إشكالية تطور الحركة الماركسية اللينينية المغربية وأزمة التنظيم


الحسين الزروالي
2018 / 5 / 24 - 20:58     

استجابة لرغبة بعض الرفاق أوقفنا نشر نقد كتابات الرفيق فؤاد الهيلالي، عسانا نعطيه فرصة لإبراز ما تبقى من تجربته داخل الحركة الماركسية اللينينية "منظمة إلى الأمام"، وعساه يقدم لنا نقدا ذاتيا وموضوعيا لمسار الحركة: الإنجازات، الإخفاقات، الرؤية المستقبلية، إلا أن الرفيق لم يستطع الخروج من دائرة السرد المسهب للأحداث والموافق، وتقديس المنظمة الأشخاص، والتركيز على تناقضات الأشخاص بدل التنظيم.

وحتى لا تمر الفترة الفاصلة بين توقيف نشر كتاباتنا وما بعد نهاية الجزء الكبير من كتابات الرفيق بدون جدوى، نعمل على مواصلة نشر نقدنا هذا، الذي يتناول مرحلة "العطاء"/نشأة الحركة والصراعات بين المنظمات المكونة لها ومرحلة "الإخفاقات"/ظهور "التحريفية" وبروز "الخط الثوري".

هذا العمل لا يتوخى تبخيس إنتاج الرفيق، كما يريد البعض أن يراه في هذا النقد، إنما هو عمل من منطلق مبدأي النقد والنقد الذاتي، اللذان يعتبران من أسس الحركة، واللذان يعطيانها مدلولها العلمي المادي.

نعمل على تطوير الأسلوب الذي اتبعناه في نقدنا السابق لكتابات الرفيق، وذلك بالدمج بين النقد في علاقته بالذاتي/الرفيق والموضوعي/الحركة والمنظمة وتناقضاتهما، التجربة الشخصية للرفيق داخل المنظمة، كما قدمها، وموقع المنظمة داخل الحركة محليا وعالميا.

ونعمل على التركيز على الوثائق التي يعتبرها الرفيق مهمة في البناء/الخط الثوري وتلك المتعلقة بالتخريب/التحريفية، وربطها بسياقها التاريخي المتعلق بتطور وأزمة الحركة الماركسية اللينينية عالميا.

ونتوخى من كتاباتنا هذه فتح باب نقد الحركة والمنظمة موضوعيا، للخروج من دائرة تقديس التنظيم والابتعاد عن تقديس الأشخاص، لكسر حاجز الهروب/الخوف من النقد والنقد الذاتي، وفتح المجال للصراع النظري والعملي.

ولأن جل الكتابات في هذا المجال، تعمل على التضخيم من حجم إنجازات الحركة والمنظمة، نعمل على وضع هذه الإنجازات في موقعها الحقيقي، ما أمكن، في سياق المقاربة النقدية الموضوعية، في العلاقة بإنجازات الحركة الماركسية اللينينية عالميا، حتى يتبين لنا الحجم الحقيقي لموقع الحركة الماركسية اللينينية المغربية.

كما نتوخى من هذا العمل، الخروج من دائرة الصراعات الشخصية بين الأقطاب المشكلة لتيارات الحركة، وسيادة الشعبوية في الخطاب بينهم، التي يتم تكريسها عبر تمحور "المجموعات التنظيمية" حول شخص أو عدة أشخاص، عبر تطبيق مقاربة نفي الكاتب على غرار النقد الحديث "موت الكاتب"، في التعامل مع النص في سياقاته المتعددة، والتركيز على علاقة الذاتي بالموضوعي في نقد الحركة والمنظمة من داخلها وخارجها.

ولا يفوتنا أن نشير إلى أن هذ العمل يرتكز على دراسة مقومات الوضع الذي انبثقت منه الحركة والمنظمة، ليس كما هو معتاد رؤيته من جانب واحد، إنما تناوله بالدرس من منطلق النقد الموضوعي، ليس في سياقه السياسي فقط إنما كذلك في العلاقة بالوضع الاقتصادي الذي يؤطره، عبر ما ذهبت إليه النظرية الماركسية اللينينية في نقدها للإمبريالية، باعتبارها نظاما سياسيا، اقتصاديا وعسكريا.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية دراسة الحركة الماركسية اللينينية عالميا، في مواجهتها للإمبريالية باعتبارها نمط إنتاج الدولة الاحتكارية، التي يميزها ثنائي الاستعمار والحرب، مما يجعل أهمية موقع مواجهتها في تصورات الحركة ذا أهمية في هياكل المنظمة وبرامجها، الشيء الذي يطرح أهمية نقد برامج المنظمة، أو بالأحرى معيقات عدم تنفيذ هذه البرامج إن وجدت أصلا.

من هنا يأتي نقد برامج المنظمة كمحور أساسي في التعاطي مع تطور الحركة وأزمتها الهيكلية، عبر مقاربة تشريح المستوى البنيوي للمنظمة، في العلاقة بين مستوى التنظيم والتصورات السياسية، في التكتيك والاستراتيجية، بين الإصلاحية والثورية، بين الحركة الجماهيرية والممارسة السياسية، بين الطبقة والحزب والجماهير.

يتبع