حول إدارة الاختلاف في الأحزاب اليسارية - الإشكالات الأخيرة في الحزب الشيوعي العمالي العراقي، نموذجا


رزكار عقراوي
2018 / 5 / 23 - 01:14     

حول إدارة الاختلاف في الأحزاب اليسارية

الإشكالات الأخيرة في الحزب الشيوعي العمالي العراقي، نموذجا


اشكر جميع من شارك في الحوار حول بوستي الفيبسبوكي الاخير من خلال مداخلاتهم القيمة والتي تعكس معظمها الاهتمام والحرص الكبير على اليسار العراقي بشكل عام والحزب الشيوعي العمالي العراقي بشكل خاص والرغبة في تطويره وتقويته.
اود ان أوضح بأن الرأي الذي طرحته يعبر عن قناعتي الشخصية ولا علاقة له بمؤسسة الحوار المتمدن التي ليس لها رأي سياسي موحد باعتبارها مؤسسة يسارية ذات منابر عديدة. ولأهمية التعليقات والحوارات والمداخلات، ارتأيت تبيان وجهة نظري بشأنها من خلال عرض رأيي بوضوح أكبر وفيه إجابة عن التساؤلات القيمة والكثيرة التي وردت في المداخلات.
************************

بوست الفيسبوك:
دفاعا عن حرية الرأي والتعبير والاختلاف: أرى ان قرارات الطرد بسبب الرأي والاختلاف بشأنه، ولاسيما في الأحزاب اليسارية هي بمثابة – اغتيال سياسي وتنظيمي – وهي قرارات تستند إلى مفاهيم شمولية خاطئة عفا عليها الزمن، ولا تتناسب مطلقا مع التطور الديمقراطي والحقوقي والتنظيمي. وكناشط يساري وحقوقي مستقل أدين بشدة قرار البلونيوم-الكونفرنس 33 للحزب الشيوعي العمالي العراقي بطرد الرفيق العزيز فلاح علوان عضو اللجنة المركزية، بسبب رأيه، مع عدم اتفاقي مع حدة أسلوبه. ومن المؤسف أن البعض من الرفاق الأعزة، ممن طالبوا بفصله، ردوا عليه بأسلوب حاد أيضا وبنفس المستوى، دون ان يتم فصلهم او معاقبتهم تنظيميا.
اعتقد بأن قرار الطرد غير شرعي ويتناقض مع القواعد والمعايير التنظيمية اليسارية الحديثة كافة، كما أحدث تأثيرات سلبية كبيرة جدا داخل الحزب. لذا أدعو رفيقاتي ورفاقي في قيادة الحزب إلى التراجع عنه، وفي الوقت ذاته أدعو جميع الرفيقات والرفاق الأعزة في الحزب الشيوعي العمالي العراقي، الذي أكن له كل التقدير والاحترام، إلى التمسك بحزبهم والدفاع عن وحدته والتركيز على نقاط الالتقاء الكثيرة التي تجمعهم، والمطالبة باتخاذ إجراءات التحضير لمؤتمر استثنائي عاجل لمعالجة الإشكالات السلبية كافة التي ظهرت في أعقاب الكونفرنس الأخير ومقرراته، ومنها إقرار نظام داخلي واضح ودقيق ومفصل يشكل أساساً لتقوية البناء الديمقراطي المؤسساتي للحزب، حيث أن الانشقاقات والصراعات النخبوية-الشخصية والتشتت، ألحقت أفدح الأضرار بتيار الشيوعية العمالية وعموم اليسار، في وقت نحن بأمس الحاجة إلى تيار يساري قوي متحد في العراق.
رابط البوست في الفيسبوك:
https://www.facebook.com/rezgar.akrawi/posts/1788929554461446
************************
اجوبتي على التساؤلات:

الرفيقات والرفاق الأعزة

للأسف عرف تاريخ اليسار والأحزاب الشيوعية حالات كثيرة من الصراعات الحادة، والادعاء باحتكار الأحقية اليسارية، وسيادة عقلية تضخيم نقاط الاختلاف مقابل إضعاف نقاط الالتقاء وحتى تقزيمها! ووصولاً إلى تكفير وتخوين الآخر يساريا وماركسيا داخل الحزب الواحد وخارجه، وغياب الحوار الحضاري وسيادة لغة اقصائية واستخدام مصطلحات: اليسار التحريفي، الهامشي، البرجوازي، الانتهازي، وكأن ليس للآخر اليساري علاقة باليسار والماركسية، ويجب التصدي له وفضحه وبناء حزب جديد... الخ. اعتقد ان هذا الأسلوب في التعامل سلبي وخاطئ ومضر، ويبرز بشكل أكبر في فترات الضعف وخاصة مراحل التراجع والإحباط والخفوت الثوري واليساري في المجتمع.

في الوضع العراقي المعقد جدا، يمكن أن تبرز اختلافات فكرية وسياسية بين قوى اليسار العراقي داخل الحزب الواحد ومع الأحزاب اليسارية الأخرى، وهو أمر اعتيادي تؤكده تجارب الحركة الشيوعية العالمية، ولكن من الضروري جدا ممارسة الحوار الحضاري البناء حولها والاعتراف العملي والفعلي بتعدد منابر اليسار واختلاف التوجهات داخل وخارج الأحزاب. وأرى ضرورة إجراء الحوارات حول المواقف والسياسات بدقة وبشكل علمي، والتركيز على الإيجابيات ونقاط الالتقاء قبل السلبيات ونقاط الاختلاف. إن الحاجة ماسة لخوض حوار حضاري ديمقراطي ناضج حول الاختلافات أو التعارضات الموجودة حاليا، سواء في صفوف الحزب العمالي، أم في عموم اليسار العراقي، إذ لا يجوز وصفها بأنها نوعٌ من التناقضات الرئيسية المتعلقة بمشاكل ومطالب الجماهير، إذ اعتقد انها ذات أساس اجتماعي ضعيف، ولا تعني الكثير للجماهير الكادحة في ضوء واقع الفقر والحرمان والوضع المأساوي والمرزي الذي تعيش فيه!
لا بد ان يكون هدف الحوار والنقد هو تطوير أحزاب اليسار داخليا وعموم الحركة اليسارية، ومن المهم تشخيص النواقص والأخطاء وفق حجمها والحذر من التعميم وتسقيط المقابل اليساري ونفيه، إذ علينا جميعا تقع مسؤولية تجنب الحدة والشخصنة والمحفلية، بحيث لا يتحول الموقف، بسبب حوارات حادة او اجتهادات واختلافات ومواقف فكرية وسياسية محدودة، إلى حالة عداء بين رفاق ورفيقات الأمس!، ثم يهمش دورهم ويجري نعتهم بشتى النعوت، بل حتى توجيه الاتهامات الحادة، لأنهم مختلفون فكرياً أو سياساً، سواء كانوا داخل او خارج التنظيم الحزبي او كانوا في القيادة ام في المعارضة.
هذه السياسات الخاطئة ساهمت في إضعاف وحصول انشقاقات عدة في الكثير من أحزاب اليسار، وتحولت إلى أحزاب - نافرة وطاردة للأعضاء - وليست - جاذبة وحاضنة للمزيد من الأعضاء -، والكثير منها قد تقلص حجمه، بحيث أصبحت أحزاب ذات قيادة ولكن دون قواعد! وهي نتيجة منطقية لاستخدام آليات تنظيم بالية وإدارة شمولية عتيقة جدا، والافتقاد ألى آليات حديثة لإدارة الحوار والاختلاف والصراع داخل أحزابهم، بحيث تضمن تطوير ومشاركة واسعة للعقل الجماعي الحزبي بكافة اتجاهاته لإقرار سياسة الحزب وطرح الآراء بشكل علني في منابر الحزب المختلفة، وخاصة في ظل التطور المعرفي الكبير في المجالات كافة، والشفافية الكبيرة نتيجة شيوع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

الحوارات التي جرت بين الرفيق العزيز فلاح علوان والرفاق الاعزة فارس محمود وسمير عادل ونادية محمود من قيادة الحزب العمالي التي نشرت معظمها في الحوار المتمدن، رغم حدتها وشخصنتها أحيانا، أراها حوارات سياسية مهمة وضرورية لإنعاش الحوار اليساري، وكان المفروض ان تكون بلغة حوارية رفاقية أفضل. وباعتقادي، لو قررت قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي توجيه عقوبة بسبب تلك الحوارات الحادة، فأقصى عقوبة لا تتجاوز - التوبيخ – وتوجه لجميع الرفاق الذين ساهموا في الحوارات، وليس لفلاح علوان وحده. ومع أني لست مع هذه العقوبة أيضاً، لأن الموضوع متعلق بالرأي مهما كان حادا، ويجب ان لا تكون هناك ازدواجية في ذلك استنادا الى الموقف والولاء السياسي لخط معين داخل الحزب، وارى ان عقوبة الطرد-سحب العضوية التي اتخذت بحق الرفيق العزيز فلاح علوان خاطئة ومدانة ولابد ان تستخدم مثل هذه العقوبة في حالات خطرة جدا فقط، كالتجسس، أو الاحتيال والنصب، أو الاعتراف والتعاون مع الأجهزة الأمنية عند الاعتقال.
فلندع الآراء المختلفة تتحاور حتى بحدتها، فذلك أفضل من حالة القطيعة و عدم الحوار، أو قمعه بطرق مختلفة، أو إقصاء الأخر، من خلال العقوبات، ومنها الطرد. إن مثل هذا التوجه يوقع أحزاب اليسار في أزمات تنظيمية عميقة تتسبب في المزيد من الانشقاقات، حيث ان قرار الطرد هذا قد أدى إلى أزمة تنظيمية كبيرة في الحزب العمالي والى استقالة 3 من أعضاء المكتب السياسي وبضمنهم السكرتير السابق وعدد من الكوادر والقواعد الى الان. وإذا ما استمر هذا الوضع، فمن الممكن ان يتجه نحو المزيد من الاستقالات وشق وحدة الحزب. ولا اعتقد إن الحل سيكون في تشكيل حزب جديد يضاف الى ما هو موجود من التنظيمات اليسارية، وبالتالي المزيد من التشتت لقوى اليسار في العراق، ولاسيما تيار الشيوعية العمالية.
تواجه المجتمع العراقي والطبقات الكادحة والحركة اليسارية الآلاف من المشكلات التي يستوجب الأمر التركيز عليها وايجاد الحلول لها، وليس طرح موضوع سحب عضوية رفيق قيادي بسبب رأي حاد في حزب لا يزال يعاني من صراع الكتل، وان كان هناك نوع من التوازن المتفق عليه الى حد مناسب بينها في الحزب الشيوعي العمالي.

أرى من الأفضل لقيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي ان تتراجع عن قرار طرد-سحب العضوية من الرفيق العزيز فلاح علوان، وكذلك يتراجع الرفيقات والرفاق عن استقالاتهم التي حصلت بسبب قرار الطرد، والتمسك بوحدة الحزب وإيجاد حل مناسب لكل الأطراف من خلال مؤتمر استثنائي عاجل يركز على تعزيز وتطوير قواعد العمل الجماعي الديمقراطي المؤسساتي في الحزب.

تقديري الكبير لنضال ودور الرفيقات والرفاق في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ولعموم فصائل اليسار العراقي، ومساهمتي هذه هي من منطلق الحرص عليه ووفق مفهومي للعضوية اليسارية المركبة، وإذ اخترت العودة الى العمل الحزبي المنظم فلي الشرف الكبير ان أكون عضوا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي والحزب الشيوعي العراقي في آن واحد، وأعتز كثيراً في كوني عملت في صفوفهم لأكثر من عقدين.

كل المودة والاحترام وأكرر شكري وامتناني للجميع

رزكار عقراوي


****************************
للتوضيح والشفافية وإعطاء صورة أفضل عن الموضوع هذه بعض المواضيع التي هي عبارة عن حوارات سياسية استمرت لسنوات بين الرفيق العزيز فلاح علوان والرفاق الأعزة في قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي نادية محمود وسمير عادل وفارس محمود ونشرت معظمها في الحوار المتمدن.
الموضوع الأول أدناه هو أحد المواضيع التي استند إليها في قرار طرد الرفيق العزيز فلاح علوان

فلاح علوان - بصدد الاستفتاء، في الرد على ريبوار احمد
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=571448
فارس محمود - خطوتان للوراء ... فحسب!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=588997
سمير عادل - هلوسة سياسية بديباجة كاريكتورية ماركسية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=571938
نادية محمود - لماذا يحذر اتحاد المجالس من اقتران اسمه بالمؤتمر العمالي
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=156869
للاطلاع على كافة الحوارات ارجو مراجعة كافة المواضيع


***************************************************************
مواضيع ذات الصلة:

- رد على الرفيق رزكار عقراوي وتوضيح موضوعي لحقيقة الخلاف داخل الحزب الشيوعي العمالي العراقي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=600015

****************************************************************

الرفيق والصديق العزيز عواد احمد صالح عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
تحية طيبة وأتمنى ان تكون بخير وأشكرك كثيرا على الحوار والتوضيحات وخاصة هي من قائد شيوعي اجتماعي أكن له كل التقدير والاحترام، ودوما كنت أتابع بفرح وفخر كبير نشاطاتكم السياسية والفكرية والثقافية القديرة في مدينة سامراء المتأزمة وأكيد إنكم تناضلون في ظروف خطرة بالغة التعقيد.
عرفتك دوما محاورا يساريا رائعا ولكن هذه المرة ومن الممكن تحت ضغط الصراع الذي حصل كان ردك فيه نوع من الحدية وبالأخص تجاه رفاق ورفيقات لك في قيادة الحزب وكانوا لحد قبل أسبوعين معك في قيادة الحزب، وأتمنى ان تتقبل هذا النقد الرفاقي برحابة صدر.
اعلم مدى حرصك الكبير على حزبك واقدر ذلك بكل صدق، وتجنبك دوما الصراع الكتلوي الموجود الذي أذاه كثيرا والحق أضرارا كبيرة بتيار الشيوعية العمالية وعموم اليسار في العراق، الذي يصعد ويغذى من قبل قادة بعيدين عن الواقع الاجتماعي وبالأخص بعض من – قادة الخارج الذين أسبوع في العراق وعشرة وعشرين أسبوع في الخارج! – ودوما كنت اطرح الذي يرشح للقيادة في أحزاب اليسار يجب ان يتواجد في داخل العراق بشكل دائمي وإذا يود العيش في الخارج فذلك حق شخصي ولكن فليسلم المنصب لرفيق-ة آخر، حيث ان قيادة حزب يساري تتطلب تواجد اجتماعي ميداني يومي بين الجماهير الكادحة.
الصراع الحالي في حزبكم المناضل للأسف ليس له علاقة بمشاكل العمال والكادحين او بتطور الحزب بل هو صراع كتلوي-شخصي اختارت احد الكتل تصفيته بالعقوبات و ردا على ذلك اختارت الكتلة الأخرى الاستقالة والخروج والبدء بتشكيل تنظيم جديد، ومعه احترامي الكبير لهم كرفاق وأصدقاء، برأي الكتلتين على خطأ ولم ينطلقوا من الحرص على الحزب وتطويره، وأتمنى أن يعيد الطرفين النظر في مواقفهم وإيقاف الأسلوب الحاد وأحيانا الاقصائي السائد في الحوار الآن مع بعضهم الآخر، والبدء بالحوار الرفاقي البناء والخطوات العملية لحل الأشكال الذي حصل، بدأ من إلغاء قرار الطرد المسيء جدا للحزب قبل الكل حيث هناك تناقض كبير بين حزب يدعو للحريات السياسية في المجتمع في نفس الوقت يطرد رفاق له بسبب الرأي مهما كان حادا، وان يتراجع الرفيقات والرفاق عن استقالاتهم.
رفيقي العزيز عواد أحييك على موقفك المبدئي المناهض للانشقاقات والتشتت في الحركة الشيوعية وفي حزبكم ولذلك لي أمل كبير بك كأحد ابرز واهم القادة الاجتماعين للحزب الشيوعي العمالي في العراق وجميع الرفيقات والرفاق الحريصين على حزبكم ووحدته في الدعوة والمساهمة في حل الإشكالات الموجودة حاليا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي بما يضمن وحدته وتماسكه وتطوير التحزب واليات التنظيم من خلال الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي باعتباره أعلى هيئة حزبية تعكس العقل والقرار الجماعي للحزب.
في ظل تراجع اليسار العراقي بكافة فصائله، وسيادة الأفكار والقوى اليمينية والقومية والدينية المتعصبة في العراق كل رفيق او رفيقة في أحزاب اليسار مهما كانت منصبه ومستوى نشاطه - كنز وثروة كبيرة - ويجب ان نعرف كيف نحتفظ ونتمسك بهم. التيار اليساري في العراق مشتت الى حد كبير وبشكل سلبي، لذلك وحدة حزبكم لها الأهمية والأولوية الكبيرة الآن.
كل المودة والاحترام لك ولكل الرفيقات والرفاق وأكرر شكري
رزكار عقراوي


***************************************************


الرفاق والرفيقات الاعزة مؤيد احمد، ينار محمد، رشيد اسماعيل ، محمد شنان، نزار عقراوي، فلاح علوان
وكل من قدم استقالته بسبب قرارات اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي الكونفرنس 33
تحية رفاقية حارة
أدعوكم إلى التراجع عن استقالاتكم و الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي
نمط إدارة وتنظيم أحزابنا اليسارية يعطي انطباعا في طريقة حكمنا للمجتمع إذا وصلنا للسلطة، فهل ان من سيختلف معنا او يطرح رأيأ حادا يجب ان - يعدم تنظيما وسياسيا - ؟! ولذلك اكرر إدانتي الشديدة لقرار قيادة الحزب في سحب العضوية من الرفيق العزيز فلاح علوان، وقد أعدت قراءة معظم مقالات الرفيق العزيز فلاح مرة أخرى وهي حوارات مع رفاق في قيادة الحزب، التي البعض منها سبب لقرار الطرد، وصراحة من الممكن ان تكون البعض منها حادة ولكن لم أجد اي مقطع يستحق حتى عقوبة التوبيخ!. لذلك أدعوا الرفيقات والرفاق الاعزة الذين اقروا القرار التراجع عنه حيث هناك تناقض كبير بين حزب يدعو للحريات السياسية في المجتمع في نفس الوقت يطرد رفاق له بسبب الرأي مهما كان حادا، وكما ان القرار احدث انشقاقا ومشاكل تنظيمية كبيرة للحزب، وهناك معارضة كبيرة له، وهو إساءة للحزب وسمعته قبل الكل.

مع تفهمي الكبير لموقفكم المبديء المناهض لقرار الطرد فاني أرى ان قرار استقالتكم احتجاجا على القرار لم يكن صائبا وبل هو مضر وسلبي على الحزب الشيوعي العمالي العراقي وعلى عموم التيار اليساري في العراق، وكان يجب البقاء في الحزب والتمسك بوحدته والدعوة إلى مؤتمر استثنائي سريع، ولا اعتقد إن الحل سيكون في تشكيل حزب جديد لن يختلف كثيرا عن الحزب الحالي، يضاف الى ما هو موجود من التنظيمات اليسارية، وبالتالي المزيد من التشتت لقوى اليسار في العراق، ولاسيما تيار الشيوعية العمالية.
رفيقاتي ورفاقي أدعوكم إلى التراجع عن استقالاتكم، و كما ادعوكم وادعوا جميع الرفيقات والرفاق الحريصين على التيار اليساري بشكل عام وعلى الحزب الشيوعي العمالي بشكل خاص إلى الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي باعتباره أعلى هيئة حزبية تعكس العقل والقرار الجماعي للحزب، لمعالجة كافة الإشكالات السلبية التي ظهرت في أعقاب الكونفرنس الأخير ومقرراته، ومنها إلغاء قرار الطرد و إقرار نظام داخلي واضح ودقيق ومفصل يشكل أساساً لتقوية البناء الديمقراطي المؤسساتي للحزب، ويقيد ويحد من الصراعات الشخصية والمحفلية.وأتمنى أن يعيد الطرفين النظر في مواقفهم الخاطئة المضرة بالحزب وإيقاف الأسلوب الحاد وأحيانا الاقصائي السائد في الحوار الآن مع بعضهم الآخر.

في ظل تراجع اليسار العراقي بكافة فصائله، وسيادة الأفكار والقوى اليمينية والقومية والدينية المتعصبة في العراق كل رفيق او رفيقة في أحزاب اليسار مهما كانت منصبه ومستوى نشاطه - كنز وثروة كبيرة - ويجب ان نعرف كيف نحتفظ ونتمسك بهم ونعمل معا ونتحد في إطار يساري واسع.
التيار اليساري في العراق مشتت الى حد كبير وبشكل سلبي، لذلك ان وحدة الحزب الشيوعي العمالي لها الأهمية والأولوية الكبيرة الآن حيث ان الانشقاقات الكتلوية مهما كانت مبرراتها وفي غياب خلاف سياسي-فكري جدي هي نوع من التدمير الذاتي المفرط لأحزاب اليسار، وإضرارها كبيرة جدا وأحيانا مدمرة تعجز حتى أقوى الأجهزة الأمنية لأعدائنا الطبقيين من إلحاقها بأحزاب اليسار!.
احترامي وتقديري الكبير لكم ولكل الرفاق والرفيقات في الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
رزكار عقراوي