الحزب الشيوعي ليس مقرا انما نبتة (ثيل) في أرض العراق


فاضل عباس البدراوي
2018 / 5 / 29 - 01:06     

لم يتعرض ويستهدف حزب سياسي في العراق، مثلما تعرض له الحزب الشيوعي العراقي، منذ اليوم ألأول لتأسيسه حتى يومنا هذا، لماذا يتعرض الشيوعيون الى تلك الهجمات البربرية، ومن هي الجهات التي أستهدفت وتستهدف الشيوعيين؟ ان الجواب ببساطة هو، ان الشيوعيين أرعبوا منذ تأسيس حزبهم، الطغاة والحكام الخونة، من خلال أول بيان اصدروه بأسم الحزب الشيوعي العراقي عام 1935، الذي جاء وصف ذلك البيان على لسان أحد أقطاب النظام الملكي الرجعي آنذاك عندما وقع البيان بين يديه، قائلا هذا هو الخطر الحقيقي على نظامنا وليس غيره. فلم تدع الحكومات الرجعية التي كانت تسير في ركاب ألأستعمار، ولا حتى بعد ارتداد ثورة 14 تموز المجيدة عن نهجها الديمقراطي، أنتهاءا بحكومات، البعث الفاشي عامي 1963، 1968، أقول لم تدع تلك الحكومات، وسيلة قمعية ألأَ ومارستها ضد الشيوعيين العراقيين، من أعدامات وسجون وأعتقالات وأسقاط للجنسية، وموت تحت أشد وأعتى أساليب التعذيب، كل تلك ألأساليب جرت من أجل (أجتثاث الشيوعيين)! من أرض العراق، لكن شعبنا كان دوما الرافد الذي لا ينضب والغذاء الذي لا ينتهي، لحزب الشيوعيين، لذلك سمي الشيوعيين من قبل أبناء شعبنا الخيرين، بأنه نبتة ثيل، الذي لا ينفك ان ينمو بعد كل قص على يد فلاح أو صاحب حديقة، ذهب هؤلاء الى مزبلة التاريخ وبقى حزب الكادحين شامخا وشجرة باسقة في أرض العراق.
وألأن حاول بعض الرعاع أخافة الشيوعيين، عن طريق وضع عبوة لتنفجر في حديقة الحزب! ظنا منهم ومن أسيادهم الظلاميين والفاسدين الذين دفعوهم، بأن تلك العبوة ستفت في عضد الشيوعيين وتثنيهم عن خطهم الوطني ومحاربتهم للفساد والطائفية في بلد التآخي والسلام، ودعوتهم لتقديم الذين أضاعوا ثروات البلد ونهبوا ممتلكات الدولة وفشلوا في اقامة دولة بمعناه الحقيقي، وسببوا من المآسي التي شابت لها ألأعين قبل الرؤوس، الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل على ما اقترفوه بحق الشعب والوطن.
أقول لهؤلاء، يا لبؤسكم لأنكم لم تقرأوا تاريخ العراق السياسي جيدا، وأثبتم انكم جهلة فعلا، فلو أطلعتم قليلا على ذلك التاريخ لوجدتم بأن الشيوعيين نجوم ساطعة في سماء العراق، تشهد لهم سوح النضال الوطني والتضحيات الجسام التي قدموها من أجل قضايا الشعب والوطن، فلم ترهبهم سياط الجلادين ولا أعواد المشانق قبل عبوتكم البائسة، ولن يحيدوا أبدا عن درب النضال من أجل مستقبل أفضل يستحقه شعبنا، ووطن يسوده الوئام بين أبناء شعبه، الذي فرقتموه ألى مكونات، جعلتم منه مختبرا لسياساتكم الفاشلة، وألان وشعبنا الذي عاقب بعضكم في ألأنتخابات ألأخيرة، أبشركم بأنها بداية زوالكم من الساحة السياسية العراقية، وان غدا لناظره قريب وسيبقى الشيوعيين ملح ألأرض شئتم أم ابيتم.