جديه وجديده. وايضا بعض القوى المتردده والتي قدماها تترجح يكمين ويسار تارة هنا وتارة هناك. لااستراتيجية لديها ولا تكتيك.لكنها ضليعه بالتحريض والشعارات .تجاول ان تخطف من جديد وتمتص اي اعتراض جماهيري وذلك بخلق قيادات من نفس تاريخ الاعتراضات ومن نفس الوجوه ليجربوا وجوه اخرى واصلاحات اخرى.لطالما صفقوا للعبادي ولطالما رفضوا المحكمه الاتحادية واتهموها وضربوا بعض قضاتها بالاحذية. وهاهم يطلبون من الجلاد ايضا التدخل بحسم امور الانتخابات والصناديق. ان اصحاب اللعبه انفسهمزوايضا المحتجون انفسهم.ضغط عام لايمس عمليتهم مليشياتهم بل يصفقون لها احيانا. كي يحافضوا ويمنعوا قوى الرفض من الخروج من عنق الزجاجه.لقد شارك الحراك او قادة الحراك بتوجيه بوصلة الجماهير لصالح العملية البريمرية البرجوازية النهابه والقاتله.ويثقفون الناس ضد ومعزمع امريكا ضد ايران ومع تلك القوى الوطنية ضد تركيا. ومع هذه المليشيا ضد الاخرى الوقحهزونحن نعرف انه لاتوجد مليشيا غير وقحه وجميعها ملطخه بدماء البرياء والضحايا كما النظام الفاشي البعثي . ان الحراك اليوم يجب ان ياخذ عنونا ثوريا تحرريا بدل من مدنيا.لفصل صفوفنا عن هؤلاء المساومين مع جزء ضد جزء ويطهروا هذا ضد ذاك وهلوسه سياسية وصراخ وزعاق متكرر. لم تعد الجماهير تثق بتلك القوى التي احتوت التظاهرات واعطت املا ثم ساومت مع الحكومة باسم الجماهير. لذلك اذ تربعوا هؤلاء الذين يحتمون بالمليشيات والعشائر والاستخبارات . سيقطون الطريق ويزوقون ويجملون النظام من جديد ويقفوا ضد الشرفاء والجيل الجديد الرافض لكل تلك المهزله. ومن هنا الدعوة لتشكيل حراك ثوري تحرري يفصل نفسه عن هؤلاء وتلك المسميات الوطنية المدنية .التي في محتواها لاوطنية ولامدنيةوبل نفعية وتتزلف للنظام عبر شخوص وحركات وتيارات وتتخبط , وتعتقد بانها اب للتظاهرات ..وابوية ايضا.. ان فصل صفوفنا عن تلك الافاق المتهالكه والمتكره , هي خطوة شجاعه وثورية وغاية في الشرف والضمير والنظال. كي يجد الشباب صفا واقعيا جريئا يقود نفسه بنفسه بمعزل عن تلك القوى المجربه .. ان تكرار تلك الدعوات ومن نفس الوجوه, هي انتهازية لاتمس حياة الناس الفعلية بتحقيق الرفاه والسلام . انها قوى اخطر من القوى الطائفية والقومية التي خلقتها امريكا والمعارضه البريمرية . انها تدور حول المنقذ والبطل وحول مصالحها الذاتيه. انها تجرب قاده على حساب انين وجوع وخطف الجناهير وشرفائه . ان الدعوة للكفاح المسلح هي من اجل الهجمه على الجماهير.لانها دعوة فوقية نخبوية تستبق الواقع الماساوي والبائس الذي يخيم على حياة الناس اليومية. ان بروز العمال والحفاة والتحرريين. يتطلب نقد هؤلاء وفضحهم وليس التمحور حولهم وحول اوهامهم المدنية وتشريع لقوى ما ضد قوى اخرى. انها معارضة مضاده. وثورة مضاده. الشجاعه تتطلب فصل صفوفنا وفضحهم. وتركيز الضوء على العمال والفقراء وعلى سياسة ثورية بديلة جربت هؤلاء واوهامهم وجنلهم المثالية. مثلما كشفت الجماهير سلطة الاسلام السياسي والبعثي. هي في نفس الوقت كشفت القوى التبعية للاسلام السياسي . لقد اختبئت القوى المجرمه والرجعية تحت شعار المدنية وتبنته. لانه يمرر ويبرر تاريخهم اللاوطني واللانساني واللادولة. فبات الامر يتطلب بروز العمال وممثليهم الذيم لم يتملقوا لتلك القوى وشخصياتها والزعيق لافرادها وقدسية مراجعها الدينية والسياسية. انه فصل ثوري جديد . يجب ان نمضي فيه ونتعرض للارهاب والتخوين من قبل اعلام تلك القوى التي لم يستمع لها احد سوى المضللين والحمقى والمتفعيين والارستقراطيين. ان الطبقه العامله وممثلها الحزب الشيوعي العمالي العراقي وشرفاء المجتمع . هو الحل الوحيد الذي سيوجهه هؤلاء المصفقيين للاحتلال وللاسلام السياسي بكل صنوفه وبدائله. الاراده الجماهيرية التي خلقها ومازال يخلقها شرفاء المجتمع الثوري والحزب الشيوعي العمالي. هي الحل الوحيد لبناء مجتمع خالي من السخرية والظلم والطائفية والقومية . لذلك يتعرض من يتبنى سياسة خارج ايران وامريكا وممثليها. الى التخوين المفضوح والجاهل لادعائاتهم للنيل من الجماهير وليس من الحزب الثوري وشرفاء المجتمع من المناضليين والتحررين والمثقفيين الثوريين. نحن نراهن حول تمحور الجماهير والطلبه والنساء والحفاة حول برامج الحزب العمالي الثوري, لتحقيق سلطة الجماهير وتحقيق الحرية والخبز والرفاه والعداله. الجماهير بتنظيمها خارج التنظيمات الاسلامية والقومية والامريكية والمحاور المختلفه. هي الحل لبناء مجتمع افضل سيفرض نفسه على تلك القوىزفقوة الجماهير عبر تنظيمها من اجل رفاهها وسلامتها.هي اقوى سلطه تاريخية . ومن يريد خيرا للانسان بالعراق.عليه ان يدعم هذا التوجه بماله وقصائده وتحريضه. من منطلق الهوية الانسانية ومن اي زاوية اجتماعية . الصمت والخوف والاستسلام سيطال الجميع.والرفض والتنظيم هو شرف مقدس انساني واقعي لتحقيق السلام والأمان والحرية والخبز والوحدة الانسانية .